23 ديسمبر، 2024 3:24 م

ضرب سوريا للرتل العسكري التركي .. ينذر بنشوب مواجهات على الأرض !

ضرب سوريا للرتل العسكري التركي .. ينذر بنشوب مواجهات على الأرض !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تنذر باحتمالية نشوب مواجهة “تركية-سورية” على الأراضي السورية، هدد وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، الجارة “سوريا”، بقوله إن على “النظام السوري ألا يلعب بالنار”، وذلك على خلفية الهجوم الذي تعرض له رتل عسكري تركي أثناء محاولته الوصول إلى موقع المراقبة العسكري شمال غربي “سوريا”.

وكانت “وزارة الدفاع التركية” قد ذكرت أن ضربة جوية على الرتل العسكري التركي، التي وقعت أمس الأول، أسفرت عن مقتل 3 مدنيين، مع تحرك الآليات جنوبًا صوب نقطة المراقبة.

وأدعت الوزارة أن “تركيا” أرسلت الرتل “للإبقاء على طرق الإمدادات مفتوحة، وتأمين موقع المراقبة، وحماية المدنيين، بعد هجوم للجيش السوري في المنطقة”.

النظام السوري يلعب بالنار.. ولن ننقل مواقع المراقبة..

وقال “تشاووش أوغلو”، أمس، أنه: “على النظام السوري ألا يلعب بالنار.. وسنفعل كل ما يلزم من أجل سلامة جنودنا”، وفق ما ذكرت وكالة (رويترز).

وصعد الوزير التركي من لهجة التحدي، بتأكيده أن بلاده “لن تنقل موقع المراقبة العسكري في شمال غرب سوريا”، مؤكدًا على أن الموقع “سيواصل مهمته”، وأنه تم إتخاذ التدابير الأمنية والعسكرية اللازمة.

والموقع هو واحد من 12 موقعًا أقامتها “تركيا” في شمال غرب “سوريا” بموجب اتفاق مع “روسيا” و”إيران” يهدف إلى خفض القتال هناك. وتدعم “موسكو” و”طهران”؛ حكومة الرئيس السوري، “بشار الأسد”، بينما تقدم “تركيا” الدعم لبعض مقاتلي المعارضة في المنطقة.

وأشار “تشاووش أوغلو” إلى أن “تركيا” على تواصل مع روسيا “على كل المستويات”؛ بعد حادث أمس الأول، الإثنين، لتطبيق وقف لإطلاق النار في محافظة “إدلب”، مضيفًا: “سنقوم بكل ما يلزم من أجل أمن جنودنا ومواقع المراقبة”.

وعلى صعيد آخر، وجه “تشاووش أوغلو” حديثه لـ”واشنطن”، قائلًا: “لن نقبل بإلهاء الولايات المتحدة لتركيا، وتقديمها السلاح لتنظيم حزب العمال الكُردستاني”؛ الذي تعتبره “أنقرة” منظمة إرهابية.

وفيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، قال وزير الخارجية التركي: “محادثاتنا مع واشنطن، بشأن المنطقة الآمنة في سوريا، ستستمر.. ولدينا خطة حال لم نتوصل إلى اتفاق”.

اتهام بدعم تركيا للإرهابيين بالذخيرة..

وكانت وسائل إعلام سورية رسمية قد كشفت، أمس الأول، أن قافلة تركية محملة بالذخيرة عبرت الحدود إلى شمال غربي البلاد لتقديم الدعم لإرهابيين في مواجهة مع الحكومة في بلدة “خان شيخون” بـ”إدلب”.

وقال مصدر بـ”وزارة الخارجية والمغتربين” السورية؛ إن هذه الخطوة “العدوانية” لن تؤثر على “تصميم الجيش السوري على مواصلة البحث عن فلول الإرهابيين”، في محافظة “إدلب” أو في أي مكان آخر، بحسب الوكالة الرسمية السورية.

سيكون لها تبعات على التواجد التركي..

تعليقًا على الحادث؛ قال المتخصص في الشأن التركي، “دانيال عبدالفتاح”، إن الرتل العسكري التركي كان “يتحرك للنقطة رقم تسعة، التابعة للجيش التركي؛ وهي من إحدى محطات المراقبة التي تنتشر في محافظة إدلب على الحدود (السورية-التركية) منذ تأسيسها والاتفاق عليها في سوتشي”.

وأشار إلى أن: “تركيا نفت أن يكون مسار الرتل العسكري إلى خان شيخون، وكانت تغادر الطريق بإتجاه النقطة التاسعة”.

ولفت إلى أن: “المعلومات التي وردت من المنطقة تحدثت عن أن الرتل العسكري كان متجهًا لتقديم النجدة والمعونات للمسلحين المحاصرين وبعض القوات التركية المحاصرة في خان شيخون ومناطق محيطة بها”.

وأكد أن هذه الضربة “لها تأثير كبير وتبعات على التواجد التركي في شمال سوريا، لأن تركيا تبدو الآن صامتة ولا توجد ردات فعل أو تحرك على الأرض ما يعني أن هناك نوعًا من عدم الطمأنينة لدى المسلحين التابعين لتركيا”.

وقال إن: “تركيا تدعم عددًا من المسلحين في شمال سوريا؛ على رأسهم (القاعدة) و(أحرار الشام) والجيش التُركستاني وجميع المنظمات التي تم نقلها إلى الشمال السوري عبر المصالحات التي عقدت في عموم الأراضي السورية، والذين كانوا مدعومين من قِبل دول عربية أخرى”.

وعن مصير الاتفاق “التركي-الروسي” حول “إدلب”، أكد على أن: “الروس سيحافظون على الاتفاق ولن يخرجوا عنه؛ لأنه ليس من مصلحة أحد إلغاء الاتفاق”، مبينًا أن: “كثيرًا من بنود الاتفاق باتت لاغية وليس لها تنفيذ عملي حقيقي على الأرض، لكن لا يمكن القول بأنه لاغي أو أن هناك من سيترك الاتفاق”.

إبتزاز للجيش السوري بمؤازرة الإرهابيين..

وفي تشخيص لحالة الميدان السوري؛ قال الخبير العسكري الاستراتيجي، “فراس شبّول”، أن: “الاحتلال التركي السافر، وفي دخوله الأراضي السورية بهذا الشكل هو إبتزاز لهذا الجيش في محاولة لمؤازرة الإرهابيين الذين يشتري ويبيع بهم التركي وفقًا لمصالحه”.

موضحًا أن التركي يفكر في عدة إتجاهات، من الناحية السياسية والعسكرية والميدانية، فمن الناحية العسكرية نرى أن وصول “الجيش العربي السوري” ودخوله “خان شيخون” الاستراتيجية ترسانة الإرهابيين وتدميرها، يقطعها تلقائيًا عن تلك المناطق التي تقع في الشمال بـ”ريف حماه”، والتركي لم يعجبه هذا التقدم وإمتداده بإتجاه الشرق نحو الأوتستراد الدولي بإتجاه التمانعة ليسقط كل باقي المناطق؛ كونها تقع بين فكي كماشة “الجيش العربي السوري”، هذا الأمر أزعج التركي فحاول الدخول إلى “مورك” لدعم الإرهابيين بحجة نقاط المراقبة، وشهدنا تلك الأرتال كيف كانت محملة بالسلاح والإرهابيين على مرأى العالم كله.

يساوم على المنظقة الآمنة..

أما من الجانب السياسي؛ فالتركي يلعب كعادته ويقوم بنفس سياسة القضم السياسي للمناطق والمساومة على المنطقة الأبعد للإبتزاز، كما كان يفعل الإسرائيلي، وهنا التركي يحاول أن يساوم على المنطقة الآمنة فيقوم بالتدخل عسكريًا وسياسيًا إلى المناطق السورية ليعود إلى النقطة الأولى، نحن في حالة حرب شاملة مع هؤلاء الإرهابين الذين يملأون كل المنطقة من كل حدب وصوب ويجب القضاء عليهم.

ينقض كل التفاهمات والاتفاقات..

أما بخصوص التعاطي الروسي مع هذه المستجدات؛ وإزاء نقض التركي لكل التفاهمات والاتفاقات، قال “شبّول” أنه: “عندما يجلس التركي مع الروسي نرى أن الروسي يتحدث إليه بوضوح حول كل شيء؛ بينما يتظاهر التركي بأنه فهم كل شيء، وما إن يخرج التركي من أي لقاء نراه يعود إلى العقلية المتعجرفة والمتسلطة ويتنصل من كل ما وعد به، لذا عندما رأى الروسي تنصله من الاتفاق ومحاولته إدخال دعم للإرهابيين بحجة نقاط المراقبة لمنع سقوط خان شيخون بيد الجيش السوري جاء الرد واضحًا”.

وأشار “شبّول” إلى أنه بالعلم العسكري مدينة “خان شيخون” كانت نقطة استراتيجية يعتمد عليها الإرهابيون لأنها تسيطر على الخط الدفاعي الأول بإتجاه الإرهابيين في “إدلب” على “الأتوتسراد الدولي” وسيطرة “الجيش السوري” عليها ستسمح له بالإنتقال بعدها بسهولة بإتجاه “حيش ومعرّة النعمان”، وهذا يضيق جدًا على الإرهابيين ويحرج داعمهم التركي ويخرب مخططاته، بالمحصلة نحن نرى أن التركي لا يفي بوعوده ولا يلتزم بأي اتفاقات ويجب التعامل معه عسكريًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة