23 نوفمبر، 2024 7:38 ص
Search
Close this search box.

المدن المقدسة عند الإسلام

المدن المقدسة عند الإسلام

الإسلام.. كغيره من الأديان.. عرف فكرة التقديس والمقدسات.. وقد عرف الإسلام تقديس بعض الأماكن وإفرادها بالاحترام والتبجيل والتنزيه دون غيرها.. ما أدى لظهور ما يمكن أن نطلق عليه المدن المقدسة في الإسلام.
أولاً: مكة.. والمدينة.. وبيت المقدس:
ورد في كل من صحيح البخاري وصحيح مسلم..
أن الرسول قال: “لا تُشد الرحال إلا لثلاث.. المسجد الحرام ومسجدي هذا.. والمسجد الأقصى”.. وتفاعل المسلمون بشكل إيجابي كبير مع هذا الأمر النبوي.. فأعطوا أولوية كبيرة لتلك المساجد.. وقدسوها واتخذوا منها قبلة للزيارة والتبرك.. ومع مرور الوقت اتسعت رقعة التقديس.. لتشمل المدن التي توجد بها المساجد الثلاثة.
فقد وُصفت مكة بالمكرمة.. واشتهرت المدينة بالمنورة.. بينما سميت مدينة ايلياء.. ببيت المقدس.. وتم إطلاق لقب “الحرم” على كل مدينة منهم.
ـ فمكة قبلة العرب.. ومستقر عبادتهم قبل ظهور الإسلام.. وارتبطت في العقلية الجمعية العربية بأنبياء الله: إبراهيم.. وإسماعيل.. عليهما السلام.
ـ أما المدينة.. فقد بدأت قداستها بانتقال الرسول إليها.. فكانت معقل الإسلام الأول.. وحصنه القوي المنيع.. فتغير اسمها من يثرب قبل الإسلام الى المدينة المنورة بعد هجرة النبي محمد (صل الله عليه وسلم).
أما بالنسبة لإيلياء.. التي عُرفت بعد ذلك ببيت المقدس.. فارتبطت قداستها عند المسلمين.. لأنها البقعة التي جرت فيها معجزة الإسراء.

ثانياً: مدن الشيعة المقدسة:
إضافة للمدن المقدسة الإسلامية أعلاه.. فالشيعة يقدسون أئمتهم ويبجلونهم ويقربون مقامهم من مقامات الأنبياء والمرسلين.. فمن الطبيعي أن تتحول مراقد ومدافن هؤلاء الأئمة إلى مشاهد وأضرحة مقدسة..وهي:

1ـ المدينة المنورة: عند الشيعة الإثني عشرية.. لأن أربعة من أئمتهم: هم (الحسن بن علي- علي بن الحسين- محمد الباقر- جعفر الصادق) عليهم السلام.. دفنوا في مدافن البقيع الموجودة فيها.
فالشيعة يزورون المدينة المنورة لزيارة مراقد الأئمة الأربعة.. وتلاوة الأدعية المخصصة لزيارتهم.. أدى ذلك الإقبال على تلك الزيارات.

2ـ مدينة كربلاء.. هي واحدة من أهم المدن مكانةً في المذهب الشيعي.. لارتباطها بمأساة الحسين بن علي واستشهاده في أرضها في واقعة ألطف.. في 10 محرم العام 61هـ.

ـ لاقت كربلاء اهتماماً متعاظماً.. منذ واقعة ألطف.. فتم تشييد ضريح كبير للحسين.. وشُيد ضريح آخر لأخيه “أبو الفضل العباس” (عليهما السلام).

ـ اعتاد الشيعة على زيارة تلك المراقد المقدسة بأعداد هائلة.. وكالعادة تم استخدام تلك المزارات سياسياً في العديد من المرات.. وكانت المقر الام لكل الزيارات التي تشكل رهبة لدى الحكام الطغاة وفي المقدمة منهم صدام الذي منع ليس الزيارات للمدينة.. بل إقامة المواكب الحسينية والطبخ الحسيني.

