هز كياني وكادت كينونتي الأدميه تنتزع مني ذلك الذي صدم بصري مشهد مروع جعلني اسأل نفسي ما الذي يجري على الأرض ؟ شاب في مقتبل العمر بقامة مديده واقف ورافعآ يده وبقبضة كفها قلب إنسان قتله توآ وانتزعه من أحشائه قبل إن تصعد روحه إلى بارئها وراح يأكله نيئأ ، ذلك هو واحد من أشرار الخلق
لا ملامح لهم ما زالوا يسكنون الكهوف والمغارات مأواهم بيوت بلا أبواب لا أحد يصرف أي نسق من العيش هي حياتهم تسللوا إلى عالمنا العربي حين كذبنا على انفسنا وعلى شعبنا عندما قلنا ها كذبآ ديمقراطيه وأن صندوق الأقتراع هو القول الفصل تسللوا متخفين بطيات أسمالهم قراطيس فتاوي وليهم الشيطان يوحي لأوليائه ليضلوا الناس بغير علم ليقتلوا الأنسان الذي دليل حياته العلم وليأكلوا لحمه حيآ أو ميتا ًوبث الفساد ونشر الخراب في الديار، أغلاط أكباد رواد المعاصي دعاة فسوق وطأوا أرض العراق أندسوا في صفوف شباب اليفاعة باكورة الحياة بناة الحاضر عماد المستقبل عطلوا. إحساسهم بالوعود وألاماني الفارغة وبمغريات جنات الأخره عزفوا لهم على أوتار عاطفتهم
الدينيه ومنوهم بالعيش الرغيد متوسلين بالأساليب المتشيطنه مدسوسة بالعبارات والمفاهيم الدينيه المؤولة وبالطلاسم أطروها ، وتمكنوا من بث سمومهم ولوثوا بها العقول صراطهم وناموسهم هو أقتل وأنتزع أحشاء قتيلك وسد بها رمقك وغدآ لك الفوز العظيم جنات الخلد مستقرآ ومقامآ أولئك قدوتهم ومثلهم الأعلى ذاك الذي قتل جندياً وأنتزع قلبه من أحشائه وأكله نيئا .
أني كاتب هذه السطور عراقي وأتباهى بعراقيتي وسنوات عمري ولجت عقدي السابع صرت بعد تلك الجريمة المروعه أشعر بهاجس يدخلني إلى عوالم مجهولة لا بصيص لضوء فيها وأهاجت خواطر نفسي وتنذرها بقدوم كوارث ، بقدوم شئ لايمكن تحديده ولزمتني رغبة في البكاء ورحت أطلب لروحي ولأرواح ناس وحاضرنا المؤلم السكينه والخلاص ،
تلك المخططات بلاء ووباء فليعلن الجميع استنفار حذرهم ووعيهم ، وأنا أعيش معاناة وتداعيات تلك الفعله الدنيئة النذله التي لا يجرؤ على فعلتها حتى أشرس وحوش الغابات ، وأذا ببصري وبصيرتي يرنو ان إلى شاشة إحدى الفضائيات التي أشعرتني بذبذبات وبوصلات محركي العمليه السياسيه في عراقنا الغالي بملامح بلاء من نوع آخر تلك هي المناظره التلفزيونيه بين قطبين من أقطاب الكتل والأحزاب وأذا بالمذيع يلقي عليهما سؤالآ وكأنه يلقي حزوره ياترى من يقف وراء التفجيرات الأجراميه التي تقع في المدن العراقيه ويروح ضحيتها الأبرياء فيجيب احد القطبين ان وراء تلك التفجيرات صراعات بين سياسيتين في الساح !!!! أما القطب الأخر فحل الحزوره عنده هو تغلغل المحاصصه داخل الأجهزة ألأمنية ، أنتهت الحزوره ،، وبعدها لا أعرف ان كانت الفضائيه الرائدة قد خصصت لمن عرف الحزوره جائزه أم لا ، حقاً انه تحليل فطن؟!
ثم يلعلع صوت السيد المذيع طالباً من القطبين بذل الجهود لوضع حد لتلك الأعمال الأجراميه والقضاء على من يقف وراءها؟ هل يستوي الأعمى والبصير ؟ والمناظره محتدمه وإذا بالخبر العاجل ،،وقع ظهر اليوم انفجاران في مسجدين واحد في بعقوبه وثان في المدائن والضحايا ٤٩ من الناس الأبرياء وجرح الكثيرين،
والثلاثة القطبان والمذيع ،كأنك يابو زيد ماغزيت ؟
ياسادتي محللين ومنظرين ان تلك العمليات الأجراميه لم تكن مجرد تفجيرات فحسب ،، أنها حرق بلد وذبح شعب ؟ ثم إلا يدل تحليلكم هذا اعترافاً ضمنياً على مسؤليتكم وبأنه لو لا خلافاتكم وصراعاتكم لما أزهقت ألارواح البريئه ولا سالت الدماء الزكيه؟
فأسألكم واحلفكم بدم من تحبون إلام تلك الخلافات والصراعات لهدف وطني ؟ لهدف اجتماعي ؟ أو تحرري ؟ فإذا كان هذا حال حادي القافله ؟ فماذا يفعل القوم ؟
ياساده ياكرام أنها لبديهه الخلافات في العمل السياسي لابل هي من ضروراتها ان كان المختلف عليه فعلآ عملآ سياسيآ فتكون عندها محاججة فكر لفكر وليست بالملاسنات الكلاميه وتبادل الشتائم والتخوين والطعن ، وحضراتكم تعرفون جيدآ ان الإنسان السياسي يفترض ان تكون له خلفيه معرفيه ومعلوماتيه ويتمتع ببعد نظر ويتحلى بسعة أفق وباعتماد الأفكار وبالممارسه يكون متمكنآ من قراءة الحدث قبل وقوعه والإ فالمسألة ليست عرض أزياء أو سوق. عكاظ؟
واني حين اكتب فكتابتي قناعات موضوعيه والمبدأ الذي أعتمده هو قراءتي. الحياة التي أعيشها وأحساسي بأحوال وشجون بلدي ،
وما أشاهده من أحداث مؤلمه ومؤسفه وتداعياتها المخيفة ، كما ان الأنسان لا يكتفي بعيش الحياة بل يفترض عليه قراءتها أيضآ فحين يدلي بعض المسؤولين بتصريحات يتهم فيها أحد أطراف الحكومة أو العمليه السياسيه بتأخير تشريع القوانين أو التلكؤ في إنجاز مشروع أو يتهمه بالفساد المالي أو الأداري أو يتواطؤ مع الأرهاب أو أرتباط بأجندة اجنبيه فمثل هذا الإنسان يكون غير جدير بتولي المسؤوليه وهو خطرآ على البلد وأمنه ومضر بوحدته الوطنيه والواجب والمفروض ان يعطون طينته بخده كما يقول المثل البغدادي ،
ويحفظوه وينبذوه ثم فضحه أمام الشعب ، وأنا اعطي وصفآ لهذا النموذج هو (( مازاد حنون في الإسلام خردله ولا النصارى لهم شأن بحنون))
فلا مجامله على دماء الناس ومصير بلد فلا سعاده على شقاء الآخرين ،
ورحت شاحذآ فكري لأجد لهذا النوع من الناس عباره تحمل نوعآ للإسقاط السياسي لأضمنها مقالتي هذه فلم أجد غير أحسن القول حمار يحمل إسفارآ ،ففي العراق أناس عقولهم جباره مبدعه وأعلام في شتى مجالات العلوم والآداب والسياسه والغفون نفوسهم مخلصه فمعذره لكل محب وفي لبلده ،
ولايخفي على كل نبيه تاريخ الشعوب وثوراتها التحررية وما أبتليت بمثل تلك النماذج التي أرتدت لبوس الوطنيه ونسبوا لأنفسهم البطولات والتضحيات وماضيهم. يشهد على أنهم كانوا من أبرع وعاظ السلاطين لكنها تلك الملعونه هي الظروف وجعلتهم يخترقون عالم الأذكياء الأوفياء والذين ينطبق عليهم المثل البغدادي ،،(( رزق البزازين على المعثرات )) أيها المخلصون ان العراق أمانة في أعناقكم فلا مجامله على حساب دم برئ ولا على مصير العراق وشعبه فانطقوا الحكمة حتى يرى الشعب ما يجري ويحتاط لما سيجري ؟
ياسادتي أنتم لستم من سكنة الكهوف والمغارات سكنكم في قصور لها أبواب مفاتيحها إلكترونيه ثم أن الذي أوصلكم إلى السلطة نضالكم وجهادكم وتضحياتكم واستلمتم حكم بلد تعداده السكاني أكثر من ثلاثين مليونآ من بني الإنسان المتعبين فسارعوا إلى التغيير والأصلاح وتعميق الحريات وإرجاع الحق لمن أغتصب منه وأسعاد الشعب لا ان تستغرقكم الخلافات والصراعات التي إذا أستمرت فستوشوش المشتركات الدينيه والوطنيه والقوميه وتخيب آمال الناس فأعلنوا إستنفار الهمم والنخوة والحميه ولا تبحروا بسفينة العراق إلى شواطئ المجهول،
ولكوني ابنآ لهذا العراق الغالي أعلن خشيتي من تداعيات تلك الخلافات والصراعات بين أطراف العمليه السياسيه وما قد تجره من أضرار على البلد قد لا يحمد عقباها ولو حدق الجميع في بوصلة كل قطب من أقطاب العمليه السياسيه يرون مايخيفهم ،
فشمروا عن السواعد وأعدوا لبلدكم وشعبكم ما استطعتم من عزم وإراده وقوه وأنبذوا الخلاف والصراع وباشروا ببناء سد منيع وإلا فالأتي أخطر وأبشع ويومها لا عاصم لكم.