خاص : ترجمة – بوسي محمد :
رفضت “البرازيل” عرضًا قدمته دول “مجموعة السبع”، بقيمة 20 مليون دولار، (16 مليون جنيه إسترليني)، للمساعدة في مكافحة الحرائق في “الأمازون”. قائلًا ممثلا حكوميًا: “نحن نقدر العرض، لكن ربما تكون هذه الموارد أكثر صلة بإعادة تشجير أوروبا”، كما قال، “أونيكس لورنزوني”، رئيس هيئة موظفي مكتب الرئيس البرازيلي، “غير بولسونارو”، لموقع (G1) الإخباري.
وكان زعماء “مجموعة الدول الصناعية السبع” قد قدموا عرضًا للمساعدة في قمة، نهاية الأسبوع، في مدينة “بياريتز” الفرنسية، استضافها الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، الذي وضع حرائق “غابات الأمازون” على رأس جدول الأعمال.
وقال “لورينزوني”، في إشارة إلى الحريق الذي دمر “كاتدرائية نوتردام”، في نسان/أبريل 2019: “لا يمكن لماكرون، حتى تجنب نشوب حريق متوقع في كنيسة تعتبر موقعًا للتراث العالمي”.
وأضاف: “إن البرازيل دولة ديمقراطية حرة؛ لم تكن لها مطلقًا ممارسات استعمارية وإمبريالية”. وقد أكدت الرئاسة البرازيلية، في وقت لاحق، هذه التعليقات لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير البيئة البرازيلي، “ريكاردو ساليس”، قد أبلغ الصحافيين، في وقت سابق، أن بلاده ترحب بتمويل “مجموعة السبع”، لكن بعد اجتماع بين “بولسونارو” ووزرائه، غيرت الحكومة البرازيلية مسارها.
وكان الإعلان عن حزمة مساعدات بقيمة 20 مليون دولار، هو أكثر النتائج الملموسة لـ”قمة مجموعة السبع الكبرى للديمقراطيات الصناعية الكبرى”، في “بياريتز”، والتي تهدف إلى تقديم أموال إلى دول “الأمازون”، مثل “البرازيل” و”بوليفيا”.
ونقلًا عن صحيفة (الغارديان) البريطانية، إزدادت التوترات بين “فرنسا” و”البرازيل”؛ بعد أن قام “ماكرون” بكتابة تغريدة؛ أن الحرائق المشتعلة في حوض “الأمازون” ترقى إلى مستوى الأزمة الدولية، وينبغي مناقشتها كأولوية قصوى في “قمة مجموعة السبع”. وكان رد فعل “بولسونارو”، باتهام “ماكرون”؛ بمعاملة “البرازيل” كمستعمرة. ولم يعط المسؤولون البرازيليون أي سبب لرفض الأموال.
وأثناء حديثه على التليفزيون الفرنسي، مساء الإثنين، كرر “ماكرون” أن “الأمازون” كان قضية عالمية، متجاهلًا انتقاد لـ”بولسونارو” له. قائلًا: “نحن نحترم سيادتك وبلدك”. وأضاف أن الأشجار في “الأمازون” هي “رئة الكوكب، يمكننا مساعدتك في إعادة التحريج. يمكننا أن نجد الوسائل لتنميتك الاقتصادية التي تحترم التوازن الطبيعي. ولا يمكننا السماح لك بتدمير كل شيء”.
وتابع قائلًا: “أقر أيضًا بأن أوروبا، من خلال استيراد فول الصويا من البرازيل، لم تكن خالية من اللوم بسبب الضغط الزراعي على الغابات المُطيرة”، قائلاً: “نحن متواطئون جزئيًا”.
حرائق “الأمازون” تتسبب في توتر العلاقات بين البرازيل وفرنسا..
تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، “فرنسا” و”البرازيل”، عقب حرائق “غابات الأمازون”، وذلك عندما أدان “ماكرون”، “بولسونارو”، بسبب ما وصفه بالتعليقات “الفظة غير العادية”، بعد أن عبر الرئيس البرازيلي، “غير بولسونارو”، عن غضبه من تصريحات الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، والتي وصف فيها حرائق “غابات الأمازون” المُطيرة بـ”أزمة دولية”، مطالبًا بوضعها على جدول أعمال “قمة مجموعة الدول السبع” في “باريس”.
وقال “ماكرون”، الخميس، في تغريدة على (تويتر): “منزلنا يحترق بالمعنى الحرفي، غابة الأمازون المُطيرة، رئة كوكبنا التي تنتج 20% من الأوكسجين، تحترق، إنها أزمة دولية”، ودعا إلى مناقشة هذه الأزمة خلال اجتماعات “قمة الدول السبع”، قائلًا: “أعضاء قمة (G7)، دعونا نناقش حالة الطواريء الأولى هذه في غضون يومين”، وأختتم تغريدته بهاشتاغ: (#ActForTheAmazon).
عقلية استعمارية..
وانتقد رئيس البرازيل اليميني المتطرف، “غير بولسونارو”، عرض “ماكرون”، واتهمه باستخدام الحرائق لتحقيق مكاسب سياسية. مغردًا عبر حسابه الرسمي على (تويتر): “يؤسفني أن الرئيس ماكرون يسعى إلى تفعيل قضية داخلية في البرازيل، وفي بلدان الأمازون الأخرى، لتحقيق مكاسب سياسية شخصية”.
وأضاف في تغريدة ثانية، أن: “اقتراح الرئيس الفرنسي؛ بأن تناقش قضايا الأمازون في مجموعة السبع بدون مشاركة دول في المنطقة، هو عقلية استعمارية غير ملائمة في القرن الحادي والعشرين”.
وتضم “مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى” كلًا من؛ “كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة”.
وقال “ماكرون”، في مؤتمر صحافي في “بياريتز”؛ عندما طلب منه الرد على التصريحات الصادرة عنه من قِبل الحكومة البرازيلية: “لقد أدلى ببعض التعليقات الوقحة للغاية حول زوجتي، التي تم وصفها بأن مظهرها غير لائق، ماذا استطيع قوله ؟.. شيء محزن. إنه لأمر محزن بالنسبة له أولاً وللبرازيليين”.
قال “ماكرون” إنه يأمل من أجل الشعب البرازيلي، في القريب العاجل، أن يكون له رئيس يتصرف بالطريقة الصحيحة.
وفي هذا السياق؛ قالت “جماعات حماية البيئة”، إن المساعدات الطارئة التي تقدمها (G7) لم تكن كافية وفشلت في معالجة العوامل المحركة للتجارة والاستهلاك لإزالة الغابات.
وقال “ريتشارد جورج”، رئيس الغابات في “غرين بيس”، في “المملكة المتحدة”: “إن العرض، الذي تبلغ قيمته 20 مليون دولار، هو تغيير صعب، خاصة وأن الأزمة في الأمازون مرتبطة إرتباطًا مباشرًا باستهلاك مفرط من اللحوم ومنتجات الألبان في المملكة المتحدة وغيرها من دول مجموعة السبع”.