22 ديسمبر، 2024 9:30 م

في التفجير الرابع .. “واشنطن” تدخل قفص الاتهام مع “إسرائيل” ومعلومات بتواطؤ دول خليجية !

في التفجير الرابع .. “واشنطن” تدخل قفص الاتهام مع “إسرائيل” ومعلومات بتواطؤ دول خليجية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم تحذيرات رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، من إنتهاك السيادة العراقية ومنعه إعطاء إذن الطيران للطائرات الأجنبية في الأجواء العراقية إلا من خلاله.. إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع الاستهداف الرابع لإحدى معسكرات “الحشد الشعبي”، وهو الأمر الذي جعل الرئاسات الثلاث تستشيط غضبًا مع إزدياد ردات الفعل الداخلية الغاضبة المطالبة بإجراء تحقيقات عاجلة للإعلان عن الفاعل والرد عليه، إلى أن وصل الأمر إلى وضع “واشنطن” في دائرة الاتهام، مع “إسرائيل”، مع الإشارة إلى تواطؤ دول خليجية في ذلك.

وبسبب التفجير الرابع، اجتمع الرئيس العراقي، “برهم صالح”، أمس، بكل من رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، ورئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، لمناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد.

وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، في بيان، أنه تقرر خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة التحقيق في جميع المعطيات والمعلومات حول تفجيرات مخازن للأسلحة.

وتابع البيان؛ أنه: “تم التأكيد على استمرار العراق بالإلتزام بما جاء في وثيقة السياسة الوطنية الموحدة بشأن المستجدات الأمنية الإقليمية؛ وما أكدته الوثيقة من أهمية تعزيز التماسك السياسي الداخلي ومراعاة سيادة العراق وأمنه واستقلاله ورفض سياسة تصفية الحسابات والنأي بالبلد عن أن يكون منطلقًا للإعتداء على أي من دول الجوار والمنطقة”.

العراق يرفض مبدأ الحرب بالوكالة..

وعبّر الاجتماع عن أهمية الإلتزام بموقف الدولة العراقية، بمختلف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية، الرافض لمبدأ الحرب بالوكالة، ومحاولة أي طرف إقليمي أو دولي لجرِّ “العراق” إلى حرب وصراعات كانت “بغداد” قد حسمت موقفها منها لصالح الدور المحوري للبلاد من أجل السلام والتنمية والتقدم والتعاون ما بين الجميع.

كما شدد الاجتماع على أهمية إلتزام “التحالف الدولي” بالمساعدة في حفظ أمن الأجواء العراقية من أي اختراق أو استهداف، معبرًا عن أهمية المتابعة الأمنية والاستخبارية الدقيقة لفلول (داعش) وتفويت أية فرصة لإلتقاط أنفاسهم.

استهداف رابع لمخزن أسلحة..

وكان مصدر أمني عراقي قد صرح، الثلاثاء الماضي، بأن حريقًا اندلع في مخازن للأسلحة تابعة لميليشيات “الحشد الشعبي”، بجوار قاعدة “البلد” الجوية، (البكر سابقًا)، بمحافظة “صلاح الدين”.

وأوضح المصدر أن الحريق اندلع إثر تعرض المنطقة الواقعة في قضاء “بلد”، جنوبي “صلاح الدين”، لقصف بقذائف (الهاون).

وذكرت مصادر محلية لـ (سكاي نيوز عربية)، أن عشرات المقذوفات تساقطت على المناطق القريبة من موقع الانفجار.

وأشار مصدر لـ (سكاي نيوز عربية)؛ إلى أن المخازن التابعة لـ”الحشد الشعبي” قد استهدفت من قِبل “مصادر خارجية”، الأمر الذي أدى لحدوث حرائق، ونتيجة لذلك انفجر أكثر من 50 صاروخًا بشكل عشوائي.

ووقع انفجار أيضًا في مخزن للأسلحة تابع لميليشيات “الحشد الشعبي”؛ في منطقة “أبودشير”، جنوب العاصمة العراقية، “بغداد”، قبل نحو أسبوع.

