خاص : ترجمة – محمد بناية :
مؤخرًا تحول الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في دور شرطي “الاتفاق النووي” السيء، اللاعب الرئيس في مجال المحافظة على “الاتفاق النووي”، وهو يسعى بإبتكاراته للحيلولة دون إنهيار الاتفاق الدولي.
وقد بدأت، السبت، مجموعة الدول الصناعية السبعة، المعروفة اختصارًا باسم، (جي 7)، اجتماعها في “فرنسا”، ويريد أصغر رئيس أوروبي إقناع الرئيس الأميركي بإجراء تعديلات على سياسة إدارته وفتح الطريق لاتفاق جديد بين “إيران” والدول الأخرى. بحسب صحيفة (آرمان ملى) الإيرانية الإصلاحية.
وفي الغالب ثمة اتفاق بين “إيران” و”باريس” نجم عن مباحثات الرئيس الفرنسي مع نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، دفع وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، إلى زيارة “فرنسا” لمتابعة نتائج هذا الاتفاق قبل يوم من إنعقاد اجتماع، (جي 7)، وتبادل وجهات النظر مع، “إيمانويل ماكرون”، ووزير خارجيته، “غان إيف لودريان”.
وبحسب (فرانس 24)؛ من المقرر أن يطرح الرئيس الفرنسي على قيادات (جي 7) نتائج المباحثات مع وزير الخارجية الإيراني، وأن تلعب “فرنسا” دور الوسيط بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”.
ولقد كانت زيارة “محمد جواد ظريف”، المفاجئة إلى “فرنسا”، بمثابة الصدمة وتسبب في الكثير من ردود الأفعال على الشبكات الإخبارية والمجازية.
وتؤكد التقارير “اتفاق قيادات (جي 7) على ضرورة أن يقوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومضيف الاجتماع، بحمل رسالة إلى إيران”. وكانت “أوروبا” قد تعهدت، عشية الانسحاب الأميركي الأحادي من “الاتفاق النووي” بتأمين المصالح الاقتصادية الإيرانية ومواجهة “العقوبات الأميركية”، ورغم طرح مشروع “اينستكس” لذلكم الغرض، لكنه فشل، ومن ثم لجأت “إيران” إلى تخفيض إلتزاماتها النووية تدريجيًا.
وما إن رأت “أوروبا” خطرًا على ماهية الاتفاق؛ تقدمت “فرنسا”، باعتبارها أحد أعضاء “الترويكا”، بمجموعة مقترحات إلى “إيران”.
ولم يحظى المقترح الأول، والذي ينص على (الجمود مقابل الجمود) بالقبول، مع هذا استمرت المحاولات وحظيت مقترحات الرئيس الفرنسي الجديد بضوء “إيران” أخضر، رغم عدم الإعلان حتى الآن عن تفاصيل هذا المقترح.
مسار صعب..
أكد وزير الخارجية الإيراني استمرار الدبلوماسية الإيرانية الفعالة للحصول على تعاون بناء، وغرد على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “التقيت الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على هامش اجتماعات (جي 7)، تلي ذلك مباحثات مع وزيري الخارجية والاقتصاد الفرنسيين. ثم لقاء مشترك مع مندوبين من بريطانيا وألمانيا. الطريق صعب لكن يستحق المحاولة”.
مباحثات في “بياريتز”..
تستمر المساعي الفرنسية لإقناع “الولايات المتحدة”، على هامش اجتماع مجموعة السبع الصناعية. ونقلت فضائية (الجزيرة) عن “الإليزيه”: “أن الرئيس الفرنسي اقترح على نظيره الأميركي السماح بتصدير النفط الإيراني بشكل جزئي مقابل وقف طهران تخصيب (اليورانيوم)”.
كذلك أصدر مكتب الرئيس الفرنسي بيانًا، مساء السبت، يعلن تأكيد “ترامب”، خلال اللقاء “ماكرون”، إنعدام رغبة المواجهة العسكرية ضد “إيران”، لكنه يتطلع إلى اتفاق جديد مع “إيران” يتعلق بالملفات النووية والإقليمية.
في السياق ذاته؛ طلب “سينزو آبي”، رئيس وزراء “اليابان”، في لقاء مع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إتخاذ خطوات فعالة على مسار خفض التوتر مع “إيران” وإقرار الأمن في منطقة الخليج.
وعقب هذه اللقاءات؛ كتبت وكالة الأبناء الفرنسية: “اختار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مجموعة السبع الصناعية، للتفاوض مع إيران”، قبل أن ينفي الأخير هذا الخبر، وقال: “اتفق قادة الدول السبع الصناعية على خفض التوتر مع طهران وبدء مفاوضات جديدة. والشيء الواضح أن الجميع يريد الحيلولة دون اندلاع حرب. وقد أوضح الرئيس الأميركي موقفه بشكل شفاف وواضح”.
زيارة “ظريف” المفاجئة إلى فرنسا..
في الخامسة مساء بتوقيت “طهران”؛ ذكرت وكالة أنباء (رويترز) هبوط طائرة إيرانية في مطار مدينة “بياريتز” الفرنسية، محل إنعقاد اجتماع “مجموعة السبع الصناعية”.
وبعدها بدقائق؛ أكد “سيد عباس موسوي”، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الخبر، وقال: “إن محمد جواد ظريف توجه إلى فرنسا بناءً على دعوة نظيره الفرنسي للتفاوض على هامش اجتماع مجموعة السبع الصناعية، للتفاوض مع المسؤولين الفرنسيين بخصوص الاتفاقات بين باريس وواشنطن”.
وأضاف: “توجه السيد، ظريف، في إطار متابعة تنفيذ التعهدات الأوروبية وأعضاء (1+4)، المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وكذلك المبادرة بين الرئيسين، الإيراني والفرنسي، إلى مدينة بياريتز الفرنسية لمناقشة تفاصيل المبادرة الجديدة”.
ونفى وجود أي برامج للقاء وتفاوض المسؤولين الإيرانيين والأميركيين.
وفي هذا الصدد؛ قالت “إنغيلا ميركل”، المستشارة الألمانية: “أجرت مجموعة السبع مباحثات بناءة بخصوص إيران، وسوف يُستفاد من كل الطرق الممكنة لحل المسألة الإيرانية سلميًا”.