يبدو ان فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها مرجعية السيد السيستاني عام 2014 قضت على امال الامريكيين لتحقيق مشروعهم في العراق والمنطقة وكان الغرض منه تقسيم دول المنطقة الى دويلات على اساس طائفي وقومي وتكون هذه الدويلات متناحرة متصارعة فيما بينها حتى تبقى اسرائيل هي الاقوى وتكون الغلبة لها وتحقيق مشروعها من النيل للفرات .
الكل يعلم هنالك فيديوهات ووثائق لطائرات امريكية كانت تنزل الاسلحة للدواعش في صحراء غرب العراق وفتوى السيستاني قضت على هولاء ادوات امريكا واسرائيل ، فوجدت امريكا ان قوة العراق تكمن في مرجعيته ولابد من هنا ان تبحث عن بدائل اخرى وهي تسقيط المرجعية في اعين جمهورها وقاعدتها الشعبية حتى لا تجد احد يصغي لها في المستقبل اذا ما اصدرت فتوى جديدة ضد المشاريع الامريكة التي لا تنتهي .
يقول الشاعر والاديب احمد مطر (اذا اردت ان تهدم حضارة فعليك بالعلماء ، اطعن فيهم ، قلل من شأنهم شكك فيهم ، حتى لا يسمع ولا يقتدي بهم احد )
وهذا ما حصل بالضبط وما يقوم به الاعلام الامريكي ومرتزقتهم من الجيوش الالكترونية يوميا ببث هذه السموم وتسقيط رجال الدين والمرجعية الدينية ، والمراهقين يعتبرون ارض خصبة لزرع هذه السموم .
ما بثته الحرة في اخر تقرير لها هو ان المرجعية الدينية لها استثمارات ومشاريع ؟
طيب وما المشكلة في ذلك ؟ اولا: هذه الاموال هي ليست اموال دولة هي جميعها من الزائرين ودافعي الزكاة والخمس ومن المتبرعين من التجار والاثرياء تبرعوا بها حبا بـ اهل البيت عليهم السلام ولم يأخذوها من الخزانة الامريكية ، وان هذه المشاريع استثمرتها المرجعية داخل العراق وكان لها اثر كبير على حركة الاقتصاد في البلاد وتشغيل الكثير من الايدي العاملة ..
ما يثير السخرية ورد في التقرير ان المرجعية لديها مكتبة لطبع الكتب ! وما الاشكال في ذلك ؟ افضل مما يتم طبع المناهج في الاردن وتخرج العملة الصعبة خارج العراق تقوم مطابع المرجعية بهذه المهمة بأسعار اقل مما تطبع خارج العراق بأضعاف فضلا عن انها توفر فرص عمل للكثير من الشباب العاطلين رغم انني متأد توجد مبالغة بهذا الموضوع لان وزارة التربية هي من حصة الكتل السنية ويعتبرون ايرادات هذه الوزارة لهم .
ما الضير ان تستثمر المرجيعية الدينية الاموال التي بحوزتها في مشاريع استثمارية كمزرعة نخيل مثلا تزيد من المساحات الخضراء الشاسعة وتزيد من انتاج التمور المحلية بدلا من الاستيراد او تقوم المرجعية ببناء مستشفى بأجهزة حديثة عجزت الدولة عن توفيرها بدلا من ان يذهب المريض الى ايران او الهند ليرمي امواله هناك وبدون نتيجة وما الضير ان تقوم المرجعية ببناء جامعة بأمكانها استيعاب اكبر عدد من خريجي الاعدادية والتي عجزت جامعة الدولة عن استيعابهم وبدلا من ان يذهب الطالب يدرس في روسيا او اوكرانيا او ايران وبحوزته الالاف من الدولارات من العملة الصعبة ؟!
هذه المشاريع من شأنها ايضا ان تضاعف تلك الاموال وتستخدم لخدمة الدين والمذهب فالرسول ص يقول (ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين : “مال خديجة” وسيف علي بن أبي طالب ) .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا امريكا حريصة على اموال العراق ؟ واذا كانت كذلك فلماذا قامت القوات الامريكية سابقة باقتحام السجن وتهريب ايهم السامرائي وزير الكهرباء الاسبق المتهم بأختلاس مليارات الدولارات ؟