خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في لقاء يبدو أنه بداية مواجهة جديدة بين “إيران”، متمثلة في “حوثيي اليمن”، مع “السعودية” و”الإمارات” على أرض “اليمن”، استقبل المرشد الأعلى الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، منذ يومين وفد حركة “أنصار الله” اليمنية؛ برئاسة المتحدث باسم الحركة، “محمد عبدالسلام”، الذي سلمه رسالة من زعيم الحركة، “عبدالملك الحوثي”.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، (فارس)؛ “أشاد الخامنئي، خلال هذا اللقاء، بإيمان وصمود ويقظة الروح الجهادية للشعب اليمني في مواجه عدوان وحشي واسع”.
مؤكدًا على أن: “أي شعب مؤمن بالله تعالى وبالوعود الإلهية سيكون النصر حليفه حتمًا؛ ومن هذا المنطلق فإن النصر لا شك سيكون حليف الشعب اليمني المظلوم والمجاهد”.
وقال “خامنئي” إن: “السعوديين والإماراتيين وحماتهم، الذين إرتكبوا جرائم كبيرة في اليمن، لن يحققوا يقينًا مآربهم”، مضيفًا: “أنهم يسعون إلى تقسيم اليمن ويتعين الوقوف بقوة أمام هذه المؤامرة ودعم اليمن الموحد والمتحد بكامل سيادته”.
وأوضح “خامنئي” أن: “الحفاظ على وحدة اليمن، ونظرًا إلى عقائده الدينية وقومياته المختلفه؛ يستلزم حوارًا (يمنيًا-يمنيًا)”.
مشيرًا إلى: “جرائم السعوديون وحلفائهم في اليمن، ولا سيما في يوم عيد الأضحى المبارك”. وقال إن: “ما يجري في اليمن يكشف حقيقة إدعاء الدفاع عن حقوق الإنسان اليوم”.
وقالت (فارس)؛ إنه في مستهل اللقاء “أبلغ المتحدث باسم حركة (أنصار الله) في اليمن، محمد عبدالسلام، قائد الثورة الإيرانية؛ تحيات السيد، عبدالملك بدرالدين، زعيم حركة (أنصار الله)، الحارة وتحيات جميع المجاهدين والمقاتلين اليمنيين”.
مؤكدًا أن: “مواقف قائد الثورة الإسلامية في دعم المظلومين في العالم، ولا سيما الشعب اليمني هو موقف ديني وعقائدي”. وقال إن: “الشعب اليمني يمر بظروف صعبة للغاية ويقف بيد خاوية، ولكن مفعة بالإيمان والثبات بوجه عدوان 17 دولة”.
وأضاف: “إنني أعدكم بأن الشعب اليمني سيواصل انسجامه وتلاحمه وصموده بوجه العدوان الظالم حتى تحقيق النصر الكامل”.
السعودية والإمارات تسعيان لتقسيم اليمن..
وفي بيان صدر بعد الزيارة، قالت “وزارة الخارجية الإيرانية”، أمس، إن “السعودية” و”الإمارات” تسعيان إلى تقسيم “اليمن”، بينما تدعم “طهران”، “اليمن الموحد”.
وأضافت “الخارجية”، في البيان، أن: “الأحداث الأخيرة، في جنوب اليمن، هي محاولة لتقسيمه عبر مؤامرة مريبة مثيرة للشك”، مشددة على أن: “إيران تدعم اليمن الموحد وتعتبر الحفاظ على وحدة اليمن مسؤولية مشتركة لجميع أطياف الشعب اليمني”.
وأملت “الخارجية الإيرانية”، بعد “إيقاف عدوان التحالف (السعودي-الإماراتي)؛ في أن تتمكن الأحزاب والجماعات اليمنية من التوصل إلى عقد حوار (يمني-يمني) للتغلب على أزمات اليمن، وتشكيل حكومة يمنية شاملة تحكم جميع أنحاء البلاد”.
ورأت “الخارجية الإيرانية” أن: “التحالف (السعودي-الإماراتي)؛ وإلى جانب مرتزقته، لم يتمكن خلال 5 سنوات وعبر استخدام أكثر أنواع السلاح تطورًا، من كسر إرادة الشعب اليمني، ومني بهزيمة أمام روح الجهاد والصمود لدى الشعب اليمني”.
الحوثيون وكلاء لإيران..
من جهته؛ أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، “أنور قرقاش”، أمس، إن اللقاء الذي جمع قيادات من “جماعة الحوثي” بالمرشد الإيراني، “علي خامنئي”، في “طهران”، يثبت “أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران”.
ونشر “قرقاش” تغريدة عبر حسابه الرسمي على، (تويتر)، قال فيها إنه: “لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحًا بعد لقاء قيادتهم مع خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم”.
“الحوثي” مجرد خادم مطيع..
كما قال وزير الإعلام اليمني، “معمر الإرياني”، أن سنوات الحرب والأزمة، أثبتت أن الميليشيات الحوثية مجرد خادم مطيع لـ”نظام الملالي” في “طهران”، وأداة لتنفيذ أجندتهم في المنطقة؛ دون إكتراث للعواقب على الشعب اليمني.
وأوضح “الإرياني”، في تغريدات على صفحته بموقع، (تويتر)، أن استقبال “خامنئي” وفد الميليشيات الحوثية برئاسة المدعو، “محمد عبدالسلام”، هو تلويح إيراني بأوراقه في المنطقة، وإعلان عن تبني ووقوف ودعم كامل للميليشيات ضمن سياساتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، معتبرًا أن هذه الخطوة محاولة يائسة لاستخدام ورقة “اليمن” في أزمتها، (إيران)، مع المجتمع الدولي.
وشدَّد “الإرياني”، على أن تأخر حسم المعركة مع الميليشيات الحوثية وتوسع إنخراطهم في المشروع الإيراني التدميري، يؤكد ضرورة توحيد جميع القوى الوطنية لتخليص الوطن من هذا السرطان الخبيث، لافتًا إلى أن المعارك الجانبية التي تسعى إلى إضعاف الدولة وتمزيق المجتمع تحت مبررات وحجج واهية، لا تخدم المعركة الوطنية.
ويرى مراقبون أن تفاصيل وكواليس اللقاء توثيق جديد للعلاقة التي جمعت السلطات الإيرانية بالميليشيات اليمنية، فمنذ انقلاب “الحوثيين” على الشرعية في “اليمن”، عام 2014، لم يتوقف النظام الإيراني عن تهريب الصواريخ والطائرات المُسيرة إلى “الحوثيين” خلافًا للقرارات الدولية.
يؤكد على استمرارية دعم إيران للحوثيين..
وقال الكاتب والمحلل السياسي، “عماد أبشناس”، إن: “الإمام الخامنئي كان يريد تثبيت أن إيران ما زالت تدعم (أنصار الله) وقضية الشعب اليمني في مواجهة الإعتداءات عليه ليصبح تأكيدًا من أعلى سلطة في إيران كي لا يكون هناك أي جدل”.
وعن أثر الدعم الإيراني على تطور الصراع في حرب “اليمن”، أشار إلى وجود مشكلة أخرى في الجنوب اليمني وخروج “عدن” من سيطرة الرئيس، “عبدربه منصور هادي”، لافتًا إلى “وجود خطط، على ما يبدو، إلى تقسيم اليمن شمالي وجنوبي، وهي فكرة مدعومة ترفضها (أنصار الله) وشمال اليمن”.
وذكر أن: “الخطة الجديدة للتحالف السعودي مبنية على أساس الجلوس على طاولة الحوار وتقسيم اليمن إلى جزأين على الشكل الموجود حاليًا؛ في حين أن إيران ترفض تجزئة اليمن وتصر على وحدتها”.
وأكد “أبشناس”، عدم وجود علاقة لـ”إيران” بالأزمة الواقعة في “عدن” بين “المجلس الانتقالي” و”الحكومة”، وقال إن: “الموضوع ينشأ من الجهات الموجودة في اليمن، والتي تريد أن تدخل مفاوضات مستقبلية مع (أنصار الله)، وعلى هذا الأساس يريدون أن يكون لهم مشروع لدخول هكذا مفاوضات”.
وأضاف “أبشناس” أن السيد “عبدربه منصور هادي”، يبدو أنه ليس لديه أرضية قوية كي يفاوض (أنصار الله)، لهذا يريدون تشكيل مجموعة أخرى تدخل مفاوضات مع (أنصار الله).
يُذكر أن “إيران” قد سخرت كل إمكانياتها لتزويد “الحوثيين” بالصواريخ والأسلحة والطائرات المُسيرة، منذ انقلاب “الحوثيين” وسيطرتهم على العاصمة اليمنية، “صنعاء”، عام 2014، حيث أقام “الحرس الثوري” الإيراني جسرًا جويًا بين “طهران” و”صنعاء” لتزويد الميليشيا بالسلاح عن طريق الطيران المدني تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
وتخوض “إيران” حربًا بالوكالة عبر ميليشياتها في عدة دول عربية؛ وتؤمن لهم الصواريخ والطائرات المُسيرة بهدف زعزعة استقرار المنطقة خلافًا لما تنص عليه القرارات الدولية.
وكانت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، “نيكي هيلي”، قد أصطحبت 12 سفيرًا أجنبيًا من “مجلس الأمن” في جولة، في 29 كانون ثان/يناير 2018، للإطلاع على الأدلة التي تثبت تسليح “إيران” لـ”الحوثيين” في “اليمن”.
ووفقًا لتقرير لـ”الأمم المتحدة”؛ فإن الميليشيات الحوثية الإرهابية ما زالت تتزود بصواريخ (باليستية) وطائرات بلا طيار لديها خصائص مماثلة للأسلحة المصنعة في “إيران”.
وبموجب قرار صادر عن “الأمم المتحدة” لإقرار “الاتفاق النووي” الإيراني، الموقع مع قوى عالمية، والذي انسحبت منه “واشنطن”، يحظر على “طهران” إمداد وبيع ونقل الأسلحة خارج البلاد، إلا بموافقة من “مجلس الأمن الدولي”. كما يحظر قرار منفصل صادر عن “الأمم المتحدة” بشأن “اليمن” إمداد “الحوثيين” بالأسلحة.
وفي تشرين ثان/نوفمبر الماضي، عرضت “الولايات المتحدة” أجزاء من أسلحة إيرانية كانت بأيدي الميليشيات الحوثية ومسلحين في “أفغانستان” في استمرار لأسلوب تنتهجه “طهران” للتدخل في الشؤون الداخلية لزعزعة استقرار دول الإقليم.
ويقاتل “التحالف العربي”، بقيادة “السعودية”، لإعادة الحكومة الشرعية في “اليمن” ضد ميليشيا “الحوثي”، منذ 2015، لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الألوف ودفعت البلد الفقير إلى شفا المجاعة.
وأدت تضييق الخناق وتقدم قوات التحالف الميداني في المحافظات اليمنية إلى لجوء الميليشيات الحوثية إلى تصعيد هجماتها في الفترة الأخيرة على أهداف مدنية داخل “السعودية”.
وتأتي زيارة الوفد “الحوثي” إلى “طهران” في وقت حساس تخشى فيه الجماعة المسلحة إنفراط عقدها بسبب خلافات داخلية وصراعات عميقة بين القيادات على تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ كانت سببًا في اغتيال شقيق زعيمهم، الأسبوع الماضي.