18 ديسمبر، 2024 11:07 م

لماذا يجوع الفقراء، في بلاد تسبح على بحر من الذهب الأسود؟ لماذا لا ينتهي مسلسل التفجيرات والقتل؟ لماذا يصفح عن رؤوس الفتنة وقادة الارهاب وثوار الفنادق؟ لماذا يصافح ويكرم قتلة الشهداء، ومن حرض ودعم وأيد قتلهم؟ لماذا حصة الجنوب من نفطهم الدخان ومرض السرطان، وحصة غيرهم مال نفطه ونفطهم؟ لماذا يموت المرضى، من الذين لا يملكون ثمن ( كشفية ) الطبيب أو ثمن العلاج؟ لماذا يترك الأطفال مقاعد الدراسة_ إن كان هنالك أصلا مقاعد لهم تكفيهم في المدارس _للعمل أو الاستجداء في الاسواق والشوارع؟ لماذا تقتل أمنيات من ذبلت عيونهم؛ لإجل تحقيق أعلى المعدلات في أمتحان البكلوريا؟ ليسرق غيرهم أمنياتهم، بماله وفساد الذمم؟ لماذا أمست المخدرات وسيلة يدفن بها الشباب عقولهم، للهروب من واقعهم المؤلم. لماذا تغرق الشوارع والبيوت عند أول قطرات الغيث في الشتاء؟ لماذا يخسر زهور العراق حياتهم _ الدنيوية والآخروية _ بقتلها حرقا أو غرقا، في مشهد درامي شبه يومي. لماذا تعطش البصرة وهي رئة العراق ورأسه بل حياته؟ لماذا تدفن النخيل والأسماك، بمقابر جماعية؟ لماذا تحرق حقول الحنطة جهارا نهارا، بعد نضجها وقبل حصادها؟. لماذا أصبح الفساد في بلدي، مضربا للأمثال والتندر. وكأنه ماركة مسجلة بإسمه. لماذا أمست الخرفان والذئاب تصول وتجول على أرض الأسود؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ بانتظار جواب بحجم الخراب، وعدد الشهداء، وحزن الثكالى، ودموع الأرامل واليتامى.