خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
يرى المحللون الإسرائيليون أن “إيران” حَوَّلت “العراق” إلى مستودع كبير للأسلحة والصواريخ من أجل استخدامها ضد “إسرائيل”.
ولقد بدأت حكومة “بغداد” إتخاذ إجراءات وقائية بعد الهجمات الأخيرة التي تعرض لها “العراق”، والتي يرى البعض أن “إسرائيل” هي من نفذتها. فيما ترى مصادر استخباراتية غربية أن الضربات الإسرائيلية في “العراق” لن تتوقف؛ لأن “إيران” مصممة على استخدام الأراضي العراقية لنقل الأسلحة إلى “سوريا” و”حزب الله”.
العراق سيصبح جبهة للقتال..
في هذا السياق؛ يقول المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، إن الهجمات الأخيرة التي استهدفت معسكرات الميليشيات الشيعية العراقية، الموالية لـ”إيران”، وتم خلالها تدمير الصواريخ المخزنة في تلك المعسكرات، تسبب قلقًا شديدًا لدى القيادة العراقية.
ويرى صُنَّاع القرار، في “بغداد”، أن “العراق” سيكون طرفًا في الصراع العنيف المُقبل بين “إيران” و”إسرائيل”، بل سيصبح جبهة للقتال بين الدولتين، كما يحدث في “سوريا”.
وفي الواقع، فإن “إيران” حوَّلت “العراق” بالفعل إلى مستودع كبير للأسلحة، حيث تُخزن فيه الصواريخ والقذائف لنقلها إلى “سوريا” وإلى تنظيم “حزب الله” في “لبنان”.
وفي ظل استمرار هذا الوضع، فمن المتوقع أن تواصل “إسرائيل” هجماتها لضرب مستودعات الصواريخ الإيرانية.
بغداد تتخذ خطوات عاجلة..
بحسب “بن مناحم”؛ فإن تلك التطورات الخطيرة دفعت الحكومة العراقية برئاسة، “عادل عبدالمهدي”، لإتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية تحسبًا لأي تصعيد متوقع في الأراضي العراقية. وجاءت الإجراءات على النحو التالي :
أولًا – قيود على الطلعات الجوية..
قامت حكومة “عبدالمهدي” بفرض قيود على الطلعات الجوية في المجال الجوي العراقي، حيث تتطلب أي رحلة طيران موافقة “عبدالمهدي”.
وبالطبع فإن “الولايات المتحدة” تعارض تلك الخطوة؛ لأنها تستخدم المجال الجوي العراقي بشكل دائم لمهاجمة أهداف تابعة لتنظيم (داعش) الإرهابي.
ثانيًا – الحصول على أنظمة للدفاع الجوي..
بدأت حكومة “بغداد” بإتخاذ خطوات عاجلة للحصول على أنظمة للدفاع الجوي، لأن المجال الجوي العراقي مُخترق تمامًا في ظل عدم امتلاك “العراق” لأنظمة دفاعية متطورة. ولقد تم تسلم “عبدالمهدي” سلسلة من التوصيات لشراء أنظمة للدفاع الجوي.
ويرى محللون عراقيون أن هناك عقبة خطيرة تواجه حكومة “بغداد” بسبب اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع “الولايات المتحدة”، لأنها تُلزم “العراق” بشراء أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركي من طراز (باتريوت).
بينما يتطلع رئيس الوزراء العراقي، “عبدالمهدي”، لشراء أنظمة الدفاع الجوي من “روسيا” أو من “إيران” في أسرع وقت ممكن. والمقصود هنا إما المنظومة الروسية من طراز (400-S) أو المنظومة الإيرانية من طراز (خرداد).
على الجانب الآخر؛ فإن بعض الميليشيات الشيعيىة العراقية الموالية لـ”إيران”، مثل كتائب “حزب الله” وكتائب “سيد الشهداء” وحركة “النجباء”، تسعى هي الأخرى لامتلاك الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات حتى يمكنها حماية معسكراتها.
ثالثًا – استخدام أنظمة لإنذار المبكر..
يعتزم “العراق” نشر أنظمة للإنذار المبكر عند المناطق الحدودية مع “سوريا” و”الأردن” لرصد ومتابعة اختراق الطائرات الإسرائيلية.
رابعًا – نقل المعسكرات إلى مواقع بديلة..
لقد قرر رئيس الوزراء العراقي إبعاد المعسكرات والمستودعات التابعة للميليشيات الشيعية عن المدن العراقية، بما لا يقل عن مسافة 20 كم.
وبدأ العمل بالفعل، منذ عدة أيام، لنقل مواقع تلك المعسكرات والمستودعات، حيث قال مسؤول عسكري عراقي، لصحيفة (العربي الجديد)، في 23 آب/أغسطس 2019، إنه تم إخلاء ثلاثة معسكرات للميليشيات المسلحة ونقلها إلى مواقع بديلة، فيما يتم وضع الصواريخ التي كانت بها داخل مستودعات تحت الأرض وفقًا للمعايير العسكرية.
ويتم نقل المعسكرات ليلًا عبر الطرق التي تمر داخل مناطق كثيفة الأشجار حتى لا يمكن رصد المواقع الجديدة عبر أقمار التجسس.
إسرائيل تملك اليد الطولى..
يشير “بن مناحم” إلى أن اليد الطولى لـ”إسرائيل” – التي تستند إلى المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والقدرة الجوية الفائقة، متمثلة في طائرات (الشبح) من طراز (35-F) – قد رصدت بدقة المستودعات التي تضم الصواريخ داخل معسكرات الميليشيات الموالية لـ”إيران” في “العراق” وتمكنت من أصابتها بشكل مباشر، في ظل عدم امتلاك “العراق” لأنظمة دفاعية لحماية مجاله الجوي.
إيران لن تتراجع وإسرائيل ستواصل القصف..
ختامًا؛ يؤكد المحلل الإسرائيلي أن “إيران” لا تنوي التراجع عن مُخططها وستواصل تخزين الصواريخ في مستودعات الميليشيات الشيعية الموالية لها في “العراق”.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية قد إتخذت عدة خطوات وقائية للحد من الهجمات الإسرائيلية، إلا أن تلك الهجمات سوف تستمر لأن “إسرائيل” لن تسمح بأن يتحول “العراق” إلى قاعدة لوجيستية لتخزين الصواريخ التي سيتم إطلاقها على الدولة العبرية.