23 ديسمبر، 2024 8:20 م

استهداف مواقع الحشد الشعبي في العراق .. بين التطلعات الإيرانية والتحديات الإسرائيلية !

استهداف مواقع الحشد الشعبي في العراق .. بين التطلعات الإيرانية والتحديات الإسرائيلية !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تعرضت، بالأمس، قاعدة “بلد” الجوية، التي تبعد 64 كلم شمال العاصمة الاتحادية، “بغداد”، لقصف جوي بطائرة مُسيرة مجهولة الهوية؛ وقال مصدر أمني، إن: “القصف الذي طال القاعد استهدف مخزن عتاد يتبع لكتائب الإمام علي المنضوية في الحشد الشعبي”.

جدير بالذكر؛ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، كان قد ألمح إلى أن “تل أبيب” تقف وراء غارات جوية تستهدف مواقع لفصائل “الحشد الشعبي”، الموالية لـ”إيران” في “العراق”، متعهدًا بمواصلة العمل عسكريًا كلما وأينما أقتضت الضرورة.

مشروع ممنهج لاستهداف المنظومة الموالية لإيران..

في ظل الاستهداف المتكرر لمقرات ومخازن ذخيرة “الحشد الشعبي” في “العراق”، يتضح أن هناك مشروع واضح وممنهج لاستهداف تلك المنظومة الأمنية الموالية لـ”إيران”.

وحتى الآن؛ فإن السلطات في “بغداد” عاجزة عن تحديد الجهة الأجنبية المسؤولة عن تنفيذ تلك الغارات وإنتهاك السيادة العراقية.

فيما تواجه الآن؛ الرئاسات الثلاث في “العراق” مأزقًا وحرجًا شديدًا لأنها عاجزة عن الإدلاء ببيانات توضح حقيقة ما يحدث أو حتى توجيه اللوم على القوات الأميركية التي تسيطر على المجال الجوي العراقي.

إسرائيل تسعى لتأمين محيطها الإقليمي..

في ظل اشتعال الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، تسعى “إسرائيل” لتأمين محيطها الإقليمي وإحباط التهديدات الإيرانية، لا سيما في “العراق”.

بحسب الخبير الإسرائيلي في الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، “عومير دوستري”، الذي أضاف أن الوجود العسكري الإيراني أو الميليشيات الموالية لـ”طهران”، في “العراق”، يمثل خطرًا كبيرًا على أمن “إسرائيل”، ولذا فإن سلاح الطيران الإسرائيلي يشن غارات مستمرة في “العراق” للحد من النفوذ العسكري الإيراني هناك.

ترتيبات إيرانية في الساحة العراقية..

يزعم المحلل الإسرائيلي؛ أن الميليشيات الشيعية العراقية تمتلك صواريخ تفوق دقتها تلك التي يملكها “حزب الله” اللبناني. وأن “طهران” باتت تخطط لفتح جبهة ضد “إسرائيل” من شمال “العراق”، كما تعتزم إطلاق يد “الحرس الثوري” في مناطق مختلفة من “العراق”، ونشر ميليشيات شيعية مزودة بصواريخ متوسطة المدى وأسلحة متنوعة غربي البلاد، بهدف تهديد أمن “إسرائيل” والقوات الأميركية الموجودة في “العراق” والمنطقة برمتها.

المصالح الإيرانية في العراق..

ويرى “دوستري”؛ أن “إيران” تستهدف من تكثيف وجودها العسكري في “العراق”؛ تحقيق ثلاث مصالح كبرى. أهمها مواصلة تصدير الثورة الشيعية إلى بلدان المنطقة.

ويُعد “العراق” – ذو الأغلبية الشيعية البالغة نحو 65% من إجمالي السكان – خطوة مرحلية مهمة في هذا الإطار. أما المصلحة الثانية فتتعلق بإستكمال “الطريق الإقليمي” أو “الممر البري”، الذي تسعى “إيران” لمدّه من أراضيها إلى “لبنان” وسواحل البحر المتوسط، مرورًا بـ”العراق” و”سوريا”.

وتكمن المصلحة الثالثة في تكثيف الوجود العسكري داخل “العراق”، وما يستتبعه من بناء مصانع لإنتاج الأسلحة، وعلى رأسها الصواريخ المتطورة.

الغارات الإسرائيلية في العراق بين الفرص والتحديات..

يشير “دوستري” إلى أن وسائل إعلام عراقية وغربية نَسَبت إلى “إسرائيل” قيامها، مؤخرًا، ببعض الغارات الجوية داخل الأراضي العراقية، رغم عدم تأكيد المصادر الإسرائيلية.

وعلى أية حال فإن “إسرائيل” تواجه عدة تحديات عند تنفيذ غاراتها في “العراق”، لأن “واشنطن” ترى أحيانًا أن الضربات الإسرائيلية في “العراق” تزعزع الاستقرار وتُحبط الترتيبات الدبلوماسية التي حاولت “واشنطن” صياغتها في المنظومة السياسية العراقية؛ بعد هزيمة “تنظيم الدولة”.

وفي أيلول/سبتمبر 2018، صرح مسؤولون أميركيون أن “الولايات المتحدة” طالبت الحكومة الإسرائيلية بعدم تنفيذ هجمات داخل “العراق” وترك معالجة الملف العراقي للأميركان.

أما التحدي الثاني، فيتعلق بالتحركات غير الرسمية التي جرت مؤخرًا لجس النبض السياسي بين “إسرائيل” و”العراق”. فعلى مدار الأشهر الماضية، إنطلقت ثلاثة وفود عراقية في زيارة إلى “إسرائيل” تحت غطاء كثيف من التعتيم والسرية.

وقد التقى أعضاء الوفود العراقية عددًا من المسؤولين الإسرائيليين والشخصيات الأكاديمية وقادة منظمات ذات صلة بالطائفة اليهودية في “العراق”.

تضرب إيران لإستمالة الدول السُنية !

يرى المحلل الإسرائيلي: “أن المصالح الأمنية الإسرائيلية تتطلب إحباط مشاريع التطوير العسكري الإيرانية على الأراضي العراقية، وضرب القدرات العسكرية للأذرع الإيرانية هناك، ومنع إرسال الأسلحة الإيرانية المتطورة إلى حزب الله في سوريا ولبنان. كما ينبغي على إسرائيل ردع إيران، عبر مواجهتها ولو في جبهات بعيدة عن الحدود الإسرائيلية، حيث تبدو إسرائيل في حاجة ماسة، لأن تُثبت للعالم العربي السُني أنها الدولة الوحيدة التي تقف في وجه إيران وأذرعها سرًا وعلانية في جميع جبهات الشرق الأوسط”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة