22 ديسمبر، 2024 4:22 ص

بزيارة خفر السواحل للمرة الأولى منذ 2013 .. الإمارات تمسك العصا من الوسط لصالح إيران !

بزيارة خفر السواحل للمرة الأولى منذ 2013 .. الإمارات تمسك العصا من الوسط لصالح إيران !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خطوة مفاجئة دارت حولها العديد من التكهنات.. استقبلت “إيران” وفدًا من خفر السواحل الإماراتيين، أمس الأول الثلاثاء، بهدف إعادة إحياء محادثات أمن الملاحة المتوقفة، منذ العام 2013، وفقًا لوسائل إعلام رسمية.

عن الزيارة؛ قالت وسائل إعلام إيرانية إن قائد خفر السواحل الإماراتي أشاد بريادة “إيران” في مكافحة تهريب المخدرات؛ وأكد ضرورة تعزيز العلاقات الحدودية بين البلدين.

وأكد قائد قوات حرس الحدود الإيرانية، العميد “قاسم رضائي”، على أن حماية الحدود يحظى بأهمية خاصة لدى “طهران” و”أبوظبي”؛ ويشكل جسرًا بين الجانبين.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، (إرنا)، مساء أمس الأول الثلاثاء، عن “رضائي” قوله خلال لقائه قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، العميد “محمد علي مصلح الأحبابي”: “موضوع حماية الحدود يحظى بأهمية خاصة، ويشكل جسرًا بين الجانبين، وأن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين”.

مضيفًا “رضائي” أن: “منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عُمان تعود إلى شعوبها؛ ويبنغي لنا أن لا نسمح لسائر الدول أن تمسّ بأمننا الإقليمي”، لافتًا إلى “ضرورة تعزيز التعاون في مجال إدارة الحدود المشتركة وتأمين هذه المنطقة”.

وتابع “رضائي”: “نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي، أن نقيم ملتقيين سنويًا في طهران وأبوظبي، فضلًا عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لإحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها”، مشددًا: “رغم الفتن الراهنة في الدول المجاورة، لكن بلادنا آمنة تمامًا؛ والشعور بالأمان يغمر الشعب على صعيد البلاد والمناطق الحدودية”.

إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات..

فيما قال العميد “الأحبابي”: “إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص”، متابعًا: “الأمن الذي تنعم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ضوء حدودها المشتركة والممتدة بمساحة 8 آلاف و755 كم، يدل على أسلوبها الصحيح في إدارة مناطقها الحدودية”.

وأكد “الأحبابي” على: “ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية”، لافتًا: “تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الأولى، يثير المشاكل في المنطقة، وبما يستدعي من خلال تحسين العلاقات إرساء الأمن في الخليج وبحر عُمان”.

وتأتي المحادثات؛ بعد أسابيع من تزايد الخلاف السياسي حول ممر مائي استراتيجي جراء خلافات بين “طهران” و”واشنطن”، الحليف الغربي الرئيس لدول الخليج؛ التي يعتريها القلق من “إيران” منذ وقت طويل.

والمحادثات متوقفة، منذ 2013، لكن “الإمارات” تريد المساعدة في تهدئة الأزمة وحماية سمعتها بوصفها مركزًا آمنًا للأعمال.

وقبل الاجتماع، قالت وكالة (الطلبة) الإيرانية شبه الرسمية للأنباء: أنه “سيعقد الاجتماع المشترك السادس بين وفد من سبعة أعضاء من خفر السواحل الإماراتي ومسؤولين إيرانيين في طهران”.

ولم تنسب الوكالة تقريرها إلى مصدر؛ وقالت إن الاجتماع سيناقش قضايا الحدود المشتركة والزيارات المتبادلة بين مواطني الدولتين والدخول غير المشروع والاتصالات البحرية.

وقال مسؤول خليجي إن الاجتماع لا يتعلق بالتوتر في المنطقة.

وأضاف المسؤول قائلًا، لـ”رويترز”، أنه: “اجتماع تقني تم التنظيم له منذ وقت طويل؛ لبحث قضايا بحرية روتينية”.

وزادت هجمات على ناقلات سعودية وسفن أخرى قبالة الساحل الإماراتي من التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران” ودول خليجية عربية. وتلقي “الولايات المتحدة”، وحلفاؤها العرب، باللوم على “إيران” في وقوع الهجمات، لكن “طهران” تنفي ذلك.

فيما خففت “الإمارات” رد فعلها على الهجمات، كما قلصت من تواجدها العسكري في “اليمن”، حيث تخوض “السعودية” حربًا بالوكالة ضد “إيران”.

وقالت “إيران”، من قبل، إنها تريد تحسين علاقاتها مع “السعودية” و”الإمارات”.

وقال مسؤول إيراني، طالبًا عدم نشر اسمه: “تعطي إيران دومًا أهمية كبرى لأمن الخليج؛ وتحتاج إلى تعاون جميع دول الخليج”.

ونشب الخلاف، منذ وقت طويل، بين “واشنطن” و”طهران” بسبب برامج “إيران” النووية والصاروخية ونفوذها الإقليمي.

وفرضت “واشنطن” عقوبات على صادرات “النفط” الإيرانية؛ وشددتها بعدما انسحب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي”، المبرم عام 2015، مع القوى الكبرى والذي أتاح لـ”طهران” التجارة مع العالم مقابل كبح برنامجها النووي.

وهددت “طهران” مرارًا بوقف الصادرات عبر “مضيق هرمز” إذا حاولت “الولايات المتحدة” خنق اقتصادها.

إرتياح إماراتي..

وبعد الزيارة، أبدت “الإمارات” إرتياحها لنتائج الاجتماع الدولي المشترك، “السادس”، لفرق حرس الحدود والسواحل الإماراتية والإيرانية، وفقًا لتصريحات مصدر مسؤول في “الخارجية الإماراتية” نقلتها وكالة أنباء الإمارات، (وام).

وقال مدير إدارة التعاون الأمني الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، “سالم الزعابي”، إن: “الاجتماع يأتي استكمالًا للقاءات الدورية السابقة للجنة المشتركة بين البلدين؛ والتي تم تشكيلها لبحث مسائل تجاوز الصيادين للحدود البحرية للبلدين وحل مسائل الإفراج عن المخالفين لقواعد الصيد ومكافحة عمليات التهريب، ويأتي في سياق حرص الإمارات على شؤون مواطنيها بمن فيهم الصيادون”، وفقًا لـ (وام).

وأبدى المصدر المسؤول إرتياحه للنتائج التي أسفر عنها الاجتماع؛ الذي اقتصر، حسب جدول الأعمال، على ما يتصل بشؤون الصيادين المواطنين ووسائل الصيد المملوكة لهم، مؤكدًا على أهمية هذه الاجتماعات في ظل الاحتياجات العملية المتعلقة بالحدود البحرية بين البلدين.

الإمارات جارة كالسعودية والبحرين..

من جهته؛ قال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أمس، إن “الإمارات” دولة جارة كما “السعودية” و”البحرين”، معربًا عن أمله في أن يتقلص عدد أعضاء (فريق ب)؛ ويقتصر على “نتانياهو” و”بولتون”.

وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، بعد ختام اجتماع مجلس الوزراء، وحول التغيير في نهج “الإمارات” تجاه القضايا الإقليمية، صرح وزير الخارجية؛ قائلًا: “لقد ذكرنا دائمًا أننا مهتمون بعلاقات حسن الجوار، دولة الإمارات جارتنا كما هي السعودية والبحرين”.

وأضاف “ظريف” أن: “المسؤولين الإيرانيين قالوا دائمًا إننا مهتمون بعلاقات حسن الجوار، إذا غيروا سياساتهم وتوقفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

لحفظ أمن الملاحة الدولية..

وبينما روجت وسائل الإعلام إلى خيانة “الإمارات”، لـ”السعودية”، بإستدارتها تجاه “إيران”، قال الدكتور “إياد المجالي”، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية: “إن اللقاء بين الإمارات وإيران دوري، رغم مؤشرات وملامح التوتر في منطقة الملاحة الدولية، سواء مضيق هرمز أو باب المندب”، معتبرًا أن لقاء القيادات الإماراتية مع الإيرانيين يأتي في إطار الترتيبات اللازمة؛ لحفظ أمن الملاحة الدولية، في “مضيق هرمز”، الذي يعبر منه حوالي 40% من إنتاج النفط العالمي.

خطوة إيجابية لتفكيك التوتر..

مضيفًا: “تبدو هذه اللقاءات خطوة إيجابية بإتجاه تفكيك حدة التوتر، وتحمل رسائل تمنح من خلالها الأطراف الإقليمية مسارات مهمة؛ لمعالجة أزماتها في المنطقة دون تدخل أطراف أخرى”.

وحول أهمية الجهود الدبلوماسية، أوضح الدكتور “إياد المجالي”، أن من مصلحة دول المنطقة، ومنها “الإمارات”، تخفيف حدة التوتر والوساطة بين الأطراف: “الأميركي” و”البريطاني” و”الإيراني”، مشيرًا إلى أهمية الدور الإماراتي في هذا التوقيت، خاصة أنه جاء بعد زيارة وزير خارجية سلطنة عُمان، “يوسف بن علوي”، إلى “طهران”.

زيارة فنية وروتينية..

بينما رأى الأكاديمي الإماراتي، “عبدالخالق عبدالله”، أن زيارة وفد خفر السواحل الإماراتي إلى “طهران”؛ “فنية وروتينية”.

وقال “عبدالله”، عبر صفحته على موقع (تويتر): “لقاء وفد خفر السواحل الإماراتي بطهران هو لقاء فني روتيني اعتيادي يعقد كل 3 أشهر، وهو السادس من نوعه، وله علاقة بدخول قوارب صيد في المياه الإقليمية للبلدين عن طريق الخطأ، ويحاول الاعلام الإيراني والقطري تضخيمه لمكاسب إعلامية. وكل ما يصدر من هذه المنابر عن هذا اللقاء كذب في كذب”.

الإمارات تتصدر قائمة التبادل التجاري..

وفي تقرير للكاتب، “إسماعيل عزام”، على موقع (DW)؛ قال: “يذكر أن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية في التبادل التجاري مع إيران، وهو ما يظهر من أرقام 2017؛ التي وصلت فيها قيمة التبادل التجاري إلى 13 مليار دولار، بل إن الإمارات هي أكثر دول العالم تصديرًا لإيران”، وفق ما يؤكده تقرير سابق لـ (DW) عربية.

موضحًا أن “أبوظبي” تدرك أهمية الجانب التجاري في تعزيز قوتها الإقليمية، وهي واعية أن الاستقرار في المناطق المحاذية لها مهم جدًا لاستمرار أدوارها التجارية، وهو ما ظهر في تصريحات وزير خارجيتها، “عبدالله بن زايد”، عندما قال، قبل أيام، إن بلاده “ترحّب بأية جهود لتهدئة التوتر في المنطقة؛ وتتطلع لأن ترى منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي هادئتين مستقرتين”.

وقد أكد هذا الحديث، سابقًا، “نجاح محمد علي”، خبير في الشؤون الإيرانية لـ (DW) عربية، عندما قال إن: “الإمارات قائمة أساسًا على التجارة وعلى الاستثمارات، وخصوصًا، دبي. ومجرد صاروخ أو لغم واحد في منطقة استثمارية في الإمارات سيجعل كافة المستثمرين يفرون بأموالهم وتنهار الدولة اقتصاديًا مع الأسف”.

وتريد “الإمارات” أن تكون طرفًا في “الاتفاق النووي” الإيراني، وهي خطوة تتعارض مع موقفها السابق عندما أيدت، رفقة “السعودية”، انسحاب “الولايات المتحدة” من هذا الاتفاق، بل ودعت الدول الأخرى المشاركة في الاتفاق إلى أن تحذو حذو “ترامب”.

المبادلات الاقتصادية فرصة لتغول إيران..

وأكد على أن “إيران” تجد، في المبادلات الاقتصادية، فرصة للتغوّل أكثر وأكثر في منطقة الخليج، فهي تتوفر على مبادلات تجارية مع “الكويت” و”عُمان” و”قطر”، وتسعى كذلك إلى تعزيز علاقاتها السياسية بهذه الدول الثلاثة، وهو ما بدا في الجولة الخليجية لمساعد الخارجية الإيراني، “عباس عراقجي”، نهاية  آيار/مايو الماضي.

تحاول شد العصا من الوسط !

لكن في الآن ذاته، تحاول “أبوظبي” في مواقفها الأخيرة، شدّ العصا من الوسط، إذ أكد وزير خارجيتها أن الملف النووي يجب أن يشمل قضايا أخرى؛ كـ”الصواريخ الباليستية أو دعم الإرهاب والتطرف أو التدخل في شؤون الدول الأخرى”.

كذلك، ورغم كل هذه المنافع المتبادلة، تتفق “أبوظبي” مع الرؤية السعودية في كون “إيران” العدو الأول في المنطقة، بل إن الموضوع الإيراني أحد الأسباب التي برّرت بها “أبوظبي” القطيعة مع “قطر”، عندما اتهمت هذه الأخيرة بنقض بيان صادر عن القمة “العربية-الأميركية” كان قد اعتبر “إيران” دولة راعية للإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة