22 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

واشنطن – طهران : الحرب النفسية والعقوبات!

واشنطن – طهران : الحرب النفسية والعقوبات!

تتباين وتختلف الحرب النفسية القائمة بين هاتين الدولتين , ولا يبدو أن تضع نهاياتٍ لها في الأفق المنظور وربما الأفق المتوسط كذلك , كما انها مختلفة ايضاً عن مثيلتها الأوسع نطاقاً سابقاً والتي كان عنوانها الرسمي< الحرب الباردة > بين الأتحاد السوفيتي السابق والإدارات الأمريكية التي تخللتها , فمجريات هذه ” الحرب النفسية ” من خلال الأزمة القائمة بين الأمريكان وايران , انها تمتاز وتتميز بأنَّ كلّ مفردةٍ او موقفٍ من آلياتها المعنوية والإعلامية , تكون مرفقةً بسلوك عمليٍّ يعزز ” الى حدٍّ ما ” من صدقيتها المفترضة , مع تباينٍ خاص في ” الإخراج ” لكلٍّ من طرفي النزاع او الصراع . وبغضّ النظر عن أنّ السلاح الفتّاك بيد الأيرانيين هو اعلانهم المتكرر عبر ” الإعلام ” عن تقليص التزاماتهم في تخصيب اليورانيوم ضمن الأتفاق النووي السابق ” ودونما اشرافٍ وتأكّدٍ من دقّة هذا التقليص ” والتي قد لا تتطلب التشكيك في صحته , فمن الملاحظ أنّ القيادة الأيرانية لجأت الى استخدام ” الإعلام ” المتشدد بالصبغة العسكرية والصاروخية + التلويح والتلميح للإشارة الى الفصائل والميليشيات العاملة تحت أمرتها في بعض الأقطار العربية للتصدي وضرب المصالح الأريكية في المنطقة < وهو ما تسببَّ في ارباكٍ ما للقيادة العسكرية الأمريكية , وهو إرباكٌ يمكن توصيفه بالتكتيكي المرحلي اكثر من اعتباره ستراتيجيّ > . !

ودونما استعراضٍ ” منشور ” لما جرى خلال الأشهر والأسابيع الماضية فوق مياه الخليج بين الطرفين , ومع الإشارة العابرة أنّ ادارة ترامب استخدمت الأسلوب الدعائي والدبلوماسي الهادئ في هذه ” الحرب النفسية ” عبر تصريحات ساستها عن استعداد واشنطن للحوار مع طهران , والتركيز على عبارة ” دون شروطٍ مسبقة ! ” وكأنّ ” بومبيو ” وزير الخارجية الأمريكي لم يضع 12 شرطاً مشروطاً أمام القيادة الأيرانية لتنفيذها , لإعادة الوضع الطبيعي للسماح بتصدير النفط الأيراني , لكنّ بومبيو هذا قام بالأمس بتصعيد درجة حرارة هذه الحرب ” النفسية – الباردة ” بأعلانه أنّ العقوبات الأمريكية على طهران سوف تحتد ! وسوف تمتدّ الى سنواتٍ مقبلة .! , وبالرغم من الإدراك والمعرفة المسبقين لكلا الأمريكان وايران بأنْ لا ضمان لبقاء بومبيو ورئيسه ترامب , ولا ضمانٌ آخر بمجيء الأكثر تطرّفاً منهما او حتى أقلّ قليلا .! , فمن شديد الوضوح أنّ تصريح وزير الخارجية الأمريكي هذا يأتي ” اولاً ” من بوابة إحباط وكسر الروح المعنوية للمسؤولين الأيرانيين , سيّما وخصوصاً أنّ الأستاذ بومبيو قد جرى التزامن والترابط المقصود مع تصريحه عبر اعلان الجيش الأمريكي عن تطوير سلاحٍ جديد لطائرات F 15 لتمكينها من اطلاق صواريخٍ عنقودية للتصديّ لمجموعاتٍ من الزوارق الصغيرة المسلحة للحرس الثوري الأيراني في حال محاولة الدنوّ او تهديد القطع والسفن الأمريكية في مياه الخليج .

وبعيداً جداً عن هذه السمفونية المسلحة , فوحده ” على الأقل ” هو الشعب العراقي الذي يتحمّل ” فوق ما يتحمّل ” اعباء هذه الحرب النفسية , ليس من ايران والأمريكان ! , وإنما من المدافعين عن ايران اكثر من الأيرانيين , مّمن محسوبين على حَمَلة الجنسية العراقية .!

أحدث المقالات