22 نوفمبر، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

مظاهر ازمة الفكر الاسلامي المعاصر

مظاهر ازمة الفكر الاسلامي المعاصر

الحلقة الثانية

ثالثاً: الغزو الفكري

v التعريف

مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الامم للاستيلاء على امة اخرى او التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة وهو اخطر من الغزو العسكري، كون الغزو الفكري ينحو الى السرية وسلوك المأرب الخفية فلا تحس الامة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون النتيجة ان هذه الامة تصبح مريضة الفكر والاحساس تحب ما يريده لها عدوها وتكره ما يريده منها ان تكرهه.

v وسائل الغزو الفكري الموجهة للعالم الاسلامي

1. محاولة الاستيلاء على عقول ابناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية ، فيها لتعتقد ان الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شيء ، في العلم والدين والاخلاق وعلوم المجتمع والاسرة.

2. رعايته لطائفة كبيرة من ابناء المسلمين في البلدان الغربية حتى اذا ما شربوا الافكار الغربية و عادوا الى بلادهم احاطوهم بهالة عظيمة من المدح والثناء ، حتى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم ، وبذلك يروجون الافكار الغربية وينشؤون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي او الخاضعة له.

3. محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين ورسم سياساتها.

4. الدعوة الى افساد المجتمع وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التي وضعها المشرع الاسلامي وجعل سعادتها في الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات باساليب شتى وطق متعددة الى ان تختلط النساء بالرجال ، الى ان تعمل النساء في اماكن الرجال ، وهم يقصدون بذلك افساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذي اوجده الاسلام.

رابعا: ازمة الفكر الاسلامي المعاصر

قبل الخوض في معالجة ازمة الفكر الاسلامي المعاصر يتوجب علينا القاء نظرة على واقع الفكر الاسلامي وما هي ملامح هذا الفكر .

تعاني الامة الاسلامية في مختلف ارجاء المعمورة من ازمة فكر ، وهذه الازمة ليست نابعة من اصل النظرية والتي كما اوضحنا بعض ملامحها في الموضوع السابق، ولكن مكامن العيب تكمن في حملة النظرية الاسلامية وكذلك في الية التطبيق ولا يقتصر الحال هذا على العصر الحديث بل يمتد في جذوره الى ما بعد وفاة النبي وكما اسلفنا في مقدمة البحث ، حيث ان القيادات التي تولت الحكم ومنذ ذلك العهد ولغاية الان تتحمل الوزر الاكبر من تاخر المجتمع الاسلامي الذي يرجع الى قصور في الفكر وكذلك تقصير في تطبيق المنهج القرآني.

وعلى هذا الواقع فأننا نواجه امرين متلازمين طرديا؛ الامر الاول هو الانهزام ووالامر الثاني هو الفكر المتخلف، ولا اريد الاشارة الى اسبقية ايهما على الاخر، ولكن يمكن ترجيح الفكر المتخلف على الانهزام، حيث ان الفكر المتخلف يولد مجتمع جاهلا وبالتالي يؤدي الى الانهزام امام الهجمات المختلفة، العسكرية منها والفكرية.

بالاضافة الى العديد من الظروف التي ادت الى هذا التخلف ومن ثم الانهزام، ولعل اهم وابرز هذه العوامل هو الاستعمار الاوربي الذي ترك البلدان المحتلة في تخلف فكري ، وزرع بذور الفتنة والتفرقة والنزاعات الطائفية والعرقية العنصرية بين مختلف ابناء الاسلام.

خامساً : عوامل تأخر الفكر الاسلامي

يمكن ادراج عدة عوامل ومؤثرات كان لها التأثير في تأخر الفكر الاسلامي ، ولكن في الجملة فأنها تنقسم الى نوعين :

1. النوع الاول: العوامل الخارجية

2. النوع الثاني: العوامل الداخلية

حيث تندرج وكما هو واضح ضمن العوامل الخارجية العوامل من خارج المجتمع الاسلامي، كأن تكون غزوات عسكرية ، احتلال ، حصار اقتصادي، او حتى حصار وغزو فكري وثقافي، وآلية تأثيرها على نمط واسلوب تفكير المجتمع وحتى مسخ الشخصية الاسلامية المعاصرة، وهذا الامر معاش في اغلب المجتمع الاسلامي.

حيث يسعى الغرب (الاستعمار) وبجميع اشكاله الى اشاعة عدة امور في المجتمعات التي يسيطر على مقدراتها:

1. مصادرة الارث الفكري للمجتمع.

2. طمس الشخصية الحقيقية والاصيلة في المجتمع المسلم.

3. اخماد والقضاء على أي فكر ثوري، ومحاولة السيطرة على هذا الفكر من خلال تجنيد بعض قياداته او حتى تصفية القيادة الحقيقية واستبدالها بقيادات تعمل وفق المخطط الغربي.

4. ايجاد نمط من التفكير يقوم على اساس تقديس وتعظيم النموذج الغربي واهانة النموذج المحلي.

العوامل الداخلية التي ادت الى تأخر الفكر الاسلامي المعاصر، او بشكل اوضح ظهور قصور في الفكر الاسلامي ادى الى انهزام وتخلف هذا الفكر ومن ثم سيادة الفكر الغربي النقيض ونزوح الشباب الى احضان الافكار والنظريات الغربية وابتعادهم ومن ثم محاربتهم للفكر الاسلامي.

ومن هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر:

1. ضعف الشخصية الاسلامية وعلى مر العصور وصولا الى العصر الحاضر.

2. الشعور بأن الفرد المسلم اقل من نظيره الغربي.

3. ظهور افكار ونظريات غريبة على الفكر الاسلامي الاصيل، وحلولها محل هذه الافكار، وهذه الافكار البديلة شوهت ونسخت الفكر الاصيل وجعلت من الافراد مسلمين كانوا او غير مسلمين ينفرون من الاسلام.

4. اعتماد الفرد المسلم على وسائل الاعلام واحجام الشباب والاكاديميين عن قراءة التاريخ والتعرف على الفكر المحمدي الاصيل ويتم الاعتماد عوضا عن ذلك بما تتصدق به الماكنة الاعلامية من افكار ونظريات لا تمت الى الاسلام بصلة.

الخاتمة

ويمكن تلخيص واستخلاص النتائج من ما ورد انفا، ويمكن ان نطلق عليه بالخاتمة في محورين:

المحور الاول

سبب ضعف العالم الاسلامي امام الغزو الفكري؟

يفترض ان من يدعو الى الاسم ويعلن عن نفسه داعية مسلم أن يلتزم هو بالاسلام وتعاليمه اولا ، الاسلام كدين ، الاسلاك كفكر ومنهج للحياة، وان تتناسق تصرفاته واخلاقه مع نصوص دين الله وشريعته، قد تداخلت مصطلحات الاسلام مع المفاهيم القومية والاقليمية وحتى القيم الوطنية، فأصبح الدين يقارن بالوطن ، ووجدنا انفسنا نعيش في صراع داخلي ، بين التبعية للدين وهوية الوطن، غير ان واقع الامر انه لا يوجد تناقض بين الاثنين وكما هو معروف (حب الوطن من العبادات الروحية)، فلا يمكن ان نجعل ولاء الدين مقابل ولاء الوطن، فاذا وجدت دين او معتقد يدعوك الى تنحية حب الوطن من قلبك فاعلم انه ليس بدين، بل انه بدعة او قل بشكل اوضح احدى سموم الغرب التي ادخلها في الفكر الاسلامي ومنذ فترات طويلة، فاصبح الدين يعاني من غربة الوطن، متى ما وعى المسلمون على حقيقة ان دينهم ليس فكر تفرقة او فكر متطرف او فكر يدعو الى العنف ، ادركوا انهم يمتلكون فكر ومنهج للحياة .

المحور الثاني

الغاية من الغزو الفكري

تظل الشعوب الضعيفة والنامية خاضعة للنفوذ الغربي المعادي، ويجب ان تكون وعلى مستوى صناع القرار هذه الدول الاسلامية تابعة لتلك القوى، من حيث تبني هذه المجتمعات الاسلامية معتقدات غير اسلامية، لذا فان الهدف الاساس الذي توجهت اليه سهام الغزو الفكري الغربي هو جذور العالم الاسلامي(الاساس / الاصول) وهذه الهجمة لم تستهدف القشور بل ان المحاولة انصبت على الجوهر الاسلامي من خلال التركيز على تشويه الاصول وهي المعركة التي شنت على القرآن الكريم وما نبع من القرآن الكريم (دستور الاسلام) من سنن وعلوم فقيه ، ومن اساليب الغزو الفكري التي يمكن من خلالها ان يدخل التشويه الى الواقع والمجتمع الاسلامي:

1. العلمانية.

أحدث المقالات