مقتضياتُ اقصى درجات الدقّة المتناهية تتطلّب توضيح أنّ كلمة < العراق > سواءً في العنوان اعلاه او في سواه , وبشكلٍ خاص في الحالة السياسية التي اعقبت الأحتلال والى يومنا هذا , فالعراق لم يعد مفردةً موحّدة تجمع بين شعبٍ وحكومة , وبين احزابٍ من دون قانون احزاب , ومع رأيٍ عام بعضه تشتّتَ الى اتجاهاتٍ متعاكسة , بل حتى كوطنٍ شماله مجتزأ ! , ومنافذٍ حدوديةٍ مفتوحةٍ ” في الغالب ” لبعض الأجانب ! ولإدخال صواريخٍ ومخدراتٍ للإستهلاك المحلّي وللتصدير,
ونتوقّف هنا في الإسترسال والإيغال , فالمرارة إشتدّت واحتدّت مرارتها .!
وزارة الخارجية الإسرائيلية ” الإستخبارات ” التي افتتحتْ موقعاً الكترونياً بعنوان < اسرائيل باللهجة العراقية > منذُ سنةٍ ونيف بهدف استمالة العراقيين نحو التطبيع , وكانت وما انفكّت معظم آليّاتها إظهار شخصياتٍ يهوديةٍ معتبرة من ذوي الجذور العراقية , وكانت لهم في معظم النصف الأول من القرن الماضي مواقع سياسية وعلمية وأدبية في العراق ” ويحظون بأعجاب معظم اجيال الشعب العراقي ” , حتى غادر الكثير منهم العراق بعد حرب عام 1948 والبعض الآخر في خمسينيات القرن الماضي . وكذلك يعرض الموقع الأسرائيلي اغانٍ عراقيةٍ تراثيةٍ بأداءٍ جديدٍ من قِبَل البعض القليل من يهودٍ ويهودياتٍ عرقيات الأصل , وما الى ذلك من التراثيات التي يجري تسييسها , وبهذا الصدد لا يمكن النفي والجزم المطلق بأنّ بعضاً مهما كان قليلاً ربما قد تأثّر سيكولوجياً بهذه الدعاية الأسرائيلية , واغلب الظنّ اذا ما حدث ذلك فأنما كمحاولة ” للتعويض النفسي ” لما تعرّض له المجتمع العراقي بعد الغزو الأنكلو – امريكي من ويلاتٍ , سواءً من الأمريكان ,وحتى بعد انسحاب هم من العراق سنة 2011 , والأنكى ما حصلَ من وبالٍ وويلات على ايدٍ او ايادٍ عراقية الصنع ! وبغضّ النظرعن جرائم القاعدة وداعش .! , واذا ما تجاهلنا او أمعنّا النظر في مكنونات التوجّه الأسرائيلي نحو العراقيين , فقد فاجأتنا سلطات تل ابيب ايّما مفاجأة وبدهشةٍ مدهشةٍ للغاية , بوضعها معوّقاتٍ وعقباتٍ متعمّدة أمام وفد بعثة شباب العراق للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي تستضيفها فلسطين للفترة من 22 – 30 لشهر آب , حيث قام الأسرائيليون بأعاقة مرور البعثة الرياضية العراقية لمدة 8 ساعات ! , وتمادوا غَيّاً بمنع وحرمان 6 لاعبين اساسيين من الفريق العراقي للمشاركة في البطولة الرياضية وقاموا بأعادتهم الى الأردن .!
وبقدر ما أنّ الفريق العراقي ولا سيّما المبعَدين منه لا يشكلون ايّ تهديدٍ افتراضيٍ للأمن القومي الأسرائيلي مهما إتسعت سعة الخيال الصهيوني المفترض بهذا الشأن .! فأنه يتنافى ” على الأقل ” مع توجهات موقع – اسرائيل باللهجة العراقية – سواءً لغرض التطبيع او التمييع .
ثُمّ اذا ما كان هذا السلوك الأسرائيلي كرسالة موجّهة للحكومة العراقية او لإرتباطاتها المكشوفة بالأيرانيين , فأنّ التعامل مع الوفد الرياضي قد مسَّ مشاعر عموم العراقيين , وآل صهيون فعلاً قد خلطوا النابل بالحابل .!
كانَ من الأحرى ومن الأجدر بالمسؤولين الأسرائيلين الإحتفاء واستقبال الوفد الرياضي العراقي بحفاوة بالغة ” ولو مصطنعة ! ” بغية التواؤم والتناغم مع موقعهم الألكتروني الذي ينشر بالفصحى .! وليس باللهجة المحلية العراقية .! , ولكنّ قُصر النظر الإعلامي اصعب كثيراً من قُصر النظر الطبّي .!