خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في تحدٍ جديد من قِبل “بيونغ يانغ” لـ”واشنطن” والمحادثات الدائرة بينهما، قال الجيش الكوري الجنوبي إن “كوريا الشمالية” أطلقت على ما يبدو صاروخين باليستيين قصيري المدى سقطا في البحر قُبالة ساحلها الشرقي؛ في أحدث حلقة ضمن سلسلة من إطلاق صواريخ في الأسابيع الأخيرة.
وفي تعليق أميركي على إطلاق الصاروخين، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية: “إننا على علم بالتقارير التي تحدثت عن إطلاق صاروخ من كوريا الشمالية ونواصل مراقبة الوضع. إننا نجري مشاورات وثيقة مع حلفائنا اليابانيين والكوريين الجنوبيين”.
ونقلت (رويترز) عنه، شريطة عدم نشر اسمه، إن “كوريا الشمالية” أطلقت صاروخين يبدو أنهما قصيرا المدى؛ على غرار ما أطلقته في الأسابيع الأخيرة.
“ترامب” يرد بلطف ويؤكد عدم وجود مشكلة !
فيما أظهر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تودده لزعيم “كوريا الشمالية”، قائلًا إنه لا يرى وجود مشكلة مع الصواريخ (الباليستية) التي أطلقتها “كوريا الشمالية” مؤخرًا.
وأضاف “ترامب” – في تصريح أدلى به قبيل توجهه إلى “فرنسا”؛ للمشاركة في “قمة الدول الصناعية السبع”، حسبما ذكرت شبكة (إن. إتش. كيه) اليابانية – أن زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، يحب إجراء اختبارات للصواريخ، مشيرًا إلى أن بلاده لا تفرض قيودًا على الصواريخ (الباليستية) قصيرة المدى، لافتًا إلى أن العديد من الدول يجرون هذه الاختبارات.
وأكد “ترامب” العلاقة الطيبة التي تجمعه بالزعيم الكوري الشمالي، حيث تقوم على الوضوح التام بينهما.
توقف المحادثات منذ حزيران..
وأدى إطلاق “كوريا الشمالية” سلسلة صواريخ، منذ اجتماع “ترمب” و”كيم” على الحدود بين الكوريتين، في حزيران/يونيو 2019، إلى تعقيد محاولة استئناف المحادثات بين المفاوضين الأميركيين والكوريين الشماليين.
واتفق الزعيمان على استئناف المفاوضات على المستوى العملي، في حزيران/يونيو الماضي، ولكن منذ ذلك الوقت لم تنجح “الولايات المتحدة”، حتى الآن، في محاولتها لاستئناف المحادثات.
وزار المبعوث الأميركي بشأن كوريا الشمالية، “ستيفن بيغن سيول”، الأسبوع الماضي، لبحث سُبل استئناف المفاوضات.
استعداد للحوار والمواجهة..
تعليقًا على تلك الزيارة، نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية؛ عن وزير الخارجية، “ري يونغ هو”، قوله؛ إن “بيونغ يانغ” مستعدة لكل من الحوار والمواجهة مع “الولايات المتحدة”، محذرًا “واشنطن” من الحسابات الخاطئة المتمثلة في استمرار فرض العقوبات.
وجاءت هذه التصريحات في وقت يشهد فيه تصاعد حدة التصريحات بين وزيري الخارجية الأميركي ونظيره الكوري الشمالي، وانتقادات “بيونغ يانغ” للمناورات العسكرية بين “الولايات المتحدة” و”كوريا الجنوبية”، التي اعتبرتها “تشعل حربًا باردة في شبه الجزيرة الكورية”.
ووصف “ري يونغ”، وزير خارجية كوريا الشمالية، نظيره الأميركي، “مايك بومبيو”، بأنه “يسمم” محادثات نزع السلاح النووي بين البلدين.
وانتقد، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية؛ تصريحات “بومبيو” التي أدلى بها حول الإبقاء على العقوبات ضد “كوريا الشمالية”، وقال إنها تصريحات “لا معنى لها”.
واشنطن ستفرض العقوبات كشكل من أشكال النفوذ..
وكان “بومبيو” قد عبر، في مقابلة مع صحيفة (واشنطن إكسامينر)؛ عن أمله في أن يكون الزعيم الكوري الشمالي ملتزمًا بنزع السلاح النووي، مبرزًا أن “الولايات المتحدة” ستواصل فرض العقوبات كشكل من أشكال النفوذ.
كما أكد “بومبيو”، في المقابلة ذاتها، أنه: “إذا لم يلتزم، كيم جونغ-أون، بتفكيك الترسانة النووية لكوريا الشمالية، فإن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات، التي ستكون هي الأقسى في التاريخ”.
في المقابل، رد وزير خارجية “كوريا الشمالية” بلهجة غاضبة؛ قائلاً: “إنها حقًا وقاحة للتعبير بهذه الكلمات الطائشة، وهو ما يتركنا محبطين ومتشككين فيما إذا كان بإمكاننا حل أي مشكلة مع مثل هذا الرجل”.
ولوح وزير خارجية “كوريا الشمالية” بأنه إذا استمرت “الولايات المتحدة” في حلمها، المتمثل في كسب كل شيء من خلال العقوبات، فإن كوريا الشمالية “ستبقى أكبر تهديد للولايات المتحدة”، مضيفًا: “نحن مستعدون للحوار … وللمواجهات أيضًا”.
التدريبات العسكرية ستشعل حربًا في المنطقة..
وجاءت تصريحات “ري” في أعقاب بيان من متحدث باسم “خارجية كوريا الشمالية”، حذر فيه من أن التدريبات العسكرية ومبيعات الطائرات المقاتلة لكوريا الجنوبية “ستشعل حربًا باردة جديدة في شبه الجزيرة الكورية، وفي المنطقة” برمتها.
وتسبب ذلك في أن تعلن “كوريا الشمالية” بلهجة تصعيدية، أنها لن تستأنف المحادثات في ظل تهديدات عسكرية، وانتقدت التدريبات العسكرية المشتركة بين “الولايات المتحدة” و”كوريا الجنوبية”، خصوصًا مع إدخال معدات عسكرية متطورة في هذه التدريبات، مثل الطائرات المقاتلة من طراز، (F – 35A)، (طلبت “كوريا الجنوبية” مشاركة 40 طائرة مقاتلة من هذا الطراز في المناورات)، وهو ما اعتبرته “بيونغ يانغ”، “استفزازًا خطيرًا، وتصعيدًا للتحركات العسكرية العدائية من قِبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية”.
سيول قلقة من تصعيد التوترات..
عن التجربتين الأخيرتين، أبدى “مجلس الأمن القومي” الكوري الجنوبي عن “قلقه القوي” بشأن استمرار “كوريا الشمالية” في إطلاق صواريخ؛ على الرغم من حقيقة إنتهاء التدريبات العسكرية “الكورية الجنوبية-الأميركية” المشتركة، داعيًا “بيونغ يانغ” إلى وقف تصعيد التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.
وقال مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية، في بيان، إن “مجلس الأمن القومي” وافق على بذل جهود دبلوماسية لجمع “كوريا الشمالية” مع “الولايات المتحدة” على طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن من أجل نزع السلاح النووي بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية.
إنتهاك لقرارات الأمم المتحدة..
وقال زير الدفاع الياباني، “تاكيشي إيوايا”، إن إطلاق “كوريا الشمالية” صواريخ يمثل إنتهاكًا واضحًا لقرارات “الأمم المتحدة” ولا يمكن تجاهله.
وأكد سقوط الصواريخ خارج المنطقة الاقتصادية اليابانية، وأنها لم تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن “اليابان”.
وقالت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية؛ إن “كوريا الشمالية” أطلقت على ما يبدو صواريخ (باليستية) قصيرة المدى من المنطقة الواقعة حول “سوندوك” بإقليم “ساوث هامغيونغ”، حيث يوجد مطار عسكري كوري شمالي.
وحذرت قوات خفر السواحل اليابانية، السفن، من الإقتراب من أي حطام.
خيبة أمل بريطانية..
وفي “لندن”، أعربت “الخارجية البريطانية” عن “خيبة أملها” بعد التجرية الصاروخية لـ”بيونغ يانغ”.
وقالت الخارجية في بيان: “نشعر بخيبة أمل بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخين بالستيين قصيري المدى؛ ما يشكل إنتهاكًا لعدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي”.
وحضت “الخارجية البريطانية”، “بيونغ يانغ”، على الإنخراط في مباحثات مع “الولايات المتحدة” مشددة على أن “نزع الأسلحة النووية في شكل كامل ولا رجعة فيه؛ وفي شكل يمكن التحقق منه، هو السبيل إلى مستقبل سلمي وأكثر إزدهارًا للمنطقة”.
تحاول حصد مكاسب جديدة..
ويعتبر هذا خامس إطلاق كوري شمالي من نوعه، خلال شهر آب/أغسطس 2019، وحده، والتاسع خلال العام الجاري.
ويرى الخبراء أن هناك إمكانية لإطلاق “بيونغ يانغ” واحدًا من الأنواع الثلاثة لأسلحتها الجديدة التي أطلقت سلسلة منها، منذ آيار/مايو لماضي.
ومن أهدافها أنها تسعى إلى اللعب على أوتار السياسة ومحاولة حصد مكاسب جديدة، عبر الإصرار على مواصلة تجاربها الصاروخية ومحاولة تهديد جارتها الجنوبية التي تجري مناورات عسكرية باستخدام أسلحة متطورة مع “أميركا”.
فيما تحاول “واشنطن” دفع المياه الراكدة، لاستئناف المحادثات المتوقفة بينها وبين “بيونغ يانغ”.
أعلى ارتفاع من بين 9 تجارب..
وبلغ أقصى ارتفاع لما أطلقته “كوريا الشمالية”، أمس السبت، 97 كلم، وهو أعلى ارتفاع من بين 9 تجارب صاروخية سابقة، خلال العام الجاري.
وقال مصدر في الجيش الكوري الجنوبي؛ إنه من الممكن أن يكون الشمال أطلق الصاروخ القائم بزاوية مرتفعة، ولكنه من الصعب استبعاد احتمال أنه أطلق نوعًا آخر من الصواريخ، نظرًا للارتفاع الكبير الذي وصل إليه.
وأفاد بأن الجيش الكوري الجنوبي يراقب الوضع عن كثب تحسبًا لإحتمال حدوث عمليات إطلاق إضافية، مع الحفاظ على وضعية الاستعداد.