أكد رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، اليوم الأحد، الاتفاق على إيجاد مناعات لمواجهة التحديات والمشاكل بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم من خلال رص الجبهة الوطنية وحل المشاكل بواقعية ،فيما شددا على ضرورة تحصين البلاد مما تعيشه المنطقة من توترات “يجب أن يبقى العراق بعيدا عنها”.
وقال رئيس الحكومة نوري المالكي خلال مؤتمر عقده مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عقب وصوله بغداد اليوم إن “زيارة بارزاني تأتي استمرارا للزيارة التي قمنا بها إلى أربيل، وانعقاد مجلس الوزراء هناك، إلى جانب ما حققته من أجواء هادئة وما نتج عنها من معالجة للقضايا العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان وفق الدستور”.
وأضاف المالكي أن “الظروف التي تحيط بالبلاد والمنطقة والتحديات الكبيرة التي تواجهنا تحتاج منا إلى إيجاد مناعات منها رص الجبهة الوطنية وحل المشاكل بواقعية وبرغبة مشتركة، من أجل أن نحصن انفسنا مما تعيشه المنطقة من تحديات”، مشددا على ضرورة أن “يبقى العراق بعيدا عن التوترات الخارجية، لأن الجميع سيكون حول طاولة واحدة من التأثر”.
وتابع المالكي “نستطيع مع شركائنا أن نؤكد على أن هذه الموجة من التأثرات والتوترات لن تؤثر بنا، كما نستطيع تحمل مسؤوليتنا في توفير أفضل الخدمات والاستقرار للعراق”.
من جانبه أيد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، رئيس الحكومة نوري المالكي بقوله إن “زيارته إلى بغداد توجه رسالة إلى الداخل والخارج، بأن حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد حريصتان على التواصل والتعاون والتضامن، لا سيما وأننا نعيش في منطقة حبلى بالمواجع والأزمات”.
وبين بارزاني أن ” زيارة المالكي إلى أربيل كان لها الأثر الكبير بتلطيف الأجواء بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد”، مشيرا إلى أن “الاتفاق تم على اتخاذ خطوات عملية لخدمة الشعب العراقي”.
وتابع بارزاني “صحيح هناك مشاكل وتوجهات مختلفة بين الإقليم وبغداد، لكن لدينا دستور من الممكن أن نرجع له كمرجع، لحلها”، مؤكدا على “توفر الإرادة الحقيقية لحل تلك المشاكل خلال الوقت الحالي”.
ولفت بارزاني إلى أن “التعاون بين الإقليم والحكومة الفيدرالية سيكون قاعدة متينة لحل جميع المشاكل”، مبينا “نحن مستعدون للتعاون مع رئيس الحكومة نوري المالكي والأخوة في بغداد للتوصل إلى كل ما من شأنه خدمة العراق والشعب العراقي”.
وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وصل، اليوم الاحد ، الى العاصمة بغداد في زيارة تهدف لعقد اجتماعات مع قادة الكتل السياسية حول الاوضاع السياسية في البلاد، واستكمال المباحثات مع الحكومة المركزية بشأن المشاكل العالقة ببين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم.
وكان التيار الصدري، كشف امس السبت، عن نية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني يوم غد الاحد، اجراء زيارة الى بغداد، فيما اشار الى انه من المقرر عقد اجتماع للهيئة السياسية للتيار الصدري مع رئيس الاقليم لبحث بعض النقاط المشتركة بين الطرفين.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، اعلن الأحد 9 حزيران 2013، أن بغداد وأربيل اتفقتا على حل المشاكل بشكل “ودي وأخوي” وأن يكون الدستور العراقي هو المرجع لحل هذه القضايا، في حين أكد رئيس الحكومة نوري المالكي حرص الحكومة على إجراء التعداد السكان هذا العام للإيجاد حل لقضية المناطق المتنازع عليها، داعيا البرلمان الى تشريع قانون الحدود الإدارية للمحافظات.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعترف من أربيل، الأحد 9 حزيران 2013، في كلمة له في بداية جلسة مجلس الوزراء التي تم عقدها في قاعة سعد عبد الله في أربيل ونقلت مباشرة عبر الفضائيات، بأن “شبح الحرب الطائفية” عاد إلى العراق وأكد أن البلد بدأ يتأثر بموجة الاقتتال التي تجتاح المنطقة، ودعا جميع الأحزاب والتيارات والطوائف إلى التكاتف لمواجهاتها والاحتكام إلى الدستور لحل الخلافات فيما بينها وعدم الاصطفاف في الاصطفافات التي تشهدها المنطقة، في حين اعرب عن أمله بحل المشاكل مع أربيل مبينا أن ما يثار عن مشاكل بينهما “مضخم” .
وأتت زيارة المالكي بعد يوم واحد من تصريحات أدلى بها لفضائية العراقية شبه الرسمية، اعتبرها الكرد مستفزة بشكل كبير لهم، وأكد فيها أنه مستعد للقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال زيارته إلى أربيل “إذا ما توفر اللقاء”، وأكد أن ما سيقوله لبارزاني هو “فقط أن العراق واحد ديمقراطي اتحادي”، وإنه “لا وجود لشيء اسمه تقرير المصير” مؤكداً أن “تعريف دولة العراق في الدستور هو جمهورية ديمقراطية اتحادية وأن والعراق بلد واحد”، وتابع “وهذا يعني ولا يوجد شيء اسمه تقرير المصير لأننا قررنا المصير عندما وضعنا الدستور ووضعنا أن العراق بلد واحد ديمقراطي اتحادي”.
وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أكد في (الرابع من حزيران 2013)، أن شعب الإقليم ”سيضطر للبحث عن شكل جديد من العلاقات مع الحكومة الاتحادية في بغداد إذا ما فشلت المفاوضات في حل نزاعات بشأن النفط والأرض”، عاداً أن “الجولة الحالية من المحادثات التي بدأت مؤخراً هي الفرصة الأخيرة لإنهاء النزاع الذي تسبب في توتر شديد داخل الاتحاد الفيدرالي في العراق”.
وقد أثار تصريح المالكي حول “تقرير المصير” استياء وغضب الكرد، اذ هاجم النائب عن التحالف الكردستاني محا خليل، أمس السبت، رئيس الحكومة نوري المالكي على التصريحات التي أدلى بها والتي أكد فيها أن “لا وجود لشيء اسمه تقرير المصير وان الكرد قرروا مصيرهم عندما واقفوا على عراق واحد اتحادي الذي جاء في الدستور”، واكد التحالف أن حق تقرير المصير يقرره الشعب الكردي وحده وأنه “لا يستطيع المالكي او غيره أن يوقف ذلك”.
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، اتفقا بعد زيارة الاخير الى بغداد، في 29 نيسان 2013، على اقرار القوانين المهمة التي لها اثر فاعل في حل ”المشاكل العالقة” بين الطرفين مثل قانون النفط والغاز، واعطاء الجانب الامني” أهمية خاصة في جميع انحاء العراق، فيما اتفقا على مواصلة الاجتماعات لحل كافة القضايا.
يذكر أن الأزمة المزمنة والمتفاقمة بين بغداد وأربيل، كانت تنذر باحتمالات مفتوحة لوح بها أكثر من قيادي كردستاني، على رأسهم رئيس الإقليم مسعود بارزاني، مراراً، كما أن الأجواء المشحونة الناجمة عن انتخابات مجالس المحافظات، التي جرت في (العشرين من نيسان 2013)، تسببت في صعوبة التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة سواء بين بغداد وأربيل وهي “شائكة” أم على الجبهات الأخرى، خشية تأثير تداعياتها على المشهد الانتخابي.