لا بد وانكم بعد مشاركتكم حكومات أقل ما نقول عنها أنها فاشلة وفاسدة تشعرون بأنكم بحاجة الآن وبصورة ملحة جدا لمراجعة استراتيجية وجودكم ومشاركتكم الميدانية و إلى ما أوصلتكم مشاركتكم بالعملية السياسية التي أوجدها المحتل للمنحدر الزلق الذي يهدد وجودكم كحزب (إسلامي) ووجود أكبر مكون بشري بالعراق.
أنا أتكلم معكم من مبدأ التوقع لما سيؤول اليه وجود حزبكم نتيجة مسيرتكم السابقة والسبب في أنكم لم تصلوا لاكتشاف توقع المنزلق الذي يقودكم للأسفل هو تموقعكم الدكتاتوري والطائفي الذي يحرم على أعضاءكم فيه إيجاد مخرجات التحكم التي تفتح المجال لانتقاد ولو مرحلة من مراحل اشتراككم بالنظام العراقي الحالي.
انتم قمتم بالرضاء بان سلمتم القرارات الاستراتيجية التي تخص البلد وآلية اتخاذ القرارات الحكومية إلى الموالين لإيران وبالتالي فانه من غير العقلاني الاعتقاد بان قراراتهم ستنصفكم أو من يفترض أن تمثلون وخير توصيف واقعي لكلامي هو ما حدث في العراق طوال ال16 سنة الماضية الذي يعد أكبر دليل على هذه الجزئية ( جرائم الإبادة والتدمير من غير ان تستطيعوا منعها وهي معروفة لا داعي لنكررها ) . فالعمليات التي جرت في الساحة العراقية جعلتكم تراوحون في مكانكم في الوقت الذي تصرف وخطط الطرف الآخر وحقق وانتج مسارات جميعها تخدم تفكيره وعقيدته أو سبب وجوده فضعفت كفة الميزان بينكم الآن أكثر مما كنتم في بدايات اشتراككم بالحكومة.
التفكير الاستراتيجي الخاطئ لمستقبلكم و استمرارية وجودكم بالسلطة سببها مشاركتكم المغلوطة الأولى في حكومة أوجد هيكليتها محتل وعدوا للعراق وشعبه وهي قالب طبق الأصل عن حكومة لبنان الطائفية الفاشلة بدون أي شك وأخذت تتماثل في كل تطبيقاتها , رئاسة سنية منزوعة الدسم! و قضية كردية غير محلولة تؤدي لإضعاف الدولة المركزية تطابق وجود الشيعة التي تتصارع وتضعف الحكومة للحصول على حقوقها وما يزيد عن حقوقها! وفي البلدين أدى ذلك إلى انفرادها بتشكيل ميليشيات أضحت أقوى من مؤسسات الدولة أو بقية المكونات.
أنتم بأشد الحاجة للتفكير النقدي وتفعيل التفكير المنطقي كي تستطيعوا إيجاد رؤية حقيقية لأهدافكم ومدى ما حققتموه طيلة مدة مشاركتكم بالسلطة .. والخروج من الدكتاتورية التي تتغلغل داخل حزبكم للانتقال من مرحلة التفكير في إصلاح نظامكم الداخلي وإعادة التفكير الاستراتيجي لكتابة رؤيتكم الجديدة وأهدافكم للمرحة القادمة إلى إصلاح التفكير الاستراتيجي والاطار العام الذي يؤسس فيه عمليات وجود حزبكم و تفكيركم على الساحة العراقية. و إلا فلا معنى آخر على بقاءكم بالدولة إلا الموافقة على كل الجرائم التي حصلت, فعليه يتوجب عدم الانحراف عن هذا الهدف والدخول في نقاشات جانبية وتدخلات فرعية – حددوا الهدف الذي يتمثل أكثره في تصحيح مغالطاتكم المنطقية والفكرية .وعدم الانحراف عن الهدف الرئيسي بالغرق في مناقشة الفرعيات او التداخلات .
النظام السياسي بالعراق فيه أحزاب حددها المحتل وهي تمثل مؤسسين وبشر وهؤلاء لديهم متطلبات بعضها الكثير الذي لا يمثلكم تحقق و البعض الآخر الذي يمثلكم تم التدخل فيها ومنعه من الحصول.!
ربما أنكم مقتنعون بانكم مبتلون لهذا لا تحاولون تغيير الابتلاء !! أو رؤية أسبابه لأجل التغيير بل انتم تنتظرون الابتلاء الذي يليه والذي يليه أو انتظار بلاء أكبر!!
مما سبق يثبت أن أيدولوجياتكم لحل الأمور فاشلة بسبب إسباغ القداسة على قياداتكم وقراراتكم وهذه القيادة أشبه بعامل نظافة يستعمل مواد تنظيف الزجاج للأرضيات !, وانتم تعيدون نفس الخطأ سنة بعد سنة بمحاولة تغيير كمية السائل المنظف او كمية الماء المضاف اليه لكن لا تفكرون بتغيير السائل المنظف أو الصحيح لأنكم تعتبرون وبسبب اختيار القيادة لهذا السائل فانه هو الصحيح !..لماذا ؟؟.. الجواب هو خطأ آلية الاعتبار التي تقودكم للاستنتاج الغير موجودة أو غير مفعلة على مستويات القادة لديكم والتي تفتقد لرؤية الواقع الحقيقي وتوقعات المستقبل.. أي أنكم تفكرون بالواقع لكن غارقين فيه من غير إيجاد الخطط لمعالجة الحاضر للوصول للمستقبل أو أنكم تزرعون أفكارا لا تناسب مستقبلكم ومستقبل من تمثلون .
لذلك أدعوا قياداتكم للتفكير مليا في عملية وجودكم واشتراككم بالحكومة وأن تخرجوا منها لتكونوا معارضة ( ألم تشبعوا عمولات وسرقات! ) خروجكم هو الحل الأخير لديكم و لا وقت لديكم والذي يجب أن يكون سريعا كي تسقط الحكومة ..عندها تشترطون لعودتكم تغيير العملية السياسية والحكم ليكون مدني لا طائفي تكون فيه القوة والسلاح بيد مؤسسات الحكومة فقط أو تكون لهم الداخلية ولكم الجيش , لا يحلون الميليشيات تؤسسون ميليشيات لها نفس حقوق وصلاحيات ميليشياتهم وتنتشر بمدن الجنوب !. أو أن تنشق مجموعة تؤلف حزب بديل لن يكون هناك أي شك في أنه سيفوز بأي انتخابات اذا ما اعلن محاولته لتصحيح القيادة السابقة!.
إن خصوصية وجودكم وولائكم وعمالتكم للفرس لم تبق لكم شيئا تتفاخرون به و لا ينقصكم انحدارا إلا أن تعلنوا تشيعكم!!
الحقوا أنفسكم قبل أن يطردوكم من الحكم ! .