بدأت اليوم الاثنين المرحلة الاولى من انتخابات محافظتي الانبار ونينوى العراقيتين المؤجلة وذلك من خلال التصويت الخاص لحوالي 100 الف من عناصر القوى الامنية فيما سيجري التصويت العام الخميس المقبل بمشاركة مليوني ناخب على وقع اغتيالات طالت 10 مرشحين في تنافس انتخابي تقوده قائمتان رئيسيتان لرئيس البرلمان أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك فيما وصف بأنه صراع سني سني للهيمنة على حكومتي المحافظتين.
وتم اليوم فتح باب التصويت الخاص في الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الخامسة عصراً حيث سيدلي حوالي 100 الف من العناصر الامنية بأصواتهم في المرحلة الاولى من الانتخابات التي ستجري في المحافظتين الخميس المقبل بعد تأجيلها عن انتخابات المحافظات الاخرى التي جرت في العشرين من نيسان (أبريل) ألماضي بسبب الاوضاع الامنية والسياسية المضطربة فيهما.
وسيجري التصويت الخاص في محافظة الانبار الغربية اليوم بمشاركة 34 الف عنصر أمني وفي محافظة نينوى الشمالية بمشاركة 60 الفا .
واكدت المفوضية العراقية العليا للانتخابات اكمالها الاستعدادت الخاصة بانتخاب مجلسي المحافظتين وادخال البيانات الخاصة بهما وتدريب موظفي الاقتراع وتهيئة مركز ادخال البيانات. واشارت الى انه تم فتح مراكز اقتراع للمهجرين في محافظتي اربيل ودهوك لاكثر من 9 الاف ناخب مهجر اغلبهم من محافظة نينوى. ودعت الكيانات السياسية والمرشحين الى الالتزام بضوابط الحملات الانتخابية واجراءات المفوضية .
وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت اثر اجتماع مؤخرا موافقتها على مقترح مفوضية الإنتخابات بتحديد يوم 20 من الشهر الحالي موعداً لإجراء إنتخابات مجلس محافظتي نينوى والأنبار بدلا من الرابع من الشهر المقبل الذي كان مقترحها من قبلها. واكد رئيس للجنة الامنية العليا للانتخابات الفريق احمد الخفاجي إستعداد اللجنة لاجراء الانتخابات في المحافظتين.
وقال مدير مكتب المفوضية فى الأنبار خالد رجب الكحلى فى تصريح صحافى إن عدد مراكز الاقتراع تبلغ 38 مركز اقتراع بواقع 98 محطة موزعة فى عموم مدن الأنبار ونينوى. كما خصصت مفوضية الانتخابات 22 مركزا انتخابيا و33 محطة اقتراع فى 15 محافظة عراقية من بينها بغداد والبصرة ودهوك والسليمانية وكركوك وصلاح الدين وديالى لغرض مشاركة عناصر القوى الأمنية والجيش العراقى من أهالى محافظتى الأنبار ونينوى فى عملية التصويت الخاص للمحافظتين.
685 مرشحا في نينوى
واوضحت مفوضية الانتخابات في محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) أن 685 مرشحاً بينهم 168 امرأة يتنافسون على 39 مقعدا لاعضاء مجلس المحافظة في الانتخابات المحلية فيما يبلغ عدد الناخبين مليوناً و800 ألف ناخب من بين سكان المحافظة البالغ 3.353.875 نسمة. وقال مدير مكتب المفوضية في المحافظة محمد هاني ان هناك ثلاثة مقاعد مخصصة للاقليات الايزيدية والشبكية والمسيحية. وأوضح ان عدد الكيانات والائتلافات المشاركة في انتخابات المحافظة بلغ 18 ائتلافاً وعشرة كيانات فضلاً عن ستة فردية.
ويعي ائتلاف “متحدون” بزعامة محافظ نينوى أثيل النجيفي صعوبة حصوله على أغلبية المقاعد هذه المرة كما حدث في انتخابات عام 2009 عندما حصد 19 مقعدا مما مكنه من تشكيل الحكومة المحلية.
ويؤكد مرشح ائتلاف “متحدون” واثق الغضنفري ان قائمته لن تنال عدد المقاعد نفسها التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية وذلك لكثرة القوائم والشخصيات التي دخلت ميدان المنافسة.
أما القائمة العربية التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك فتحاول الدخول بقوة في انتخابات محافظة نينوى بقائمة “نينوى الموحدة” وهي تدرك أهمية المحافظة في المشهد السياسي في العراق بشكل عام. ويبدي عضو القائمة عبد الرحيم الشمري تفاؤله بحظوظ القائمة في الفوز في الانتخابات مشيرا إلى أن شعار قائمته هو الحفاظ على حدود نينوى وثرواتها.
والى جانب هذين الائتلافين يدخل الانتخابات ائتلاف مؤلف من عشائر نينوى ويقول رئيس ائتلاف ”عشائر أم الربيعين الوطني” زهير الجبوري إن الائتلاف يراهن على أصوات الناخبين في الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة. ومن الكيانات الأخرى التي تدخل الانتخابات في نينوى “تجمع الجماهير العراقية” الذي رأى رئيسه رعد العباسي أن تأجيل الانتخابات وتدهور الأوضاع الأمنية آثرا سلبا على الحملة الانتخابية للتجمع. وأعرب العباسي عن خشيته من عزوف مؤيدي التجمع عن المشاركة في الانتخابات بسبب التأجيل الطويل للانتخابات الذي أثار استياء المواطنين والناخبين أيضا .
محافظة الانبار
وفي محافظة الانبار يصوت حوالي 900 الف ناخب من بين سكانها البالغ عددهم 1.598.822 نسمة لاختيار 30 عضوا في حكومتها المحلية حيث تم فتح 39 مركز اقتراع و99 محطة في مدن المحافظة بدءاً من الكرمة وانتهاءً بالرطبة والقائم والنخيب .
والقوائم المشاركة في انتخابات محافظة الأنبار هي ائتلاف أهالي الأنبار الموحد وائتلاف عامرون و تجمع روافد العراق والعراقية العربية وعراق الخير والعطاء ومتحدون وائتلاف التعاون الوطني وائتلاف المجد للعراق و نجم عبد الله احمد وحزب الدعوة – تنظيم الداخل وائتلاف الأنبار الوطني وائتلاف العراقية الوطني الموحد وعابرون وكتلة صناديد العراق ومشروع الإرادة الشعبية وائتلاف باب العرب.
أنتخابات المحافظتين على وقع الاغتيالات
ويصف مراقبون التنافس الانتخابي في محافظتي الانبار ونينوى بأنه صراع سني سني في انتخابات أكبر محافظتين سنيتين عراقيتين ستخوضه قائمتان رئيسيتان يقودهما النجيفي والمطلك لكن الهاجس الامني يخيم على هذا الصراع حيث تم خلال الاسابيع الاخيرة اغتيال 10 مرشحين لانتخابات المحافظتين.
فقد قتل الجمعة الماضي مرشح لانتخابات مجلس محافظة نينوى هو مهند غازي الحمداني عن التجمع الجمهوري العراقي الذي يتزعمه سعد عاصم الجنابي اثر هجوم مسلح شرقي الموصل عاصمة المحافظة.
وقبل ذلك بيومين اغتيل المرشح لانتخابات المحافظة عن قائمة عراق الخير والعطاء لؤي عبد الواحد حسين فتحي حيث هاجمه مسلحون مجهولون بأسلحة رشاشة لدى مروره بسيارته الشخصية في منطقة الدركزية شرقي الموصل. وهذا هو المرشح العاشر الذي يقتل في محافظة نينوى منذ الأول من آذار (مارس) الماضي. واتت عملية الاغتيال هذه بعد اقل من 24 ساعة من محاولة اغتيال تعرض لها محافظ نينوى أثيل النجيفي ونفذها انتحاريان من دون أن يصاب بأذى.
وكان المرشح عن قائمة نينوى الموحدة عوف عبد الرحمن نجا في 29 من الشهر الماضي من تفجير عبوات ناسفة زرعها مسلحون مجهولون في منزله في منطقة حي الإصلاح الزراعي غربي الموصل وهو الاستهداف الثاني لمنزل المرشح عبد الرحمن خلال عشرة أيام. وكان المرشح لانتخابات مجلس المحافظة عن قائمة الوفاء لنينوى صالح سعيد الجبوري قتل في 17 من الشهر الماضي بأطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزله في قرية الحود التابع لناحية القيارة .
وكان المرشح لانتخابات المحافظة نينوى ميسر راضي البجاري عن الوفاء لنينوى أعلن في 12من الشهر الماضي انسحابه من التنافس الانتخابي بعد تفجير استهدف منزله مؤكدا تعرضه لضغوطات عائلية وعشائرية خوفا على حياته .
كما شهدت الموصل في السادس من الشهر الماضي مقتل عضو مجلس قضاء الموصل والمرشح لانتخابات مجالس المحافظات راغب البجار في حين قتل في 24 نيسان (ابريل) الماضي إبراهيم احمد العصيصر المرشح لانتخابات مجالس المحافظات من قائمة متحدون التي يتزعمها النجيفي بهجوم نفذه مسلحون أمام منزله شرقي الموصل. وايضا شهدت مدينة الموصل منذ مطلع آذار الماضي سلسة هجمات طالت مرشحين عن الانتخابات المحلية في الموصل بلغت حصيلتهم خمسة مرشحين.
يذكر ان 12 محافظة عراقية قد شهدت في 20 من نيسان (ابريل) الماضي انتخابات حكوماتها المحلية من بين محافظات البلاد الثمانية عشر حيث شارك فيها 6 ملايين ونصف المليون ناخب من بين 13 مليون ناخب يحق لهم التصويت .. وشكلت نسبة المقترعين 51 بالمائة بحسب مفوضية الانتخابات على الرغم من تأكيد منظمات مراقبة مستقلة ان المشاركة لم تتعد 47 بالمائة.
وكانت قيادة عمليات الأنبار قد اعلنت الاربعاء الماضي أن قطعات عسكرية تحركت إلى الحدود العراقية الأردنية السورية لتأمين انتخابات محافظتي الأنبار ونينوى ومنع عمليات التسلل لإفشالها.