خاص : ترجمة – آية حسين علي :
“المياه” هي أساس كل كائن حي، وهي أصل الحياة، ويوصي الأطباء بشرب ما لا يقل عن 3 لترات من المياه بشكل يومي للحفاظ على الكلى، وتنقية الجسم والحصول على صحة جيدة، إلا أنه لم يعد يخفى على أحد أن جودة المياه في العالم باتت رديئة للغاية، لدرجة أنها قد تسبب أحيانًا الإصابة بالأمراض، وقد تؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة.
وترجع الأسباب الأساسية لتلوث المياه إلى وجود نترات وجسيمات بلاستيكية وبقايا مواد كيميائية، إلى جانب انخفاض نسب الأكسيجين بها.
تلوث المياه تهديد للنمو الاقتصادي..
ذكر تقرير أصدره “البنك الدولي”، الأسبوع الماضي، أن تلوث المياه أصبح أزمة عالمية تهدد النمو الاقتصادي والصحة العامة والأمان الغذائي، ويوجد في العالم 844 مليون شخص لا تتوفر لديهم الخدمات الأساسية للحصول على مياه صالحة للشرب، وهناك 1.8 ملايين يشربون المياه دون تنقيتها من المحتوى الغائطي، كما أن 4.5 ملايين آخرين ليست لديهم مراحيض آمنة، بحسب “منظمة الصحة العالمية” و(يونيسيف)، ورغم أن هذا التهديد الذي تسببه انخفاض جودة المياه يؤدي إلى خفض معدلات النمو الاقتصادي؛ إلا أنه ليس الوحيد الذي يدفع في هذا الإتجاه.
مواد خطيرة في المياه..
بعيدًا عن تسرب المحتوى الغائطي والبكتريا المرتبطة بها إلى المياه، ثمة العديد من المواد التي تؤدي إلى تلوثها، ليس غريبًا أن تعرف مثلًا أن السلطات في مدينة “نيو آرك”، بولاية “نيوغيرسي” الأميركية؛ كشفت عن ارتفاع مستويات معدن الرصاص السام في المياه، حتى أن الفلاتر لم تستطع فصله، ولهذا السبب أُضطر آلاف السكان إلى شرب المياه المعبأة في زجاجات.
ولسوء الحظ، ثمة مناطق قليلة في العالم يمكنها التفاخر بارتفاع جودة الموارد المائية بها، لكن دون مبالغة يمكن القول بأن العالم كله يعاني، وفي الواقع، يؤدي النمو الاقتصادي المعتمد على التصنيع إلى زيادة رداءة المياه، لأنه يتسبب في تكثف كميات النفايات التي تحتوي على جزيئات البلاستيك ومواد كيميائية، وفي هذه الجزئية لا يمكن إغفال التأثير شديد الخطورة للمبيدات والأسمدة التي تُستخدم في المزارع، إذ تتوغل تحت الأرض لتصل إلى الأنهار والبحار والمحيطات، إن قطرة المياه لا تتوقف أبدًا عن السير.
الأسمدة تسبب التقزم وأزمة غذاء..
ذكر تقرير المنظمة، الذي نُشر الخميس، أن زيادة كمية الأسمدة الكيماوية التي تحتوي على مواد نيتروجينية في المياه يؤثر على نمو الأطفال، وأن كل زيادة قدرها كيلوغرام واحد في الهكتار تؤدي إلى زيادة معدلات التقزم عند الأطفال بمعدل 19%، مقارنة بأقرانهم ممن لم يتعرضوا لها.
وفي هذا الصدد، أشار التقرير أيضًا إلى تأثير الملوحة على جودة المياه، إذ تؤدي إلى خفض معدلات إنتاجية الأراضي الزراعية، وبالتالي فإنها تمثل همًا جديدًا يضاف إلى معضلة عدم كفاية الغذاء في مناطق متفرقة في العالم.
جزيئات البلاستيك الدقيقة محل بحث..
ذكرت المنظمة أن جزيئات البلاستيك الموجودة في المياه تمثل خطرًا محدودًا؛ لأن الجزيئات الدقيقة الأكبر من 150 ميكرومتر لا يرجح إمتصاصها في الجسم البشري، وأضافت أن التخوف من إمتصاص وتوزيع اللدائن الدقيقة المتناهية الصغر التي تصل إلى الحجم النانومتري؛ لأن إمتصاصها قد يكون أعلى، إلا أن التقرير أكد أن البيانات المتوفرة فيما يخص هذه الجزئية لا تزال محدودة للغاية.
وأوصت “منظمة الصحة”، الحكومات والجهات المعنية، بالاهتمام بتنقية المياه من الكائنات الميكروبية الضارة والمواد الكيميائية التي تمثل خطرًا كبيرًا على الصحة، مشيرًة إلى أن تحقيق هذا الهدف من شأنه تنقية المياه من اللدائن الدقيقة أيضًا.