العراق يبعد كردستان من طموحه لإنتاج النفط في 2014 ‏

العراق يبعد كردستان من طموحه لإنتاج النفط في 2014 ‏

يهدف العراق لزيادة إنتاجه النفطي بنحو 45 في المئة بنهاية العام القادم دون حساب النفط المنتج من ‏إقليم كردستان شبه المستقل وهو ما يشير إلى حل وسط لنزاع نفطي يدور منذ فترة طويلة بين بغداد ‏والإقليم.‏

وقال مسؤولون عراقيون كبار إن هدف بغداد الطموح لإنتاج 4.5 مليون برميل يوميا من النفط ‏يستثني بصفة خاصة الإنتاج من كردستان ويعتمد على الإنتاج الجديد من حقول جنوب البلاد وزيادة ‏إنتاج الحقول القائمة.‏
وقال ثامر الغضبان مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة إن بغداد فقدت الثقة في كردستان ‏بعدما أوقف الإقليم تصدير النفط عبر شبكة خطوط الأنابيب الاتحادية.‏
وقال الغضبان وهو وزير سابق للنفط في مؤتمر للطاقة في لندن اليوم الثلاثاء إن هدف إنتاج 4.5 ‏مليون برميل يوميا من النفط مبني على تطوير الموارد في المحافظات الخمس عشرة باستثناء ‏كردستان بسبب هذه المشكلة.‏
وتقول حكومة كردستان إن لها مستحقات عند بغداد تزيد عن أربعة تريليونات دينار عراقي (3.5 ‏مليار دولار) لتغطية النفقات المتراكمة لشركات النفط العاملة في الإقليم بينما ترفض الحكومة ‏المركزية في بغداد تلك العقود التي أبرمها الإقليم مع الشركات وتعتبرها غير قانونية.‏
وكان إقليم كردستان يصدر الخام عبر شبكة خطوط أنابيب تسيطر عليها بغداد لكن صادرات كردستان ‏عبر تلك الشبكة توقفت في ديسمبر كانون الأول الماضي بسبب الخلاف حول المدفوعات.‏
وقال آشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستان إن الاقليم لن يستأنف الصادرات ‏مجددا ويكرر نفس الأخطاء.‏
وأكد أن نفط كردستان مستثنى من الإنتاج المستهدف البالغ 4.5 مليون برميل يوميا وهو جزء من ‏خطة تطوير الطاقة على الأمد البعيد أطلقت الأسبوع الماضي في بغداد.‏
وقال إن الوثيقة الخاصة بالاستراتيجية التي اطلع عليها اليوم لأول مرة تتعلق بباقي العراق بعد استثناء ‏الشمال.‏
وتابع أنه لم تتم استشارة الاقليم بشأنها ولم يساهم فيها مطلقا.‏
والنزاع بين بغداد وكردستان جزء من خلافات أوسع حول السيطرة على خامس أكبر احتياطيات ‏نفطية في العالم. وتقول الحكومة المركزية في بغداد إنها وحدها صاحبة الحق دون غيرها في تصدير ‏النفط وتوقيع العقود لكن حكومة كردستان تقول إن الدستور يتيح لها إبرام عقود وتصدير النفط بشكل ‏مستقل عن بغداد.‏
وقال روز نوري شاويس نائب رئيس الوزراء العراقي إن محادثات جرت الأسبوع الماضي في أربيل ‏عاصمة كردستان بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس وزراء الإقليم أسفرت عن تشكيل لجنة ‏عليا لدراسة قانون النفط والغاز ووضع تشريع بشأن تقاسم الإيرادات.‏
ويبدو أن الوصول إلى إنتاج 4.5 مليون برميل يوميا من النفط بنهاية 2014 سيكون هدفا صعب ‏المنال للعراق ثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك نظرا لمشكلات في النقل وفي البنية التحتية ‏والتعطيلات بسبب النزاع بين بغداد وكردستان.‏
وبعد عقود من الجمود بسبب الحرب والعقوبات بدأ إنتاج النفط العراقي والصادرات في التزايد بشكل ‏فعال في 2010 بعدما أبرمت بغداد عقود خدمة مع شركات عالمية كبرى مثل بي.بي ورويال داتش ‏شل وإيني وإكسون موبيل.‏
وزاد إنتاج العراق بفعل انجازات سريعة 600 ألف برميل يوميا على مدى عامين إلى 3.15 مليون ‏برميل يوميا. ومن المنتظر أن يصل الإنتاج إلى 3.4 مليون برميل يوميا بنهاية العام الحالي وتصل ‏الصادرات إلى 2.9 مليون برميل يوميا لكن ذلك يتضمن 250 ألف برميل يوميا من نفط كردستان.‏
وينتج إقليم كردستان أقل بقليل من 200 ألف برميل يوميا ويصدر نحو 65 ألف برميل يوميا بواسطة ‏الشاحنات عبر تركيا إلى الأسواق العالمية. وأبرمت حكومة كردستان عقود تنقيب مع شركات عالمية ‏مثل إكسون وشيفرون وتوتال.‏
ويتطلب تحقيق هدف العراق الطموح بدء تشغيل حقل مجنون العملاق الذي تديره شل وحقل غرب ‏القرنة-2 الذي تديره لوك أويل الروسية إضافة إلى حقلي الجراف وبدرة.‏
وقال الغضبان إن هناك ثلاثة تصورات للإنتاج في استراتيجية الطاقة الوطنية المتكاملة للعراق وتشمل ‏إنتاج كردستان.‏
وبموجب أفضل التصورات سيصل الإنتاج إلى 13.5 مليون برميل يوميا بحلول 2017 ويستمر عند ‏هذا المستوى حتى 2023. وفي أدناها سيصل الإنتاج إلى ستة ملايين برميل يوميا بحلول 2025.‏
ومن المتوقع أن تنفذ بغداد التصور المتوسط حيث يصل الإنتاج إلى تسعة ملايين برميل يوميا بحلول ‏‏2020 وسيتطلب ذلك إعادة التفاوض حول عقود الخدمات مع شركات أجنبية.‏
واتفقت بالفعل لوك أويل في غرب القرنة-2 وإيني في حقل الزبير على خفض الإنتاج المستهدف. ‏وتجري شركات أخرى مثل بي.بي وإكسون وشل محادثات مماثلة.  ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة