البرلمان يستعد لجولة حاسمة حول قوانين مهمة معلقة‏ 

البرلمان يستعد لجولة حاسمة حول قوانين مهمة معلقة‏ 

يستعد البرلمان العراقي خلال الدورة الحالية من فصله التشريعي الجديد الذي بدأ منتصف الشهر ‏الحالي لجولة حاسمة من الجدل السياسي بشان إقرار مجموعة من القوانين المهمة والمعلقة، قبل نهاية ‏الدورة الحالية للبرلمان، التي تنتهي في مارس (آذار) المقبل.‏

وفي وقت يجري فيه النقاش حاليا بشأن التوافق على إدراج مجموعة من القوانين عبر ما يعرف ‏بـ«السلة الواحدة» للتصويت عليها، وهي قانون تجريم البعث وتعديلات المساءلة والعدالة والعفو العام، ‏فإن هناك توجها لمناقشة قوانين أخرى ومنها قانون ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات. وفي هذا السياق ‏طالب النائب الأول لرئيس البرلمان قصي السهيل لجنتي الأقاليم والقانونية بمناقشة مشروع قانون ‏ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات مع هيئة رئاسة البرلمان. وقال السهيل في بيان أمس إنه ترأس ‏اجتماعا لرؤساء وممثلي الكتل النيابية، لبحث عدد من القوانين، مبينا أن «الاجتماع ناقش مشروع ‏قانون ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات ومشروع قانون البنى التحتية». وحسب البيان، طالب السهيل ‏لجنة الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم واللجنة القانونية بعقد اجتماع مشترك مع هيئة رئاسة ‏مجلس النواب لمناقشة مشروع قانون ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات، مشيرا إلى أنه «دعا أيضا ‏رؤساء الكتل إلى بذل المزيد من الجهود للوصول إلى توافقات بشأن عدد من القوانين المهمة ‏والمعروضة للتصويت».‏
من جهته، أعلن رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي الدكتور فؤاد معصوم، في ‏تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك توجها لإقرار قوانين مهمة، ولا بد من إقرارها قبل نهاية ‏الدورة البرلمانية الحالية، مثل قانون مجلس الاتحاد وقانون المحكمة الاتحادية وتعديل قانون انتخابات ‏البرلمان وقانون الأحزاب، بالإضافة إلى قانون حظر حزب البعث والكيانات المنحلة».‏
وحول ما إذا كانت الأجواء مهيأة الآن لإقرار هذه القوانين، قال معصوم إن «الأجواء الآن بشكل عام ‏إيجابية، وهناك زيارة مرتقبة لمسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، إلى بغداد، واللقاءات التي ‏سيجريها بارزاني ستكون شاملة مع كل القوى والأطراف السياسية»، معتبرا أن «مسألة إدراج هذه ‏القوانين ضمن سلة واحدة أو لا مرهونة بالتوافقات السياسية».‏
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قدم في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 مشروع قانون إلى البرلمان ‏لإعادة ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات المشمولة بالمادة 140 من الدستور إلى ما كانت عليه قبل ‏تغييرها. وينص مقترح طالباني على إلغاء جميع مراسيم النظام السابق بشأن الحدود الإدارية للمدن ‏والقصبات وإعادتها إلى سابق عهدها، أي قبل عام 1968، وهو العام الذي جاء فيه حزب البعث إلى ‏السلطة في العراق.‏
وإذا ما تم تطبيق القانون فإن كثيرا من المحافظات المشمولة بالقانون ستفقد مساحات واسعة كبيرة من ‏أراضيها خصوصا، محافظة صلاح الدين التي لم يكن لها وجود قبل عام 1968 وشكلت بقرار من ‏نظام صدام حسين مطلع سبعينات القرن الماضي بعد ضم بعض الأقضية والنواحي إليها من محافظات ‏بغداد وكركوك.‏
وبشأن ما إذا كان ممكنا إقرار مجموعة من القوانين المهمة خلال الشهور المقبلة، بعد أن بقيت موضع ‏خلاف للسنوات الماضية، قال مظهر الجنابي عضو البرلمان عن القائمة العراقية، إن «مما يؤسف له ‏أن الأجندات الخارجية دخلت في كل شيء في العراق، إلى الحد الذي بات فيه من غير المؤمل ‏التوصل إلى اتفاق دون أن تكون لهذه الأجندات دور فيها بشكل من الأشكال». وأضاف الجنابي أن ‏‏«الأمور لو تركت بيد العراقيين لتوافقوا على كل شيء، لأنه لا توجد خلافات حقيقية بقدر ما توجد ‏أجندات تمكنت من ترسيخ أقدامها في كثير من المفاصل المهمة في العملية السياسية».‏
أما عضو البرلمان عن التيار الصدري محمد رضا الخفاجي، فقد اعتبر أن «بعض الأحزاب، خاصة ‏الحزب الحاكم (في إشارة إلى حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي)، لا ينتعش إلا في ‏ظل الأزمات وعدم الاستقرار، وبما أن هذه الأمور يمكن أن تخلق استقرارا سياسيا يمكن من خلاله ‏فتح كل الملفات، فإنه من غير الممكن لهذه الأحزاب أن تجعل الأوضاع تستقر باتجاه تشريع القوانين ‏وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن التي ما زال ينتظرها منذ عشر سنوات».‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة