22 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

زمن ( حجّي راضي )

رحم الله حجي راضي ( سليم البصري ) الذي أتحفنا أيام الزمن الجميل في المسلسل الشهير ( تحت موس الحلاق ) مع المبدع ( عبوسي ) حمودي الحارثي … حجي راضي ببساطته وطيبته ونقائه كان نموذجا للعراقي الشهم الغيور والأصيل … ومازالت بصمات حجي راضي محفورة في مخيلتنا وفي مخيلة كل الفنانين الأصلاء حجي راضي مازال صدى صوته يرن في آذاننا … ومازلنا نتذكر كلماته العفوية فنشعر بالفرح والبهجة .. مَن مِن جيلنا لم يتذكر ( نحباني للو أد ) تحياتي للوالد .. و ( أمسي الفريزه ) أمّي العزيزة … و ( آه ديكي ) أهديكِ … حجي راضي فتح ( دكانه ) وباب رزقه وجعله صفاً لمحو الأمية ولم يفتح دكانه للموبقات والمخدرات .. ولم يجعل منه مكانا للسمسرة والدعارة والقمار والموبقات الأخرى … حجي راضي كان يمتلك ضميرا وكلنا يتذكر ذلك المشهد الدرامي الجميل عندما كان ( سكرانا ) على أثر مقلب من ( عبوسي ) واعتدى على سكرتير الطبيب .. بعدها شعر بتأنيب الضمير وطلب من السكرتير ان يصفعه لكي يرتاح ضميره … نعم ذلك حجي راضي الأصيل العراقي الغيور ابن المحلة البغدادية العراقية الاصيلة التي اتسمت بالود والحب والتواصل والقيم الفاضلة وصلة الرحم ومشاركة الاخرين افراحهم واتراحهم .. حجي راضي وامثاله من العراقيين الاصلاء لم يسرق ولم يقتل ولم يخطف أحدا … حجي راضي لم يتخذ من ( الدين ) جسرا سهلا لتحقيق مآرب وأهداف مشبوهة تتناقض وتتنافى مع قيم الدين الحنيف وقيم المجتمع .. حجي راضي كان نقيا قلبا وقالبا ولم يكن منافقا أو دجالا ولم يلعب على حبال السياسة القذرة .. حجي راضي كان يأكل لقمته بالحلال ولم يمتلئ كرشه بالسحت الحرام ولم يسرق ويغتصب لقمة الجياع والايتام .. حجي راضي لم يتخذ من ( حِجته ) غطاء وستارا يخدع الناس من خلاله …. فشتّان مابين حجي راضي الشريف الأصيل ( وحجي فلان وعلّان ) الملوّثين من الذين أساءوا للدين الحنيف وللقيم والأخلاق الفاضلة .. ولبسوا ( جلباب ) الدين وأطلقوا ( اللحى ) وعرفوا من اين تؤكل الكتف لتحقيق وتمرير اهدافهم المشبوهة حيث جمعوا الأموال وهربوها واشتروا العقارات الفاخرة وسيطروا على مراكز القوى واصبحوا ذا نفوذ وسطوة وقوة … والبعض من ( الحِجّاج ) فتحوا اوكارا للرذيلة والموبقات وتاجروا بالسموم والمخدرات واستقطبوا ( بنات الليل ) وغير ذلك من أفعال مرسومة ومعدة ومدعومة من الداخل والخارج لأسقاط الشباب وايقاعهم في وحل الرذيلة وابعادهم عن القيم الفاضلة في ظل غياب القانون وكذلك الفوضى العارمة تحت عنوان الديمقراطية الزائفة وفي ظل شريعة الغاب وفي ظل انتشار العصابات المسلحة والجريمة المنظمة المدعومة من جهات ربما معروفة وغير معروفة تعمل وتخطط في السر وفي الغرف المغلقة والمظلمة وتمتلك من الأدوات الكثير والتي امتدت أذرعها كثيرا وربما لها ارتباطات بما يسمى ب ( الدولة العميقة ) … رحم الله حجي راضي الطيب وتبا لكل ( حجي ) مزيف في داخله شيطان وذئب مفترس ……. السلام عليكم

أحدث المقالات