تزداد الاوضاع في العراق صعوبة وتعقيدا مع تزايد الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني فيه، والذي يثير السخرية إن هذا الدور والنفوذ المشبوه لم يعد محصورا في داخل الاوساط السياسية والحزبية فقط بل صار في العلن وفي الهواء الطلق، إذ أن ماقد قاله قائد شرطة بابل، علي حسن كوة، مٶخرا من أن فتح جرف النصر أمام عودة ساكنيها يحتاج لقرار مركزي شجاع.وقال حسن في تصريح صحفي، بشأن عودة الاهالي إلى الناحية، أن “غلق ملف جرف الصخر سينتهي في حال كان هنالك قرارا وطنيا شجاعا تصدره الحكومة المركزية”، مشيرا إلى أن “موضوع الجرف وما يرافقه اذا بقي بيد التوافقات السياسية والجماعات المسلحة المرتبطة بالحشد فأن الناحية لن تشهد عودة اهلها اليها”.وتابع، أن ” عودة اهالي جرف الصخر منذ 2014 لم يحسم رغم التدخل السياسي من قبل القوى السنية ومطالب المجتمع الدولي وحقوق الإنسان لأن فتح ناحية جرف الصخر أمام اهلها يعود إلى إيران حصرا. فإن هذا التصريح يعتبر کارثة عندما يتوضح الى أي حد قد وصل الدور والتدخل الايراني المشبوه في العراق.
بطبيعة الحال، فإنه ليست المرة الاولى التي يتم إطلاق هکذا تصريح مٶلم ومهين للسيادة الوطنية ولإستقلال العراق، إذ سبق وإن أکد بنفس السياق أياد علاوي في تصريح سابق انه طلب من هادي العامري عودة اهالي جرف الصخر فرد عليه العامري ان القرار ليس بيده او بيد الحكومة بل بيد ايران حصرا. بل وإن الطامة الکبرى عندما صرح عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء بنفسه على إن قرار عودة المهجرين في المناطق المحاذية لإيران، بيد النظام الايراني والميليشيات التابعة له! ونتسائل؛ لصالح من يعمل عادل عبدالمهدي، لصالح الشعب العراقي أم لصالح النظام الايراني والميليشيات التابعة له حتى يکون قرارا مرتبطا بالشعب العراقي بيد دولة أخرى؟
النظام الايراني وميليشياته التي عبثت کثيرا في العراق وعانى الشعب العراقي الامرين من جراء ذلك، وصل الى حد بحيث يصبح ليس أمنه وإستقراره بل وحتى مصيره ومستقبله مرهونا بيدها، وإنه وبنفس السياق فإن ماقد أکد عليه يزن الجبوري القيادي في الحشد الشعبي، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالقول إنه إذا كانت الولايات المتحدة غير قادرة على السيطرة على تلك “الجهة المجهولة” التي تقوم بتسديد ضربات عسكرية ضد معسكرات الحشد فلا يجب أن يتوقعون من الحشد السيطرة على جهة مجهولة أخرى قد تقوم بتسديد ضربات ضد المصالح الأمريكية. ولاندري ماهذا التهديد وهل يخدم مصلحة وأمن وإستقرار الشعب العراقي؟ وهل إن ميليشيات الحشد بمستوى مواجهة الولايات المتحدة الامريکية؟ ثم هل إن الشعب العراقي الذي شبع من مصائب الحروب والمواجهات”العنترية” يقبل بهکذا موقف عنتري فارغ؟ لکننا نجد من المفيد جدا قبل أن نختم مقالنا هذا من لفت الانظام مرة أخرى الى ذلك التحذير النوعي الذي صرحت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في عام 2004، وهي تٶکد على “خطورة نفوذ نظام الملالي في العراق وإنه أخطر 100 مرة من القنبلة الذرية”، إذ إننا نلمس ذلك بحق ونعاني منه.