17 نوفمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

لم تستقم الرعية كما أمرت !

لم تستقم الرعية كما أمرت !

أغلب العراقيون متحمسون للتغير ، ويقبلون بأي زعيم يحكمهم ، عسى أن تتبدل أحوالهم إلى ما يطمحون أليه، ولا تتبدل قناعاتهم بمن يأتي ، وألمتداول بين فئة من ألناس سابقا ، كنت أسمع منها ( أللي يتزوج أمي يصبح عمي ) ، ما يتطلعون إليه حاكم عادل نزيه ، يلبي تطلعاتهم ألبسيطة.
ألامل لم يقطع لديهم ، رغم ألإبطاء وتسرب أليأس الى ما يأملون أن يتحقق ما يدور في خلدهم وما يرجون في نفوسهم ، من قيادة صالحة وإدارة نافعة ، حسنة التدبير وألتصرف بالمال ألعام .
ظهر ألمخفي لدى ألبعض وبصورة غير طبيعية في تبدل ألمزاج ،وذهب ما يقولونه بألأمس ، بعد ما حصل في نيسان 2003 ، ضعف حكومات سياسية متعاقبة، فضعف ألعدل وألقانون ، ولم تستقم الرعية كما أمرت ، فساء ألتدبير وإنتشر ألتدمير، وساد الفساد .
تمترس أصحاب ألوجوه ألجديدة ألتي تأتي بها ألانتخابات بعد كل أربع سنوات ألمشاركة في ادارة شؤون البلد ألادارية وألسياسية ، بالخندقة ألطائفية أو لحسابات شخصية وكل يرفع رمحه ، ويرمون به البلاد ، فدمى جسمه وتقطعت أوصاله ، وبهذا ألمنطق ساد حكم ألرغبات وألاهواء وعم ألفساد ، رغم ألإنتخابات ألمتعددة تأتي بزعامات مختلفة ، أوصلت ألناس الى ألكفر بألتغيير ألذي ينشدونه .
عام 1958 تموز ، ولدت ثورة التغيير، فرح بها ألبسطاء وألمتعبين وكان قائد التغيير الزعيم عبد ألكريم ، ألرجل الذي تهمه مصلحة ألبلاد ومصلحة رجل الشارع ، كان جدير بحبهم وكثيرا ما ترى صورته معلقة في بيوت ألكثير منهم ، كان تأثيره وألثورة واضحا على مثل سني من الشباب ، وقويا على الفقراء لمآثره الكثيرة لهم وقاهم البلاء ورفدهم بالنعماء، وخاصة عندما مطرهم مطر السوء ولقى حتفه على يد متعصبين دون محاكمة .
شعب أغلبه لا يحب القانون أن يسود والعدل أن ينتشر ، يتفنن في اصطياد وإنهاء من حكم البلد بإخلاص ، ويحن على عودة جلاديه ، بارتفاع أصوات متعددة ألنغم تتغنى بنعم الجلاد ، مهوال ..قصائد ..خطب ..يا للعجب !! لم يتغير شيء في أحياء الفقراء، سوى اضطراب اجتماعي ، تعلوه اصوات الرصاص ، وانتهاك للقانون واحياء قيم منبوذة .
البعض يتبجح ويفتخر ، نحن مجتمع عشائري ، يريد ان يبقى بعيد عن المدنية ومجمع صحي خالي من سيادة مفاهيم مكروه عفى عليها الزمن ، لا يفارق الجهل والمرض والحصة التموينية ، رغم اننا في عصر النور والتقدم ومنظمات المجتمع المدني ، بل الحالة في تراجع مستمر ويفضلون ألعيش الممهور بتوقيع التهميش، وفرحة العدس في الحصة وهي المعنى والوجود.
حقيقة واضحة رغم فيها بعض التجنى على فئة بعيدة عن هذا التصور والدليل ، لكنها الكثرة من جلبت البلاء والضر تشهد على الفساد في اصنافه المختلفة ،رضيت به ، لبست الخطايا ، وبعدت عن الوطن.

 

أحدث المقالات