كان لاعلان (الخطة الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة 2013 – 2030م ) في 12 حزيران 2013م صدىً واسع ليس في الاوساط البحثية والاقتصادية فحسب وانما في كل ارجاء الشعب باعتبارها اول خطة بهذه الرؤيا والاهداف وما ستجلبه للعراق من عوائد مالية كبيرة تصل الى (6) ترليون دولار وتوفير (10) عشر ملايين فرصة عمل ‘ فضلاً عن امكانية تصدير (13) مليون برميل نفط يومياً بمدة لا تتجاوز (7) سبع سنوات وانتاج (15) خمسة عشر الف ميغاواط من الطاقة الكهربائية اضافة لما يُنتج حالياً . والمفرح ان الخطة لا تكلف العراق سوى (420) مليار دولار . وبالتالي تحول العراق الى لاعب اساسي في قطاع انتاج وصناعة وتصدير النفط والبتروكيمياويات في العالم . ان هذا الجهد باعداد الخطة المتكاملة تعني اصلاح للبنى التحية لكافة مفاصل الحياة ، واحداث طفرة نوعية في الاعمار وارتفاع المستوى المعيشي للشعب . وتكلل بعد انطلاق الخطة الاستراتيجية المتكاملة للطاقة انعقاد مؤتمر الطاقة العراقي الذي بدأ اعماله في لندن يوم الثلاثاء 18 حزيران 2013 وترأس المؤتمر رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء الاستاذ ثامر الغضبان ، واكد ان الخطة ستكون بمساعدة البنك الدولي وشركة بوز وشركائها .وان الخطة لم تترك شىء الا وضمنته لا سيما حساب مقدار التلوث البيئي جراء حرق الكاربون والمنتجات الصلبة . في حين نجد انها لم تعالج عمليات توزيع المشتقات النفطية داخل البلد وحاجة السكان اليها . ان اغفال الخطة وضع اليات عملية ودقيقة لتلبية حاجات السكان لا سيما في الشتاء ووقوف الطوابيرامام المحطات ومراكز بيع المشتقات النفطية دليل على ان المعاناة ستكون قائمة في ظل هذه الخطة المتكاملة . اما الموضوع الخطير وهوعدم اشراك الاقليم في اعداد الخطة و استثناء انتاج حقول اقليم كردستان منها والاكتفاء بادراج خمس عشرة محافظة عراقية في عمليات الاستكشاف والانتاج . السؤال المطروح ان الخطة المتكاملة تعني العراق باجمعه لان النفط هو ملك الشعب العراقي حسب دستوره وهذا لا يعطي مسوغاً لاستبعاد الاقليم عن اعداد الخطة حتى وان حالت الاوضاع السياسية دون ذلك ، لانه سيعطي مبرراً للكرد بادارة قطاع النفط بانفسهم . وبالتالي كيف تكون خطة متكاملة واقتطاع ثلاث محافظات عنها ؟ . نعتقد ان مراجعة الخطة مرة اخرى واضافة ما اغفل عنها سوف تجعلنا قادرين فعلاً على تحقيق ما اعددناه ، لانها لا تتعامل مع اشخاص بعينهم وانما مع كل شعب العراق بعربه واكراده وتركمانه واقلياته ، فالعراق باقٍ ومن لا يركب بعربته الان سوف لن يلحق بركبه ولو بعد حين .