24 نوفمبر، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

بعد الهجوم الإسرائيلي على سوريا وبيروت .. هل يرد “حزب الله” بعد تهديدات “نصرالله” ؟

بعد الهجوم الإسرائيلي على سوريا وبيروت .. هل يرد “حزب الله” بعد تهديدات “نصرالله” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أحدث وأعنف رد فعل من قِبل “إيران” وأذرعها على “إسرائيل”، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “علي ربيعي”، أنه: “يجب على إسرائيل أن تفهم عواقب وثمن عدوانها على العراق ولبنان وسوريا، وأن لهذه الدول الحق في الدفاع عن نفسها”.

وقال “ربيعي”، خلال مؤتمر صحافي، الإثنين الماضي: “يجب على إسرائيل أن تفهم عواقب أعمالها العدوانية وثمنها”، وذلك حسب وكالة الطلبة الإيرانية، (إسنا).

وأشار إلى أن الأمين العام لـ (حزب الله)، “حسن نصرالله”، أوضح أن التصرفات الإسرائيلية لن تمر دون رد، مضيفًا أن “إيران” تُدين أي عدوان من قِبل “إسرائيل” على دول المنطقة؛ وتعترف بحق “العراق” و”لبنان” و”سوريا” في الدفاع عن أنفسهم.

وبعث الأمين العام لـ (حزب الله) اللبناني، “حسن نصرالله”، برسالة شديدة اللهجة للإسرائيليين، على خلفية الهجمات الإسرائيلية، على “سوريا”.

وقال “نصرالله”، خلال مهرجان جماهيري في بلدة “العين” البقاعية، بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير “الجرود” من الإرهابيين: “أقول لسكان الشمال في فلسطين المحتلة لا ترتاحوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا أن حزب الله سيسمح بمسار كهذا”.

وأوضح الأمين العام ل (حزب الله) اللبناني؛ أنه على الجيش الإسرائيلي على الحدود أن ينتظر ردًا وشيكًا، مضيفًا أنه وقوات حزبه سيدافعون عن “لبنان” في الحدود البرية وفي البحر وفي السماء أيضًا.

وكانت “إسرائيل” قد نفذت، خلال اليومين الماضيين، 3 عمليات عسكرية طالت “سوريا” و”لبنان” و”العراق”.

وهاجمت “إسرائيل”، بالصواريخ، أهدافًا في “سوريا”، قالت “دمشق” إنها تصدت لها عبر دفاعها الجوي، فيما أعلنت هيئة (الحشد الشعبي)، في “العراق” عن مقتل أحد عناصرها وإصابة آخر، في قصف نفذته طائرات إسرائيلية في قضاء “القائم”، شمال غرب “بغداد” قرب الحدود السورية.

بينما أعلن مسؤول في (حزب الله) أن طائرة إسرائيلية مُسيرة سقطت في الضواحي الجنوبية لـ”بيروت”، التي يسيطر عليها (حزب الله)، كما انفجرت طائرة مُسيرة ثانية قرب الأرض، قُبيل فجر الأحد الماضي.

تعليقًا على ما فعلته “إسرائيل” وتوقعات ما سيحدث مستقبلًا، قال المحلل السياسي اللبناني، “حسن حردان”: “إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، يعاني من أزمة داخلية، ويواجه أمرين، أولهما أن إسرائيل تقف عاجزة عن شن الحرب، وتشعر بأن قوتها في الردع تراجعت كثيرًا، نتيجة تنامي محور المقاومة وإمتلاكه قدرات جديدة في مواجهة أي عدوان أو أي حرب إسرائيلية على أحد الأطراف”.

أما النقطة الثانية تتعلق بالصراع الداخلي، والاتهامات بالفساد الموجهة له، وتراجع إحتمالات أن يأتي على رأس الحكومة في الانتخابات المقبلة.

وأوضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى، من خلال العمليات الأخيرة، إلى استعادة قوة الردع الإسرائيلية وتغيير قواعد الاشتباك من جهة، وتوظيف ذلك في زيادة شعبيته في الداخل.

وتابع: “في المقابل سترد المقاومة على هذه العمليات، خاصة أن الأمين العام لـ (حزب الله) اللبناني، حسن نصرالله، أكد أن الإعتداءات لن تمر دون رد، كما أن إسرائيل تدفع (الحشد الشعبي) العراقي، أيضًا إلى الرد، وهو ما يعني أن إسرائيل تدفع إلى التصعيد في المنطقة”.

واستطرد أن شروط الحرب الواسعة لا تتوفر في الوقت الراهن، خاصة أن “إسرائيل” لا تضمن التفوق في أي حرب قد تخوضها، وهو ما يمثل كارثة بالنسبة لها، خاصة أن دخول “إسرائيل” في الحرب تحتاج إلى دعم أميركي، في حين أن “واشنطن” لا تريد الحرب ضد أي طرف من المقاومة في المنطقة، حيث ستنعكس بالخسارة على الجانبين.

تحركات إسرائيلية لبحث الموقف..

وبعد خطاب “نصرالله”؛ دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، إلى جلسة لـ”المجلس الوزاري الأمني”، صباح أمس، لبحث التطورات الأمنية الأخيرة مع “غزة” ومع الجبهة الشمالية.

وكان “نتانياهو” قد أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، حول الإعتداءات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في “سوريا”.

فيما هدد وزير إسرائيلي بإعادة “لبنان إلى العصر الحجري؛ إذا جر (حزب الله)، لبنان، إلى حرب مع إسرائيل”.

اختبار قاسي لـ”نتانياهو”..

كما قال الكاتب السياسي، “وسيم بزي”، أنه: “ليس هناك شك أن العدو الإسرائيلي، بشخص نتانياهو، حرك حجرًا داميًا على (رقعة شطرنج) تجسد الصراع المرير المندلع في المنطقة”.

وأضاف: “حديث نصرالله، واضح وجلي، ومن الواضح أن الحركة التالية ستكون اختبار بالغ القسوة لنتانياهو، وهو المستميت في مغامرة، ليس بحثًا عن مصلحة كيانه، بقدر ما هي مصلحته شخصيًا، في محاولته البحث عن حبل نجاة لانتخابات السابع عشر من أيلول/سبتمبر”.

موضحًا أن: “الطرفين في امتحان عض أصابع قاسي، والرابح فيه هو الذي يستطيع إبتلاع الآخر دون أن يصرخ، وأن منطق التدحرج وارد جدًا، خاصة أن (حزب الله) سيضرب بقوة؛ وداخل الـ 1701 والخط الأزرق، وسيصعب الخيارات على العدو، في مواجهة مفتوحة المدى على الجغرافيا الغرب آسيوية، وعلى ساحات متداخلة”.

وتابع” “(حزب الله) أدخل معادلة ردع طائرات العدو المُسيرة كمقدمة لردع طيرانه، ولن يقبل إسقاط المعادلة العراقية، الجاري محاولة تكريسها كنموذج ومحاولة استنساخها لبنانيًا”.

يحاول كسر القواعد من أجل الانتخابات..

في هذا السياق؛ يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد المتقاعد “أمين حطيط”، بشأن ما أشار إليه الأمين العام ل (حزب الله​)، “حسن نصرالله”، من أن ما شهدته ​الضاحية الجنوبية من إعتداء إسرائيلي​ أمر “خطير جدًا جدًا”، “لأن هذه المحاولة لها خلفيتين: عامة وخاصة، وبالخلفية العامة وهي أن إسرائيل تنتمي إلى محور يعتدي في المنطقة ويتلقى الخسائر، منذ عام 2017، وفي الخلفية الخاصة، نتانياهو، يستعد لخوض انتخابات تحدد مصيره  السياسي، فإما أن يعود إلى رئاسة الحكومة وإما أن يذهب إلى السجن، فهذه الخلفية الخاصة أيضًا تملي على نتانياهو معطوفة على الخلفية العامة، أن يحقق شيئًا ما لم يقم به سواه في إسرائيل، ليقول بإنه كسر قواعد الاشتباك ومعادلة الردع مع محور المقاومة، وأمن لإسرائيل الأمن بالقوة وليس بالتوازن كما كان الوضع في السابق”.

لا ينبغي تقديم الذرائع لإسرائيل من أجل الإعتداء على لبنان..

قال “لقاء سيدة الجبل”، وهو تجمع “سياسي-ثقافي”؛ يستهدف تعزيز قيم العيش المشترك “المسيحي-الإسلامي” في “لبنان”، إن الإعتداء الذي نفذته “إسرائيل” في ضاحية “بيروت” الجنوبية ومنطقة “البقاع”، مرفوض بالكامل، مشيرًا إلى أنه في المقابل لا ينبغي تقديم الذرائع لـ”إسرائيل” من أجل الإعتداء على “لبنان” وأراضيه.

وأوضح المشاركون في الاجتماع الأسبوعي لـ”لقاء سيدة الجبل”؛ أن (حزب الله)، بَدل حديثه السياسي، إذ انتقل من منطق “الدفاع عن لبنان” إلى منطق الدفاع عن “إيران” في “لبنان” وإنطلاقًا من “لبنان”، على نحو من شأنه أن يضع البلاد في صلب النفوذ الإيراني، وأعرب المجتمعون عن اعتراضهم على “وضع اليد بصورة كاملة من قِبل (حزب الله) على الدولة اللبنانية وقرارها”، على حد وصفهم.

تجاوز الدستور والشرعية الدولية..

وأشار المشاركون، إلى أن الحزب تجاوز الدستور وقرارات الشرعية الدولية في حديث أمينه العام، “حسن نصرالله”، يوم الأحد الماضي، وشدد المجتمعون على أن القوى السياسية المشاركة في “مجلس الوزراء”، يتعين عليها اعتبار حماية “لبنان” مسؤولية الدولة حصرًا، ومن دون شراكة أحد وتحت سقف الدستور وقرارات “مجلس الأمن” المتعلقة بـ”لبنان”، لا سيما القراران 1559 و1701.

وأوضح المشاركون: “لقد طالب الأمين العام لـ (حزب الله)، حسن نصرالله، في كلمته إلى رئيس الوزراء، سعد الحريري، التدخل لدى الأميركيين من أجل لجم إسرائيل، ونحن بدورنا نطالب إلى، الحريري، التدخل لدى (حزب الله)، الذي يشارك في الحكومة، لعدم إلحاق لبنان في الفضاء الإيراني”.

رسائل عملية.. وجس نبض عسكري..

من جهته؛ قال المحلل العسكري، العميد “ناجي ملاعب”، إن المشهد العام يوحي أن هناك قرار إسرائيلي بالتصدي للتواجد الإيراني في المنطقة، وبالتالي في هذه المشهدية 5 غارات فجرت 5 مراكز لتخزين الأسلحة والعتاد العسكري لـ (الحشد الشعبي) في “العراق”، ورأينا طائرتين مُسيرتين داخل الضاحية الجنوبية، بالأمس، حاولت إحداها الإعتداء على مركز إعلامي تابع لـ (حزب الله).

مضيفًا أن هذا قرار إسرائيلي تبناه رئيس الوزراء، وهو أينما وجد تواجد إيراني يشكل خطرًا على “إسرائيل” أو يجهز أسلحة فسيتم التصدي له.

وأوضح أن ما حدث في “دمشق” هو رسالة عملية لـ”روسيا”، لأن “روسيا” لم تقم بما تعهدت به بإقصاء الإيرانيين عن “الجولان”، وهم يشكلون خطرًا على “الجولان” بالمنظار الإسرائيلي، أما ما حدث في “لبنان” فيعتقد أنه جس نبض عسكري لمدى ردة فعل (حزب الله) حول كيفية التصرف في حال تم استهداف مقراته.

وأوضح “ملاعب” أنه؛ عمليًا (حزب الله) ليس في مصلحته الرد، ولكن عندما يهدد بالرد إذا استمرت هذه المُسيرات في الجو، فهو أمام حل من اثنين فإما أن يقوم بالتشويش عليها، وهو يمتلك هذه الأجهزة بفضل التدريب الإيراني، ولكن إذا استخدم القوة النارية فسيكون هناك أزمة، لأنه سيعرض “لبنان” لـ”عقوبات أميركية”، أقلها وقف الدعم الأميركي للجيش اللبناني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة