23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

تبعات الخروج من معاهدة الصواريخ .. تحرك “روسي-صيني” بمجلس الأمن ضد واشنطن !

تبعات الخروج من معاهدة الصواريخ .. تحرك “روسي-صيني” بمجلس الأمن ضد واشنطن !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في رد فعل أولي تجاه تجربة “أميركا” الصاروخية التي أجرتها مؤخرًا، دعت “موسكو” و”بكين”، “مجلس الأمن الدولي”، للاجتماع من أجل بحث خطط “واشنطن” لتطوير ونشر صواريخ كانت محظورة بموجب معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وقال القائم بأعمال مندوب “روسيا” الدائم لدى الأمم المتحدة، “دميتري بوليانسكي”، للصحافيين، أمس الأول: “لقد طلبنا والصين اليوم على خلفية تصريحات واشنطن، عقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث الخطط الأميركية لتطوير ونشر الصواريخ المتوسطة”.

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن الجلسة مقررة، اليوم الخميس، وستكون مفتوحة وسيقدم خلالها ممثل عن “الأمين العام للأمم المتحدة” تقريرًا حول المسألة موضع البحث.

واشنطن تدرس إمكانية تطوير الصواريخ المحظورة..

وجاء هذا التحرك بعد أن أعلن وكيل وزارة الجيش الأميركي، يوم الإثنين، أن “الولايات المتحدة” تدرس إمكانية تطوير أنواع مختلفة من الصواريخ التي كانت محظورة بموجب المعاهدة “الروسية-الأميركية” للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بما فيها صاروخ (فرط) صوتي برأس حربي (باليستي).

وكان (البنتاغون) قد أعلن عن إجراء اختبار لصاروخ تقليدي مجنح ينصب على الأرض، كانت أمثاله محظورة بموجب معاهدة الصواريخ المذكورة، التي انسحبت “واشنطن” منها، في 2 آب/أغسطس 2019.

وأضاف (البنتاغون)، في بيان، أن التجربة نُفذت، الأحد الماضي، بجزيرة “سان نيكولاس” في “كاليفورنيا”.

وقال البيان: “المعلومات التي جمعت والدروس المستخلصة من هذا الاختبار ستعطي وزارة الدفاع المعلومات اللازمة لتطوير أسلحة جديدة متوسطة المدى”.

واشنطن سلكت مسار تصعيد التوتر..

ولفتت “الخارجية الروسية” إلى أن هذا الاختبار نفذ باستخدام قاذفة صواريخ من طراز (Mk-41)، كتلك التي توجد في قاعدة أميركية في “رومانيا”، معتبرة ذلك: “دليلًا واضحًا جديدًا” على أنها قادرة على إطلاق صواريخ إعتراضية ومجنحة.

وأشار وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، إلى أن “واشنطن” بدأت تستعد لاختبار هذا الصاروخ، منذ تشرين أول/أكتوبر عام 2018، أو حتى قبل ذلك، أي قبل انسحابها من المعاهدة بفترة طويلة.

وعلق نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، على التجربة، قائلًا، لوكالة (تاس) الروسية؛ إن: “الأمر يدعو للأسف، من الواضح أن الولايات المتحدة سلكت مسار تصعيد التوترات العسكرية”، معتبرًا أنه يثبت بشكل واضح وصريح أن “الولايات المتحدة” كانت تعمل على تطوير الأنظمة ذات الصلة منذ فترة طويلة، متابعًا: “موسكو لن تنجر وراء الإستفزازات الأميركية ولن تسمح بإقحامها في سباق تسلح جديد”.

عملوا على تقويض المعاهدة..

وقد علق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، “دميتري بيسكوف”، أن اختبار الصاروخ دليل على أن الأميركيين كانوا يعملون أصلًا على تقويض المعاهدة.

وأضاف “بيسكون”، للصحافيين: “بالنسبة لاختبار أميركا لصاروخ غير نووي؛ أظهر مرة أخرى أن الأميركيين منذ البداية كانوا يعملون على تقويض معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وأن الأميركيين كانوا يستعدون لها من البداية”.

حضرت للتجربة قبل إنتهاء المعاهدة..

من جانبه؛ أكد (البنتاغون) أن الاختبار جرى فعلًا باستخدام قاذفة (Mk-41)، لكن من نوع مختلف عن القاذفات المنشورة في “رومانيا”.

فيما نفى (البنتاغون) اتهام “لافروف” له بالبدء للتحضير لتجربة الصاروخ المذكور؛ قبل إنتهاء سريان المعاهدة، وقال أن الاستعدادات لم تنطلق إلا بعد تعليق “واشنطن” العمل بالمعاهدة، في 2 شباط/فبراير الماضي.

تستهدف التفوق العسكري الوحيد..

وبالرغم من أن الصاروخ الذي تمت تجربته تقليدي، فإنه من الممكن أن يجهز لاحقًا برأس نووي. في سياق متصل؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، “غين شوانغ”، أمس الأول، أن الاختبار الصاروخي الذي أجرته “الولايات المتحدة”؛ يؤكد الأهداف الحقيقية لانسحابها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وهي إزالة القيود عن نفسها، والتطوير الحر للصواريخ المتقدمة والرغبة في الحصول على “تفوق عسكري وحيد”.

واعتبر “شوانغ” أن هذا التحرك الأميركي سيؤدي إلى تأجيج سباق تسلح جديد وحدوث مواجهات ستكون لها آثار سلبية خطيرة على الأمن الإقليمي والعالمي.

وأضاف: “ننصح الجانب الأميركي بالتخلي عن المفاهيم القديمة للحرب الباردة والألعاب الصفرية، وأن تتحلى بضبط النفس في تطوير الأسلحة”.

خرجت من المعاهدة مطلع الشهر الجاري..

كانت “الولايات المتحدة” قد انسحبت رسميًا، مطلع الشهر الجاري، من معاهدة القوى النووية بعد أن رأت أن “موسكو” تنتهك المعاهدة، وأعلن وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، أن “واشنطن” ستسرع وتيرة تطوير صواريخ جديدة (أرض-جو).

ووصفت “وزارة الخارجية الروسية”، الخروج، بالخطأ الجسيم، مضيفًة أن “الولايات المتحدة” قامت في باديء الأمر بإجراءات مستهدفة لإيقاف العمل بالمعاهدة، ومن خلقت ظروف لإنهائها بشكل كامل، مشيرًة إلى أن “واشنطن” لم تفعل هذا للمرة الأولى، حيث أوقفت العمل، في عام من أواخر التسعينيات، بمعاهدة الدفاع الصاروخي، رغم نداءات وتحذيرات المجتمع الدولي.

وأضافت “الخارجية”: “واشنطن” تجاهلت، لسنوات طويلة، المخاوف الروسية بشأن كيفية تنفيذها معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

ذريعة استغلتها للانسحاب..

في الوقت نفسه، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية، (بي. بي. سي)، أمس الأول، إلى أن الاتهامات التي وجهتها “واشنطن” و”حلف شمال الأطلسي”، (ناتو)، إلى “روسيا” بشأن خرقها بنود المعاهدة النووية، مطلع العام الجاري، وحينها قالت “الولايات المتحدة” و”حلف شمال الأطلسي” إن ثمة دليلًا على أن “موسكو” تقوم بنشر نوع جديد من صواريخ (كروز) طراز، (9M729)، المعروفة لدى (ناتو) باسم، (SSC-8)، وهي الاتهامات التي نفتها “موسكو”؛ وقال عنها الرئيس الروسي، “فيلاديمير بوتين”، إنها ذريعة تستغلها “واشنطن” من أجل الانسحاب من المعاهدة.

أوروبا ستكون ساحة المواجهة..

تعليقًا على التحركات الروسية والأميركية، قال المحلل السياسي، “د. رائد جبر”، إن “موسكو” كانت تتوقع ما يحدث من تطور في المعاهدة، فهي حذرت أكثر من مرة من أن “واشنطن” تريد الخروج منها، حيث بدأت “واشنطن” باختبار تقنيات صاروخية جديدة، لذلك جاء الرد الروسي هادئًا مع التذكير أن “موسكو” أخذت على عاتقها الرد خطوة بخطوة على ما يحدث.

وأوضح المحلل السياسي؛ أن الرئيس الروسي، “بوتين”، قال إن “موسكو” لم تبدأ بنشر أسلحة من هذا النوع، ولكن في حال نشرت “أميركا” هذه الأسلحة فهناك أوامر للجهات المختصة بالرد المتكافيء على ذلك..

مشيرًا إلى أن الأمر يقلق “الصين”، وأطراف أخرى في العالم أيضًا؛ لأن المعاهدة كانت تنص على التخلص من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي تنطلق من البر. ونوه “جبر” إلى أن إعادة تطوير الصواريخ من هذا النوع يعني نشرها في “أوروبا” وناحية “الصين”، لذلك ستكون “أوروبا” هي ساحة المواجهة ما يشكل خطرًا كبيرًا عليها.

وأكد “جبر” على أن المعضلة هي عدم وجود آلية لتسريع المفاوضات؛ لأن هناك مشاكل في علاقة “الولايات المتحدة” مع “روسيا” منها محاولة الضغوط والحصار على “موسكو” وغياب قنوات التواصل، في نفس الوقت ظهور أطراف أخرى لديها القدرة على تطوير الصواريخ كـ”الصين” و”كوريا” و”إيران” ما يعرقل الوصول لنتائج إيجابية من التفاوض قريبًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة