يقولون ربما بدأت “إسرائيل” حربها ضد إيران من خلال ضرب الحلقة الأضعف في الصراع بعد إستهداف مقرات معسكرات الحشد الشعبي داخل الأراضي العراقية، هذه الحلقة الضعيفة التي إستضعفتها السياسة الغبية والحمقاء التي تمخضت بعد عام 2003 ولغاية الآن.
حكومات متعاقبة وموازنات إنفجارية ومنظومات سياسية مُتهرئة كان كلُ همّها السرقة واللصوصية والفساد لم تستطع توفير أبسط مقومات تطوير المنظومة العسكرية والتي أصبح الفساد فيها عبارة عن نهرٍ جارٍ يتدفق في جيوب الفاسدين، ومن السخرية أن يحتل الإنفاق العسكري الصدارة والأولوية في جميع موازنات العراق بعد عام 2003 والذي بلغ مجموع الإنفاق على بناء الجيش أكثر من (149) مليار دولار كان من ضمنها التسليح للفترة مابين (2003-2014)، حيث كان هذا الإنفاق بعيداً عن الرقابة المالية وبعقود فساد كبيرة تحت ذريعة أسرار الدولة العسكرية دون أن يُعرف مصير هذه الأموال.
وبالرغم من هذا الإنفاق العسكري الهائل لم تستطع الحكومات المتعاقبة من تخصيص نحو (10) مليارات دولار لشراء أسلحة للسلاح الجوي بواقع (12) منظومة فضلاً عن منظومة رادار مُتكاملة و(75) طائرة للدفاع الجوي والتجسس والمراقبة وهو ما كان يحتاجه العراق حسب تصريح النائب رياض المسعودي عن كتلة سائرون.
ولا زالت هيئة النزاهة تحوي بين أدراجها ملفات فساد ضخمة لعقود شراء سترات واقية وخوّذ للمقاتلين تبيّن أنها مغشوشة لاتصلح لصدّ الرصاص ولا حتى التخفيف من سرعته ولنتصور حجم الفساد الذي وصل حتى الى مُستلزمات المقاتل.
يقول السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني: “أن مايحدث من قصف على الحشد الشعبي في العراق لن نسمح بحدوثه في لبنان”، وصدق الرجل فلبنان تعتبر من دول المواجهة مع الكيان الصهيوني وهي التي تملك موازنة مالية لا تُقارن بحجم ثروة أي مسؤول عراقي فاسد في أحد المصارف في الخارج، وبالرغم من الفرق الشاسع بين إمكانياتها المادية مع ميزانية العراق الضخمة كان هذا البلد الصغير مُستعداً عسكرياً لأي طارئ ينتهك سيادته وأمنه، لكن عندنا في العراق إهتم أغلب السياسيين بالسرقة واللصوصية والفساد دون الإكتراث لسيادة هذا البلد، ثم أين دور السياسة الخارجية للعراق التي كانت خجولة ومُخزية مما يحدث، ولماذا لا يتم إيصال صوت العراق الى المنابر الدولية وحتى الإسلامية…بالمحصلة لطالما كان الكثيرين من العقلاء وأصحاب الرأي يُحذرون من وقع المحظور ومن إستمرار عمليات الفساد والسرقات التي وصلت حتى إلى مرافق التسليح والعتاد هاهي تؤتي ثمارها بنظام سياسي هزيل غير قادر على مواجهة أبسط إعتداء يُسقط هيبة الدولة.
الآن يصحو من كان نائماً من سباته ليطالب بشراء منظومة للدفاع الجوي فأين كانوا طوال تلك السنوات.
في تصريح مُتلفز للنائب السابق حيدر الملا يقول: “إننا ويقصد فئة السياسيين جاهزون مع حقائبنا للهروب من البلد عند حدوث أي طارئ” وهو مُحق وصادق في هذا القول فهذا البلد لا يُدافع عنه إلا أبناءه والمقاتلون الذين إمتزجت دمائهم بتراب هذه الأرض.