بين فحل عربي يعرف جيدا كيف يكدس الزوجات المختنقات تحت البراقع مثنى و ثلاث و رباع في بيتٍ مكتظٍ بالجياع ليمتص جمالهن و يحتسي شبابهن فيشبع فحولته.
ولن يكتفي بنسف اعمارهن كالجواري بتنظيف قذارته و تعليف معدته و تلييف ظهره و تحجير تشققات كعب قدمه و تزيين فراشه و تربية ابناءه و خدمة اهله و عشيرته بل يبالغ في طمس ذواتهن و محو ادميتهن فيلهث امام شاشة التلفاز بحثاً عن الجمال التجاري لينشد به شعراً و غزلاً بعد ان ذبلت على وسادته زهرة جمالهن.
و بين شاعر عربي اخر يرد عليه عن لسان حال مذيعة تلفزيونية يسهر على تغليف وجهها بالمساحيق خلية من الماكيرية و فريق من مصففي ( الكفشات ) لتبدو مثل باربي الجميلة.
بينهما انتشرت رسائل اختزلت الواقع المرير بـين ( فحولة مفرطة و تجميل مُصَنّع ).
بينهما و بين هوس المجتمع الشرقي الفحولي بالجمال المُفلتر تُطأطيء بنت الحي الشريفة رأسها و تتمنى لو انها ما خُلقت عربية.
يتمحور الفحل العربي حول ذاته و يتمحور الراد عن المذيعة حول ذاتها ليستهين بمعاناة بنات البيوت العفيفات اللاتي يعانين الامرين بين مطرقة ملذات الفحول و سندان اغراء بنات الفضائيات و المودلز.
فيقول رداً على رسالته الغزلية :
(( أننا أيضا نحسد فتياتكم عليكم ، وعلى مشاعركم المفعمة بهذا الإحساس المرهف ، نحسدهن على كلماتكم الآخّاذة التي تلامس قلب الأنثى ..
لكن فتايتكم ربما لا يدركن أهميتكم كما ندرك نحن ، ربما تحفظاً والأرجح غباءً.. )) انتهى
لقد جعل الراد من السّجان مظلوما و من السجين ظالما، و وصفهن بالغباء متناسياً ان الذكر العربي (في الغالب) الطف و أرق ما يكون مع الغريبات الملونات بالاصباغ و اقبح و اوسخ ما يكون مع زوجته وإن بدت اشبه بكاثرين زيتا جونز.
و من لايُدرك تلك البديهية فهو الغبي.
ثم تُبدي المذيعة المفترضة اسفها على ورود الذكور التي تذبل امام اعين النساء اليمنيات و كانها جائت من كوكب نپتون و لا تعلم بحجم الابادة الجماعية لحقول الازاهير الانثوية التي ما استنشقت اوكسجيناً في حياتها و لا طلعت على قبائها شموس، فتعيش ميتة و تموت بصمت.
فيقول الراد عنها :
(( أسفي على الورود التي تموت في قلوبكم أمام أعينهن… أسفي على الكلمات التي تشيخ في ألسنتكم أمام صمتهن… وأسفي على قلوبكم المشتعلة حين تنطفئ أمام فتيات ترغب بالزواج أكثر من الحب…)) انتهى
اما انا فيؤسفني ان ينتقص قلمٌ عربي من بنات بلد كامل يواجهن منذ مئات السنين ابشع ما يمكن للانثى ان تواجهه من كبت و سلب حقوق و ( حياة ضرائر ) و عنف اسري فيصبرن و يضربن اروع الامثلة في التفاني و الذوبان في الاسرة و الوفاء للزوج بلا ادنى مقابل.
و الافت ان تلك الرسائل البعيدة عن واقع المرأة اليمنية العفيفة الصبورة اصبحت تنتشر كسرعة البرق في السوشيال ميديا بلا ادنى احترام لتلك الشريحة المظلومة بل ان الناس اصبحت تنتظر الرد من الفحل اليمني على رد المذيعة المزعوم و مغازلتها مجددا.
و اكثر ما يؤسفني ان بعض الصفحات التي تعنى بشؤون المرأة و تقدم تفسها كصفحات و مواقع رصينة و تبحث عن الكلمة الواعية قد شاركت بنشر تلك الرسائل دون الالتفات الى تلك المفارقة، فإلى اي مدى من غياب الوعي قد وصلت النُخب منا ؟
فألف تحية إجلال و إكبارٍ للانثى اليمنية الجميلة الخلوقة الصبورة و الف تحية و تقدير لشرفها و عفتها و حيائها و ابتسامتها و دمعتها.
و الف تحية لكل بنات البيوت المليحات في العالم العربي و الشرقي بشكل عام.
و عميت عيوناً لا تراكن جميلات.