3 نوفمبر، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

الويلات والدمار لجيل الفنان العراقي ” علي منشد ” – رفيق فوزي نموذجاً

الويلات والدمار لجيل الفنان العراقي ” علي منشد ” – رفيق فوزي نموذجاً

الفترات التي مر بها العراق مختلفة تماماً ، تبعاً لمقتضيات المرحلة التي عاشتها الاجيال ، وأقصد الجيل الخمسيني ، أو الستيني ، أو السبعيني الى أخره من الاجيال ،وبالتالي ظهر جيل من الفنانين العراقيين وأصبح هذا الجيل يطلق عليه ” جيل الرواد ” وقد رسخ هذا الجيل معظم مسميات المسرح من خلال المثابرة والاجتهاد ، وأستطاع أن يؤسس معهد الفنون الجميلة في بغداد ، ويقدمون العديد من الاعمال المسرحية التي لاتزال في الذاكرة العراقية بالرغم من الصعاب التي كانوا يمرون بها ،وفي ذاكرتي المتعبة من جراء المنافي والغربة الصعبة التي شكلت هاجساً  يقذفني  من موت الى موت أخر ،وفي ظل هذه الانكسارات التي يعاني منها العراقيون نتيجة الظروف الصعبة التي مروا بها ومازالوا يمرون بها ،ومنهم ” رفيق فوزي ” التي مثلها الفنان العراقي المغترب ” علي منشد ” في المسلسل العراقي ” ابو طبر ” لا أريد الخوض في تفاصيل هذا المسلسل من حيث التأليف والاخراج وحتى التمثيل ، بل يظل حديثي عن الفنان ” علي منشد “وهو قريب من الروح لما تربطني به صداقة أمتدت أكثر من 35 سنة ،منذ سنوات كانت المسارح في مدينة ” الثورة ” والصدر حالياً هي الوسيلة للتعبير الفني ،علماً في هذه الفترة ظهر جيل ” الخوشية ” على ما اعتقد في هذه المدينة لكثرة المشاكل والعوز والفقر والمرض مما دعانا الى ذلك الابتعاد عن هذا الجيل بسبب ” القوي والضعيف ” والظالم والمظلوم ” فدخلنا كمجموعات  مسرحية في هذه المدينة ،وذلك للارتقاء بهذه المدينة التي تضم خيرة مبدعي العراق في الفنون والادب والرياضة ،ومنهم الفنان ” علي منشد ” وكنت أطلق عليه ” العبثي ” لأنه كان متأثراً بمسرح العبث  الذي يتميز بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى ، أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت ،وكان لصيق مجموعة ” العبثيون ” وهم مجموعة من الأدباء الشباب الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمي ، فراءوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية ، لأنها خلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الاخرين ، مكان أنعزال الإنسان الأوروبي وفرديته ، فكان يعتقد ” المنشد ” الذي أثر بي في تمثيل شخصية “رفيق فوزي “في مسلسل” أبو طبر ” لما لهذه الشخصية السلبية تأثير في نفوسنا ،بأن الحرب العراقية هي سلبية وما وما يحدث لموت مجاني لمعظم أبناء العراق الذين ساقوهم الى هذه الحرب القذرة التي ظلت عالقة في نفوسنا الى هذا اليوم ، ولماذا لا نرجع الى العراق !وذلك لأن حروب العراق لانتتهي وخير دليل ما يحدث على الساحة العراقية ،”فالمنشد ” أبن مدينة ” الثورة -داخل “استطاع أن يقلب الطاولة على كل أبناء جليه ،ناقلا ً ذائقة المشاهد الى مفردات تمرده وعصيانه لما يحدث في العراق ،وظل” المنشد “الحالم متشبت بعفويته وفطرته مؤكداً تلقائيته التي أستقاها من مدينته التي عاشت عذابات الفقر والحرب والموت المجاني ،ولهذا عندما كان يعتلي خشبة المسرح  في معهد الفنون الجميلة  وهويقرأ عشرات القصائد التي كتبها مع مجموعة كبيرة من الشعراء اذكر منهم الشاعر المبدع ” نصيف الناصري ” والشاعر ” رحيم يوسف ” وهوالمعروف عنه في وقتها ألتزامه بالمسرح الجاد أو مسرح النخبة ، ولهذا عندما أعطاني الكاتب ” حسن الناقد ” عمله المسرحي قبل الإلتحاق في جبهة الحرب ” لإخراجه وهومسرحية ” زجاج في طريق الحفاة ” الذي قُدم على مسرح ” قاعة أتحاد النساء ” في مدينة الثورة أو كما يطلق عليها ” ساحة 55″ وهويمثل الشخصية الرئيسية في هذا العمل ، الى جانب الفنان المرحوم ” سمير الصحن ” والفنان ” وهاب السيد ” وهذا العمل فيه الكثير من القصائد للشاعر السوري الكبير ” محمد الماغوط ” والتي كانت تجاهل كل القوانين التي تحدد مسار الأشخاص ، وظل ” المنشد ” الذي أقتحم الدراما العرقية بعد 2003،وقدم أعمال مميزة شهد لها الداني والقاصي ، واعتبرها أضافة الى رصيده الفني ،ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها المغترب العراقي الذي يحاول أن يرفع اسم العراق عالياً في جميع المحافل ،تعاون مع مجموعة فنية ضخمة لتقديم أعمال مسرحية في وطن الأغتراب ، ومن هذه المسرحيات التي قدمت مؤخراً في مسارح ” كندا ” مسرحية ” حية ودرج ” التي كتبها الفنان المتألق المغترب ” عباس الحربي ” المعروف عنه ممثلاً ومخرجاً من الطراز الفريد في المسرح العراقي ،والذي سأتناوله أن شاء الله في كتاباتي القادمة   وسيكون في  صفحتي الفيسبوكية  وصفحة فنون ،وأخرجها الفنان العراقي المغترب ” فضلي نصيف الجبوري ، الذي عرفناه فناناً تلفزيونياً وله رصيد كبير في الدراما العراقية ،وبالتالي هذا الذي يمر به ” المنشد ” هو القلق الدائم ،لأنه الباحث عن الإنسان الحالي وخاصة الفنان العراقي لما يعانيه من أضطهاد اجتماعي واضح في ظل حكومة متعكزة على خرافات ومفاهيم خاطئة .

أحدث المقالات