3ـ مدينة “النجف الأشرف” بقدسية كبيرة عند الشيعة.. لاحتوائها على مدفن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ـ ويوجد فيها “حوزة النجف الأشرف”.. أقدم وأهم المراكز الدينية في العالم الشيعي.. فقد أسسها العالم الشيعي محمد بن الحسن الطوسي المتوفى العام 460هـ.
ـ بدأ الاهتمام بعمارة مرقد الإمام علي.. في العهد العباسي منذ أواخر عهد هارون الرشيد.. وبلغ أوجه في عصر سيطرة السلاطين البويهيين على الخلافة العباسية.
ـ ما يزيد قداسة النجف.. الاعتقاد المسند بأنه يوجد فيها مدافن لعدد من الأنبياء: آدم.. ونوح.. وهود.. وصالح
ـ احتوت مدينة النجف الاشرف على قبور عدد من كبار رموز المذهب الشيعي في عهوده الأولى، مثل “مسلم بن عقيل بن أبي طالب”.. رسول الحسين إلى الكوفة..
ـ و”ميثم التمار” أحد كبار أصحاب الخليفة الرابع.
ـ و”محمد بن الحنفية” أخي الحسن والحسين
ـ و”المختار بن أبي عبيد الثقفي” الذي أخذ بثأر الحسين وانتقم من قتلته.
ـ ضريح الإمام “زيد بن علي بن الحسين”.. يوجد بجانب تلك الأضرحة السالفة الذكر.

4ـ مدينة الكاظمية المتاخمة للعاصمة بغداد.. من المدن الشيعية المقدسة الأخرى. تُنسب الكاظمية إلى الإمام السابع في سلسلة الأئمة الشيعة الإثني عشرية.. وهو الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). و
ذلك لأن الكاظم كان أول من أشترى قطعة أرض في ذلك المكان.. فاتخذ منها مدفناً.
ـ بعد سنوات قليلة من دفن الإمام الكاظم.. لحق به حفيده الإمام التاسع محمد الجواد.. فجاوره في ضريحه.. الأمر الذي أدى إلى إضفاء صفة القداسة على تلك المدينة.
ـ فقد درج الشيعة على زيارة القبرين والتوسل بالإمامين والتبرك بهما.
ـ مع استيلاء ألصفويين على بغداد في النصف الأول من القرن 16 الميلادي.. زاد الاهتمام بالضريحين.. وبدأ العمل في عمارتهما.. واستكملت أعمال العمارة والزينة بعد استيلاء السلطان العثماني سليمان القانوني على العراق.

5ـ مدينة “سامراء”.. من المدن الشيعية المقدسة الكبرى.. تحتوي على مرقدين:
الأول للإمام العاشر “علي الهادي”.. والثاني لابنه الإمام الحادي عشر المعروف باسم “الحسن العسكري”.. ويُعرف المرقدان باسم “مرقد الإمامين العسكريين”.
ـ اسمها الأصلي سُرً من رأى.. بناها الخليفة العباسي (المعتصم بالله).. لتكون عاصمة جديدة لدولته.. وفي الوقت نفسه سكناً ومستقراً لجنده الجدد من الأتراك القادمين من أواسط آسيا.

6ـ مدينة “طوس”.. وهي المدينة الإيرانية الوحيدة التي يوجد فيها أحد مراقد الأئمة الإثني عشر.. حيث دُفن الإمام علي الرضا (عليه السلام).. المعروف باسم “غريب الغرباء” أو “غريب طوس”.
ـ يوجد في هذه المدينة عدد من مراقد أبناء موسى الكاظم.. وقبور لعدد من الشخصيات الشيعية المهمة.. أمثال شيخ الطائفة الطوسي.. وارتبط مصير تلك المدينة بشكل كامل بضريح الإمام الرضا.
ـ ازدهرت وانتشرت مظاهر العمران فيها.. كما أن الضريح نفسه لاقى اهتماماً وعناية بالغين في العصر ألصفوي.. العصر الذي وجد فيه ملوكه أن ضريح الرضا يعتبر بمثابة تأكيد قوي على أصالة الهوية الفارسية للتشيع.. فتم تغيير اسم المدينة ليصبح “مشهد الرضا”.. وهو الاسم الذي تُعرف به الآن.
ـ يتوافد ملايين الزوار سنوياً على ضريح الإمام الرضا.. وهو من أهم مصادر السياحة الدينية في إيران حالياً.

7ـ أما المدينة الشيعية المقدسة الثانية في إيران، فهي مدينة “قم”، وهي المدينة التي دُفنت فيها السيدة “فاطمة المعصومة”.. أخت الإمام الرضا.. وتوجد في قم حوزة علمية كبرى حيث يقيم العديد من المراجع الكبار.. ويدرس فيها الآلاف من طلبة العلم الديني.

أحدث المقالات

أحدث المقالات