19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الامام الجواد… رمز الشباب

الامام الجواد… رمز الشباب

عندما نهض الإمام الجواد بالإمامة وله من العمر 9 سنوات، بالرغم من صغر سنه ، فقد كانت له شخصية قوية تدفع المقابل إلى الإحترام والإجلال .
الحاكِمَ العباسي قدْ ظهر على المَسرحِ بين مَجموعَةٍ مِنْ حراسِهِ وَهو يَمتطِي صَهوة فَرسِهِ وَيَحمِل بِيدِهِ طائِراً يُدعى الباز.. وراحَ يَتجِه نَحو الاِِمامِ محمد بن علي
الجوادِ عليه السلام حَيث لَم يَبق فِي ذلكَ المكان سِواه.. فقال لَه : ـ لِم لَم تَهرب كَما فَعَل الصِبيانُ.. ؟!
فَرَدّ عَلَيهِ الاِمام الجواد عليه السلام : ـ ما لِي ذَنب فَأَفر مِنْه.. وَلا الطريق ضَيق فَأُوَسِّعَه عَلَيكَ.. سِرْ حَيث شِئت.
فَقال المأمون : ـ مَن تكون أَنت.. ؟!
فَرَد عَليهِ الاِمام الجواد عليه السلام : ـ أَنا مُحمّدٌ بنُ عليٍّ بنِ موسى بنِ جَعفرٍ بنِ مُحمّدٍ بنِ علي بنِ الحُسينِ بنِ علي بنِ أَبي طالبٍ عليهم السلام .. فَقالَ لَهُ المأْمون : ـ مَاذا تَعرِف مِنَ العُلومِ.. ؟
قالَ الاِمام : سَلْنِي عَن أَخبار السَماواتِ..
أَطلَق المأْمون البازَ مِنْ بَين يَديهِ.. فَحَلَّقَ الباز عالياً في الفَضاءِ.. وَعاد للمأْمون.. فَلَمّا رَجع إِليهِ الباز.. كانَ يَحْمِل إليه بِمِنقارِهِ شَيئاً.. فَأَخْفاه المأْمون بَين يَديه وَعاد لِلاِِمامِ قائِلاً : ـ مَاذا عِندك مِن أَخبارِ السماءِ.. ؟!
فَأَجابَهُ عليه السلام : ـ حَدّثَنِي أَبي عَنْ آبائِهِ عَنِ النبِي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرَئِيل عَن رب العالمينَ أَنّهُ قَالَ : بَين السماءِ والهَواءِ بحْر عَجاج.. تتلاطَم بِهِ الاَمْواج فِيهِ حيّات خضر البطونِ.. رقط الظهورِ.. تصيدها بازات الملوك والخلفاءِ.. فَيَختبِرونَ بِها سلالَةَ أَهلِ بَيتِ النبوَّةِ
من هذا العلم المتلاطم وصغر سنه جعل المأمون في حيرة من الامر، هكذا يحتج من يعارض الباطل والنقص بالادلة.
عليه يكون شبابنا اليوم هم من يتحمل مسؤولية الحفاظ على بناء البلد وأعادة أعماره، يعلنون المعارضه الاصلاحية بالاتجاه الصحيح، من خلال شعارات رددت نريد خدمات، فرص عمل، بناء حقيقي للدوله ، الحكمة جهة تتبنى الشباب في عملها السياسي والاداري، وهذه بشارة خير بالاتجاه الصحيح من أجل احتضان هذه الشريحه المهمة في المجتمع، لأن عقولهم تحمل افكار متجدده تطمح لخلق بيئة ملائمة لاجيال قادمة، وهذا مانطمح له أن يكون شبابنا لهم الاسوة الحسنة بأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
لكن مانتحدث به عن الطبقة المثقفة وهم الشباب، هل فكرنا بأي حق أعطينا هذه الكلمة الواسعة المعاني للشباب؟ هل الثقافة هي المظهر الخارجي أوبتعلمه التحدث مع الاخرين ومسايرت العالم بكل حركاته وعاداته دون النظر الى عواقب الامور من حيث المجتمع؟ البيئه التي يعيش فيها، كل هذه المسميات ربما تاخذ بالاتجاه الخاطئ الذي يضيع من خلاله في متاهات، توهم فكره بأنه يسير بالاتجاه الصحيح، لكن في نظر الاخرين من حوله هو في ضياع ونحراف لايطيقه الشارع الذي يسير فيه..
ليكون الاسهام في ترسيخ الحضارة والتراث الشعبي والوطني، هو الهدف الاسمى، كذلك توصيل ونقل خبرات وعلوم ومعارف وثقافات الشعوب الاخرى وانتقاء الافضل والصالح لخدمة المجتمع دون المحاكاة والاغتراب، المشاركة في تعزيز السيادة الوطنية والمحافظة علي المرتكزات والاعلام الوطنية .
يبدأ هذا التطور لكن يبقي مرهونا بالأ همية الممنوحة لهذه الفئة من طرف الحكومة والمجتمع ووكالات التنشئة الإجتماعية باعتبار أن الشباب يشكل نصف المجتمع اضافة للطاقات الكامنة والمتجددة التي تظهر في حالة منح الرعاية الكاملة لهذه الفئة المهمشة وهو ما سيؤدي في هذه الحالة الى اطلاق قوة فاعلة في البناء الاجتماعي للبلد ومستقبله في مرحلة هامة وحساسة.بالرغم من المحبطات والمعوقات وكما قال جيرامشي ” إن تشاؤم العقل لايقاومه إلا تفاؤل الإرادة “.