خاص : ترجمة – محمد بناية :
أعلن “أنور قرقاش”، وزير الخارجية الإماراتي، عن اتفاق رؤى “الإمارات” و”السعودية” بخصوص “إيران”، حيث رجح البلدان التوجه السياسي على المواجهة.
وقد كشفت مصادر غير رسمية؛ بشكل متزامن تقريبًا، عن لقاء بين مسؤولون إيرانيون وسعوديون رفيعي المستوى في مدينة “مكة المكرمة”، وأعلنت استعداد ولى العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، للتفاوض مع “إيران” لحل الخلافات العالقة بين البلدين.
وكان لابد من الترحيب بذلك التوجه، ففي النهاية وصل بعض الجيران العرب، في الخليج، إلى قناعة بضرورة التعاون والتفاهم مع “الجمهورية الإيرانية”، رغم نفث أعداء الإسلام المستمر لإشاعة “الإيرانوفوبيا” والوقيعة بين الجيران. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية الأصولية.
فرص التعاون وقطع الطريق على الوقيعة..
ومن الواضح أن مشتركات دول الجوار في المنطقة، مع “إيران”، كثيرة ومتشعبة تشكل الاشتراك في الثقافة والدين والإمكانيات وأجواء التعاون، وكلها قد توفر المزيد من الفرص للتعامل والتعاون.
كذا فالمشكلات الإقليمية والحج توفر المزيد من مجالات التعاون الأمني، الاقتصادي، النفطي، وغيرها التي تزيد من تقارب الطرفين، وتخلق الفرص الذهبية للتعاون الاستراتيجي.
وبالتالي لم يُعد التوقيت حاليًا مناسبًا لتبادل اللوم، ولكن يتعين على جميع الأطراف العمل على قطع الطريق على الأجانب ومنعهم من استغلال فرصة خلق أزمات، وإشعال الخلافات، وإساءة استغلال التوتر القائم، وتعمد توتير الأجواء الإقليمية أو تقديم أزمات المنطقة بشكل أكبر مما هي عليه. ولو تدخلت جميع الأطراف بحسن نية ودون تصورات مسبقة لأجواء التعاون البناء، يمكن حل القضايا والمشكلات العالقة بسرعة أو على الأقل إدراجها على قائمة الحل.
الإعتماد على الاستعماريين !
وإتكاء بعض دول الجوار، المثير للعجب، على الأجانب وإسناد مهمة أمنها الخاص والأمن المائي في المنطقة لدول ذات سوابق استعمارية، وتتحين الفرص لإحياء مطامعها ومكاسبها غير المشروعة، وهذا في ذاته هو منشأ الكثير من المشكلات الراهنة.
والأحداث الأخيرة المتسارعة أثبتت بوضوح أن “الولايات المتحدة الأميركية” لا تتمتع؛ وكذلك “بريطانيا”، بالقدرة التي تؤهلهما، كما تدعيا، حل بعض المشكلات الأمنية الإقليمية على الوجه الذي يسر حلفاءها، لكننا رأينا كيف عجزت “الولايات المتحدة”، بعد تشكيل تحالف عسكري يتكون من 65 دولة، بل لم يتحقق هذا التحالف سوى على الورق.
رأينا كيف لم تكن الشركات البترولية العملاقة على استعداد لرفع العلم البريطاني على ناقلاتها النفطية المارة من “مضيق هرمز”، وكيف توصي “بريطانيا” بلا خجل، الآخرين، بفعل الشيء نفسه.
وبالطبع فقد أدركت الحكومات العربية بالمنطقة حقيقة أن الإعتماد على هذه الدول لن يحقق أي نتيجة. وبالتالي فإن إعلان “الإمارات” و”السعودية”؛ عزمهما التفاوض مع “إيران”، إنما يعني أنهم يرصدون الوضع في المنطقة بدقة، ولم يعد لديهم أي أمل في “أميركا” و”بريطانيا” ووعودهما الفارغة.
ومن حسن حظ “الجمهورية الإيرانية”، التي لطالما أعربت عن استعدادها التعاون مع الجيران، وتستقبل بأحضان مفتوحة أي مقترح للتعاون بغرض تحسين العلاقات وتطوير مستويات التعاون في جميع المجالات المقترحة. ويعتقد المسؤولون الإيرانيون بقوة في ضرورة اضطلاع الدول الساحلية في المنطقة بتأمين وتوفير الأمن الإقليمي، لاسيما الأمن الملاحي دون تدخل من الأجانب.
والمقترح الإيراني بشأن التوقيع على “اتفاقية الأمن الجماعي” مع دول الجوار في الخليج؛ مازال يتمتع بالموضوعية وهو فعلاً حاجة استراتيجية ملحة لإثارة إحباط الأجانب من التدخل السياسي والعسكري في المنطقة.
وفيما يخص المسألة النفطية، وقضايا العالم الإسلامي ومجالات التعاون الاقتصادي والثقافي؛ قد تؤدي إلى اتفاقيات مطمئنة تلبي مصالح دول وشعوب المنطقة بل والعالم الإسلامي.
وقد أثبتت تجارب الأعوام الماضية، أنه متى سلكت دول الجوار الإيراني مسار التعاون والتعامل، ساد الاستقرار والأمن في المنطقة، وكذلك التهدئة والثقة على الأجواء السياسية للعلاقات المشتركة. ومن الممكن إحياء وتقوية مثل هذه الأجواء، ولذلك لابد من الترحيب بالتوجه السياسي الإيجابي لـ”الإمارات” و”المملكة العربية السعودية”.