23 نوفمبر، 2024 6:41 م
Search
Close this search box.

ضربات إسرائيل داخل العراق .. لماذا تفسد العلاقة بين “تل أبيب” و”البنتاغون” ؟

ضربات إسرائيل داخل العراق .. لماذا تفسد العلاقة بين “تل أبيب” و”البنتاغون” ؟

خاص : كتبت – هانم التمساح :

لم تفاجيء “الولايات المتحدة” بضرب “العراق” من قِبل “إسرائيل” مؤخرًا؛ كما أدعت بياناتها الرسمية، فـ”الولايات المتحدة” كان لديها معلومات مسبقة عن تلك الضربات التي ينتويها “الكيان الصهيوني”، منذ مطلع كانون ثان/يناير 2019، ومع ذلك غضبت “الولايات المتحدة” لأن الضربات لحقت مناطق نفوذها وهددت مصالحها، فجاءت غضبة “وزارة الدفاع الأميركية”؛ ليس حزنًا على “العراق” ولا رفضًا للضربات، وإنما لأن “الموساد” لم ينسق معها، فجاءت النتيجة مخيبة للآمال الأميركية.

الخارجية الأميركية حذرت “عبدالمهدي” من ضرب “الحشد الشعبي”..

ومما يؤكد ما ذكرناه آنفًا؛ بشأن معرفة “الولايات المتحدة” بأن “العراق” سيتلقى ضربة من “إسرائيل”، منذ مطلع العام الجاري، ما ذكره مصدر حكومي في “بغداد” إن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أبلغ رئيس الحكومة العراقية، “عادل عبدالمهدي”، بأن “واشنطن” لن تتدخل إذا قصفت “إسرائيل” مواقع (الحشد الشعبي) في “العراق”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، (مكان)، باللغة العربية، على لسان المصدر العراقي؛ أن رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، أبدى إنزعاجه من ذلك، وأكد لـ”بومبيو” أن لهذا الأمر تداعيات خطيرة على المنطقة.

وسبق أن صرح مصدر سياسي عراقي مُطلع، قبل ذلك، أن “بومبيو” أبلغ “بغداد” بوجهة النظر الإسرائيلية، التي تقول بعدم جدوى مهاجمة مقرات الفصائل العراقية المرتبطة بـ”إيران” داخل “سوريا”، لأنها تعود كل مرة إلى تنظيم صفوفها والإنطلاق من “العراق” مجددًا.

وأوضح المصدر؛ أن “الولايات المتحدة” ما تزال ترفض السماح لـ”إسرائيل” بتنفيذ غارات داخل الأراضي العراقية، لكنها لن تستطيع أن تقف إلى الأبد في وجه هذه الرغبة الإسرائيلية.

الجيش الأميركي غضب لمناطق نفوذه..

وقالت مصادر سياسية، في “تل أبيب”، أن الجيش الأميركي غاضب على جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي، (الموساد)، بسبب عملية فاشلة قام بها في إحدى دول الشرق الأوسط العربية، وألحقت ضررًا بمصالح الطرفين.

وقالت هذه المصادر، نقلاً عن مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، إن إخفاق (الموساد) في تلك العملية حدث بسبب قيامه بتنفيذها من دون تنسيق مع الجيش الأميركي الموجود في تلك الدولة. وحسب تقرير نشره الصحافي، “أمير أورن”، في موقع (واللا) الإلكتروني الإخباري في “تل أبيب”، فإن الجيش الإسرائيلي يتحسب من خطر حدوث تراجع في العلاقات الوثيقة التي يقيمها مع الجيش الأميركي و(البنتاغون).

مضيفًا أن بوادر أولى، لهذا التراجع، ظهرت مؤخرًا؛ وأنها تركت أثرًا أيضًا على أجواء العلاقات بين قيادة الجيش الإسرائيلي ورئيس (الموساد)، “يوسي كوهين”، بسبب تصرفات الأخير.

واتهم مسؤول في الجيش، جهاز (الموساد)، بوجود خلل في أدائه، يهدد النسيج الرقيق للعلاقات مع جهاز الأمن الأميركي في “واشنطن” والمنطقة.

وقال “أورن” إن هناك منافسة خفية أصلاً بين الجيش الإسرائيلي و(الموساد) على قيادة الاتصالات مع أجهزة الأمن الأميركية، وإن المشكلة الأخيرة مع الأميركيين زادتها حدة.

علاقة الجيش الإسرائيلي مباشرة بالجيش الأميركي..

وتحتضن “الولايات المتحدة”، “إسرائيل”، لدرجة أن الجيش الإسرائيلي يتلقى اتصالات وتعليمات يومية وتنسيق فى كل ما يخص المنطقة العربية من “الولايات المتحدة”، فكل ما يجري في المنطقة يتم تحت سمع وبصر “الولايات المتحدة”، التي تعطي الضوء الأخضر لـ”إسرائيل” في تنفيذ كل عملياتها الإجرامية، وهو ما يؤكده الصحافي الإسرائيلي؛ قائلًا أن الاتصالات اليومية يتولاها الجيش الإسرائيلي، بواسطة “شعبة العمليات والتخطيط” والملحق العسكري في “واشنطن”، وهي علاقة مباشرة بين الجيش الإسرائيلي والقيادة الوسطى في الجيش الأميركي، العامل في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل الدول العربية و”إيران” و”أفغانستان”.

ويجري (الموساد) اتصالاته، بواسطة رئيسه، مع مندوب وكالة المخابرات المركزية الأميركية، (سي. آي. إيه)، في “تل أبيب”، وأيضًا بواسطة رئيس بعثة (الموساد) بالسفارة الإسرائيلية، في “واشنطن”، مع (مكتب الإرتباط مع إسرائيل) في مقر الـ (سي. آي. إيه)، وأحيانًا يكون الاتصال مباشرًا بين رئيس الموساد، “كوهين”، ورئيسة (سي. آي. إيه)، “غينا هاسبل”. ووفقًا لـ”أورن”، فإن: “(الموساد) يتمسك بقناة الاتصال هذه بشكل متعصب”.

على هذه الخلفية؛ تعالت مؤخرًا مسألة التنسيق (الإسرائيلي-الأميركي)، ويتابع الصحافي الإسرائيلي قائلًا: “فيما نُفذت في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى، (للجيش الأميركي)، عملية ليست للجيش الإسرائيلي”، ويشير إلى أن هذا تلميح لا يستبعد أن تكون التفجيرات في معسكرات الجيش العراقي، في الأسابيع الأخيرة، من تنفيذ عملاء (الموساد).

وحسب “أورن”؛ فإن القيادة الوسطى للجيش الأميركي “حساسة تجاه إنتهاك سيادة دول تقع ضمن منطقة نفوذها؛ وليست لها حدود مع إسرائيل”. وأضاف “أورن” أن (الموساد) طالب بأن يكون الجهاز، الذي يطلع الأميركيين، بواسطة قناة اتصاله مع (سي. آي. إيه)، ومنع الجيش الإسرائيلي من إطلاع الأميركيين بواسطة علاقاته مع القيادة الوسطى.

وتابع أن: “العملية (الإسرائيلية) فاجأت وأغضبت (البنتاغون)، خصوصًا قائد القيادة الوسطى”، وأن: “(البنتاغون) يرفض قبول نفي وإعتذارات إسرائيلية”، لدرجة أن قائد القيادة الوسطى ألغى إيجازًا صحافيًا عبر الهاتف، في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب مشاركة صحافيين إسرائيليين.

توتر بسبب العلاقات “الأميركية-الإيرانية”..

ويكتسب هذا التوتر مغزى، آخر هذه الأيام؛ التي يدور فيها خلاف آخر بين “تل أبيب” و”واشنطن” يتعلق بالعلاقات (الأميركية-الإيرانية)؛ ففي “إسرائيل” يتولى (الموساد)، مع ديوان رئيس الوزراء، مسؤولية إدارة الصراع مع “إيران” وميليشياتها، والجيش يضطر إلى إتخاذ سياسة مستقلة.

ولا يُحسن الجيش إخفاء إمتعاضه من هذا الوضع، خصوصًا أن رئيس (الموساد) بات أقرب الشخصيات الأمنية إلى “نتانياهو” وصار كاتم أسراره.

ونقل عن مجموعة من أصدقاء “نتانياهو” ومستشاريه المُقربين أنهم سمعوه يقول إنه يرى في رئيس (الموساد)، “يوسي كوهين”، أفضل خليفة له في الحكم.

وتقول هذه المصادر؛ إن “نتانياهو” قلق للغاية من البوادر التي يظهرها الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع “إيران”، وترك صفحة العداء التي يديرها “نتانياهو”. وقد زاد هذا القلق، عندما أعلن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، عن خطة لعقد لقاء قمة بين “ترمب” والرئيس الإيراني، “حسن روحاني”.

الصراع “الأميركي-الإيراني” خارج العراق !

وفيما يبدو أن “العراق” بدأ ينزلق نحو الصراع، بفعل الميليشيات المدعومة من “إيران”، فيما تبدو “إيران” نفسها بعيدة كل البُعد عن هذه المعركة، ومن المعروف أن هذا البلد تتقاسم فيه النفوذ قوتان هما؛ “أميركا” و”إيران”، وهاتان القوتان لم يطرأ خلاف بينهما في “العراق”، ويبدو أنهما في غاية التوافق، بينما هما بنفس الوقت في صراع مستمر في مختلف المسائل خارج الحدود العراقية.. بمعنى أن هناك تفاهم على تقاسم مجالات النفوذ في “العراق”؛ وهو ما يوضح الصمت الإيراني في هذا الخصوص.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة