17 نوفمبر، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

هل عبد المهدي بينَ إقالةٍ او إستقالة؟

هل عبد المهدي بينَ إقالةٍ او إستقالة؟

تقتضيني الأمانة الصحفية , وغير الصحفية للإشارةِ أنَّ العنوان اعلاه ليس من ابتكاري ولم نقم بتصنيعه او تركيبه محلياً , فالعنوان اصلاً مشتق ومقتبس ” بتصرّفٍ جزئيٍّ ” عن عنوانٍ لكتاب كان مؤلفه الراحل ” احمد الشقيري ” رئيس منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً قبل أن يتولاها رئيسها الراحل ياسر عرفات , والكتاب حسب معلوماتي لم يدخل الى العراق سابقاً , وكنتُ قد اقتنيته من بيروت ” عاصمة الكتاب العربي ” في مطلع سبعينيات القرن الماضي .. وبقدر تعلّق فحوى عنوان مقالنا هذا , فنسجّل أنه لم يبلغ مرحلة النضج الكامل بعد , ولذلك حصرناهُ وحاصرناهُ بين قوسين .

يمرّ رئيس الوزراء الآن ” ومنذ اسابيعٍ ” مرحلةً حسّاسةً تمسّ شخصه اولاً وموقعه الرئاسي المهتزّ , رغم أنّ مدة تسنّمه رئاسة الوزراء لم تمضِ عليها سنة كاملة , وهذا ” الأهتزاز ” او بالأحرى عدم الأستقرار السياسي مردّهُ شدّة المعارضة التي يواجهها من حلفاء الأمس ! ويتجسّم ذلك اكثر من سواه من ” تيار الحكمة وكتلة سائرون ” اللذَينِ رفعا من درجة التصعيد بالضد من عبد المهدي ولأسبابٍ متباينة ظاهرةٍ وغير ظاهرة .! وابرزها تردّي ملف الخدمات والصحة والثقافة , وافتقاده للأستقلالية في اتخاذ القرارات , وانحيازه الواضح وربما الفاضح لجهاتٍ حزبيةٍ دون غيرها وحتى على مستوى تنصيب ممثلين لتلكم الجهات في مكتبه الخاص حسبما تردده القوى المعارضة .

من الملاحظ ايضاً جرّاء ضعف الأداء على مختلف الصُعُد ” إن لم نقل جميعها ” وما افرزه ذلك من اشتداد حدّة المعارضة والإعتبارات الأخرى الكامنة للجمهور العراقي , فأنّ رئيس الوزراء بدا عليه الإنكفاء الإعلامي والغاؤه مؤتمره الصحفي الأسبوعي , ولعلّ بعض ذلك الخشية والإحراج من مواجهة اسئلة الصحفيين وما قد يفاجؤوه به من طروحاتٍ واسئلةٍ غير متوقعة او لم يتهيّأ لها .! , وكان على عبد المهدي التحسّب المسبق لذلك .! وعدم الإنجرار والإستسلام لإضواء الإعلام المغرية في مثل تلك المؤتمرات الصحفية .

ثُمَّ , بغضّ النظر عن إتّساع مساحة معارضة احزاب السلطة التي من ذات النمط ! < ومن المعيب القول انها من ذات الطائفة , كما فرقٌ شاسع بين الإنتماء المذهبي الذاتي وبين ما يُسمى بالأسلام السياسي .! > , ففي الواقع فأنّ الحياة المدنية – الأجتماعية قد انكمشت وانحسرت في ولاية عادل عبد المهدي , وازداد نفوذ القوى والفصائل المسلحة بجانب سطوة العشائر المسلحة ايضاً , وكذلك سيطرة احزابٍ متنفّذة على المفاصل الستراتيجية والأمنيّة للدولة .. وما يجري الآن من جريانٍ متسارع أنّ عموم الكتل السياسية تتوعد بالتهديد والوعيد الشديد لعقد جلسة استجوابٍ برلمانيةٍ طارئة لرئيس وزراء العراق , بالرغم من عدم رصدنا في ” الإعلام ” بأمكانية عقد هذه الجلسة في المدى المنظور القريب او حضورها من عبد المهدي .

ومن خلال هذا الرصد فنشكّك في امكانية إزاحة رئيس الوزراء من موقعه , وخصوصاً بعدم توفّر البديل المتفق عليه , وبخصوصيةٍ اكثر فموقف طهران لا يزال مبهماً في ذلك , ولا ترجيح لإقالته من هذه البوابة الشرقية .!

هذا ولو جرى مثل هذا في ايّ دولةٍ من دول العالم الثالث تحديداً ” ولا نصعد الى العلا والأعلى في هذا الصدد ” فيقيناً أنّ الإستقالة انسب لحفظ ماء الوجه على الأقل .!

أحدث المقالات