وأشارت قيادة عمليات “بغداد” إلى أن الانفجار وقع داخل معسكر “صقر” التابع لـ”الحشد”، والذي يضم أسلحة منها قذائف (هاون)، وأخرى ثقيلة تابعة للميليشيات.

وتمثل مخازن الأسلحة التابعة لـ”الحشد الشعبي”، داخل المناطق السكنية، خطرًا على المدنيين، وهذا ما دفع الحكومة العراقية للتأكيد على أنها ستخلي المدن من المعسكرات ومخازن السلاح التابعة للقوى النظامية و”الحشد الشعبي” والعشائري.

اتهامات لأميركا وإسرائيل بالتفجيرات..

واتهمت قوات “الحشد الشعبي” في “العراق”، “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، بالمسؤولية عن التفجيرات في مقراتها في “العراق”.

وقال عضو مجلس النواب العراقي، النائب، “سالم طحمير الطفيلي”، إن الضربة الأخيرة على معسكر “الحشد الشعبي” في “العراق”، نفذتها دولة بإيعاز من “الولايات المتحدة الأميركية”.

وأضاف “الطفيلي” أن “إسرائيل” نفذت الضربات التي وجهت لمعسكرات “الحشد الشعبي”، وأن “الولايات المتحدة الأميركية” تقف خلف الترتيب لهذه الضربات.

وتابع أن الضربات التي توجه إلى معسكرات “الحشد الشعبي” ليست الأولى، وأن الضربة الأخيرة، أكدت تورط “إسرائيل”، خاصة أنها ليست المرة الأولى أو الأخيرة، فيما يتوقع تكرارها مرة أخرى.

وشدد على أن “الحشد الشعبي” والقوات الأمنية سترد فورًا بإسقاط أية طائرات غير معلومة في الأجواء العراقية، وأن القوات المسلحة سيكون ردها سريعًا حال تكرار أية عمليات معادية، وأنها تعتبر وجود أي طيران في سماء “العراق” هو طيران معادي حال عدم العلم به مسبقًا.

وأشار إلى أنه من المتوقع تكرار الضربات أكثر من مرة، وأنه سيرد على الضربات بشكل مباشر.

استهداف طائرة استطلاع..

وأمس، أعلنت قوات “الحشد الشعبي”، في “العراق”، استهداف طائرة استطلاع حلقت فوق مقر تابع لقوات الحشد على أطراف العاصمة، “بغداد”.

وذكر، في بيان على موقعه الإلكتروني: “تمكنت الدفاعات الجوية للحشد الشعبي، الخميس، من استهداف طائرة استطلاع فوق مقر اللواء 12 بالحشد؛ في حزام العاصمة بغداد”.

وأضاف البيان أن: “الدفاعات الجوية للواء 12 بالحشد الشعبي استهدفت طائرة استطلاع كانت تحلق فوق مقر اللواء في حزام بغداد”، مبينًا أن: “دفاعات الجو للحشد أحبطت مهمة الطائرة المعادية”.

ناتج عن غارة جوية بطائرة مُسيرة عن بُعد..

حول الانفجار؛ أعلنت السلطات العراقية أن نتائج التحقيق في انفجار وقع قرب قاعدة “الصقر” كان ناتجًا عن غارة جوية بطائرة مُسيرة عن بُعد.

وقالت اللجنة إن الانفجار أشعل حريقًا هائلًا، مستبعدة بذلك فرضيات سابقة بأن سبب الانفجار عطل كهربائي أو تخزين خاطيء للذخائر.

وألغت الحكومة العراقية، قبل أيام، جميع تصاريح الرحلات الخاصة للطائرات العراقية أو الأجنبية فوق “بغداد”، لكن ذلك لا يمنع، بحسب مراقبون، البحث في جدية تطبيق قرارات مصادرة مخازن الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر الموجودة خارج نطاق الحكومة، والمنتشرة في المناطق المأهولة.

البنتاغون ينفي علاقته بالانفجارات..

فيما نفى متحدث باسم “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، أي علاقة لـ”الولايات المتحدة”، بالانفجارات التي وقعت في مستودعات ذخيرة تابعة لقوات “الحشد الشعبي” في “العراق”.

مؤكدًا المتحدث على أن “واشنطن” تؤيد سيادة “العراق” وتتقيد بتوجيهات الحكومة العراقية بشأن استخدام المجال الجوي لـ”العراق”، وفقًا لقناة (الحرة) الأميركية.

حملة إسرائيلية منظمة.. والسعودية مستفيدة..

تعليقًا على الأحداث من وجهة النظر الإسرائيلية؛ أكد رئيس مركز الدراسات الأمنية التابع لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة “تل أبيب”، “عاموس يادلين”، أن تدمير العديد من المواقع العسكرية في “العراق” هي حملة إسرائيلية منظمة، لافتًا إلى أن “إسرائيل” و”السعودية” هما المستفيدان من هذه الحملة.

ونقلت صحيفة (الغيمنر) الإسرائيلية، الناطقة باللغة الإنكليزية، في تقرير لها عن “يادلين” قوله؛ إن: “الهجمات على المواقع العسكرية في العراق، ربما تكون مخططة بشكل جيد، ضمن حملة جيدة الأداء تبدو وكأنها عمليات سرية”.

واضاف أن: “هجمات كهذه كانت جزءًا من حملة إسرائيل بين الحروب، كسلسلة من العمليات تهدف إلى ما أطلق على تسميته بمواجهة إيران في الشرق الأوسط؛ ومحاولات بناء جسر بري من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط لتسهيل نقل الأسلحة”.

وتابع؛ ردًا على سؤال من هو الخاسر في هذه العملية ؟.. مجيبًا: “بالطبع إيران ومؤيديها في العراق، وللأسف السكان العراقيين، والحكومة العراقية التي تبدو غير قادرة على حماية سيادتها؛ والولايات المتحدة القلقة بشأن سلامة قواتها في المنطقة”.

وتابع أن: “الكاسب من هذه الحملة هي إسرائيل والسعودية”، مشيرًا إلى أن: “العراق لن يوجه اللوم لإسرائيل على وجه التحديد؛ في النهاية ستستمر الحملة بين الحروب وسيتم الحكم عليها من خلال آثارها الاستراتيجية مقابل تكاليفها”، مضيفًا أن: “السيطرة المستمرة على التصعيد أمر حيوي”.

العراق تحول إلى صورة معدّلة لسوريا !

من جهته؛ اعتبر المحلل السياسي في صحيفة (معاريف)، “بن كسبيت”، في مقال نشره في موقع (المونيتور) الإلكتروني بالعبرية، أن: “العراق تحول إلى صورة معدّلة لسوريا”، وذلك بعد سلسلة تفجيرات وقعت في معسكرات للجيش العراقي، في الأسابيع الأخيرة، وتقول “إسرائيل” إن “إيران” تخزّن أسلحة فيها.

مؤكدًا على أن الغارات، التي تنفذها “تل أبيب” في “العراق”؛ تتم بتنسيق مباشر مع “الولايات المتحدة”، وتحظى بدعم دول خليجية.

مصممة على إحباط تمركز إيران العسكري في العراق..

وقال “بن كاسبيت” أن: “الغارات الأربع التي استهدفت، في غضون شهر، مواقع عسكرية للحشد الشعبي تدلل على أن إسرائيل مصممة على إحباط تمركز إيران العسكري في العراق، تمامًا كما تفعل ذلك في سوريا”.

وأضاف “كاسبيت” أن: “أحدًا لم يحدد، على وجه الدقة، الوسائل التي استخدمتها إسرائيل في تنفيذ الهجمات”، مشيرًا إلى أن: “هناك من يدعي أنه تم استخدام الطائرات الشبح، (إف-35)، وهناك من يزعم استخدام طائرات بدون طيار، بينما هناك من يؤكد أن صواريخ متوسطة المدى استخدمت في شن الهجمات”.

وتابع أن: “إسرائيل واصلت الهجمات داخل العراق على الرغم من تهديد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بتمكين الجيش العراقي من مواجهة هذه الهجمات وإحباطها”، موضحًا أن: “رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وبدوافع انتخابية، يحاول التلميح بكل الوسائل إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات في العراق بهدف تعزيز مكانته السياسية”.

وقال “نتانياهو”، أثناء زيارته لـ”أوكرانيا”، إنه: “لا توجد لإيران حصانة في أي مكان، وإسرائيل ستعمل ضد إيران في أي مكان، ولا أقيد نفسي بما يتعلق بالمكان”.

وألمح “نتانياهو”، بعد التفجير الأخير هذا الأسبوع، إلى ضلوع “إسرائيل” بالتفجيرات في “العراق”، قائلًا إنه: “توجد تحديات أمنية كبيرة، يدل عليها تقرير الاستخبارات الذي تلقيته قبل بضع دقائق”.

هدف الهجمات الإسرائيلية..

وأضاف “كسبيت” أن هدف “إسرائيل”، من هذه التفجيرات، هو: “منع إقامة قواعد صواريخ باليستية في العراق قادرة على ضرب إسرائيل”، وأن: “إسرائيل مُصرة على منع إيران من (تقصير مديات)، (الصواريخ)، بإتجاهها بطريقة تسمح لها بإطلاق صواريخ متوسطة المدى من العراق من دون ترك أثر”.

والهدف الآخر هو عرقلة شق ممر تهريب بري يسمح بنقل صواريخ وأسلحة كاسرة للتوازن من “إيران” إلى مخازن “حزب الله”، في “بيروت”.

لكن “كسبيت” تساءل؛ ما إذا كانت “إيران” سترد على الهجمات الإسرائيلية هذه، من خلال إحدى المنظمات الموالية لـ”طهران”.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، قد كتب في (تويتر)، في 6 آب/أغسطس الجاري، أن “إسرائيل” تشارك في تحالف تقوده “الولايات المتحدة” من أجل حرية الملاحة في الشرق الأوسط عامة؛ وفي الخليج العربي خاصة، مضيفًا أن مشاركة “إسرائيل” تعتمد بالأساس على “معلومات استخبارية نوعية”.

وقال وزير “التعاون الإقليمي” الإسرائيلي، “تساحي هنغبي”، في 21 تموز/يوليو الماضي، أي بعد يومين من التفجيرات الأولى في قاعدة عسكرية عراقية، إن: “إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ضربت إيرانيين منذ سنتين. ووجهنا ضربات للإيرانيين مئات المرات في سوريا، وأحيانًا نعترف بذلك وفي أحيان أخرى تكشف ذلك وسائل إعلام أجنبية. لكن كل هذا هو سياسة منسقة”.

وفي رده على سؤال؛ حول ماذا ستفعل “إسرائيل” إذا “إيران” حاولت الرد، قال إن: “الإيرانيين مقيدون جدًا في ردهم، ليس بسبب عدم وجود قدرات لديهم، وإنما لأنهم يدركون أن إسرائيل جدية”.

دور الإمارات والسعودية في منع ضرب واشنطن لإيران..

وحول إلغاء الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هجومًا ضد إيران، “في اللحظة الأخيرة”، في أعقاب إسقاط طائرة أميركية بدون طيار، نقل “كسبيت” عن مصادر دبلوماسية قولها إن: “مسؤولين كبار في أجهزة استخبارات في دول الخليج، على ما يبدو الإمارات والسعودية، حضروا على وجه السرعة إلى واشنطن وطلبوا من الأميركيين عدم إطلاق النار”.

وأضافت المصادر أن: “التقديرات هي أن دول الخليج تخوفت من رد فعل إيراني عنيف على هجوم أميركي ضدها، وتقرر الطلب من الأميركيين ألا يشنوا هجومًا كي لا تدفع دول الخليج، (ثمنًا باهظًا) جراء هجوم أميركي صغير. ووفقًا لهذه المعلومات، فإن إسرائيل أيضًا كانت ضالعة في نقل رسائل كهذه إلى واشنطن، وهذه الرسائل كانت السبب الحقيقي التي دفعت ترامب لتغيير رأيه في الدقيقة التسعين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة