22 ديسمبر، 2024 8:17 م

مؤتمر “آستانا 13” لن يضيف جديدًا .. ومشاركة العراق شكلية فقط !

مؤتمر “آستانا 13” لن يضيف جديدًا .. ومشاركة العراق شكلية فقط !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

إنطلقت، اليوم الخميس، الجولة الثالثة عشرة من محادثات “آستانا”، وتستمر يومين، بمشاركة الدول الضامنة، “روسيا إيران وتركيا”، إلى جانب مشاركة “العراق” و”لبنان” كمراقبين؛ لأول مرة.

فيما وصلت وفود كافة الأطراف، المشاركة في المباحثات الرامية لتسوية الأزمة السورية، إلى مدينة “نور سلطان”، عاصمة “كازاخستان”. ومن المتوقع أن يعقد المشاركون، اليوم، سلسلة مشاورات ثنائية وثلاثية، تليها، غدًا الجمعة، الجلسة العامة التي سيصدر عنها بيان مشترك للدول الثلاث الضامنة لعملية “آستانا”، وهي “روسيا وتركيا وإيران”.

العراق يرحب بأي جُهُودٍ لحلِّ الأزمة السوريَّة..

أعلنت “بغداد”، اليوم، عن مشاركة “العراق” في مُحادَثات “آستانا” بشأن الأزمة السورية، مؤكدة أن “العراق” لم، ولن يدَّخرَ أيَّ جهدٍ بالمُشارَكة في كلِّ ما من شأنه إنهاءُ الأزماتِ في المنطقة.

وقالت “وزارة  الخارجية العراقية”، إن: “العراقُ يشارك، اليوم، في مُحادَثات آستانة؛ التي تعتبرُ إحدى مساراتِ الحوار المهمة لأطرافِ النزاع (السوريّ-السوريّ)، والتي يمكنُ اَن تفضيَّ للتوصُّل إلى نهايةِ العنف الدائرِ في هذا البلد، والخروجِ بنتائج إيجابيَّة”، مؤكدًة ترحيبها بـ”أي جُهُودٍ لحلِّ الأزمة السوريَّة، وندعمُ بقوةٍ إنهاءَها بالسُبُلِ السلميّة، ونُعربُ عن استعدادِنا للتنسيقِ مع دولِ العالمِ في سبيلِ إنهاءِ مُعاناةِ الشعبِ السوريِّ التي دخلَت عامَهُا التاسع”.

مشاركةُ العراقِ بدعوة من الدول الضامنة..

كما أكدت “وزارة الخارجية العراقية” على أن: “العراق لم، ولن يدَّخرَ أيَّ جهدٍ بالمُشارَكة في كلِّ ما من شأنه إنهاءُ الأزماتِ في المنطقة، ولدينا تاريخٌ حافلٌ سواءٌ على مُستوى المُبادَرة، أم المُشارَكة، ويشارك العراقُ لأولِ مرَّة في هذه المُحادَثات بصفةِ مُراقِب مع مُمثلين رفيعي المُستوى من الأممِ المتحدة، والأردن، ولبنان”، مبينًة أن: “مشاركةُ العراقِ في المُحادَثاتِ هي استجابةٌ لدعوةٍ وُجِّهت إلينا من الدولِ الضامنةِ لمسارِ آستانة، روسيا وتركيا وإيران، والتي أعلنت في البيانِ الختاميّ لـ (آستانة 12) اتفاقَها على دعوةِ العراق ولبنانَ بصفةِ مُراقِبين”.

بغداد تنقل وجهة النظر حول دعم الحل السلمي..

أكد، اليوم، السفير العراقي لدى روسيا، “حيدر منصور هادي”، على أن مشاركة الوفد العراقي بمحادثات “آستانا” حول “سوريا”، تأتي في سياق إيصال وجهة نظر بلاده حول دعم الحل السلمي، وعودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”.

وقال السفير العراقي: “إن مشاركتنا اليوم ستكون مهمة في هذا السياق، وهي لنقل وجهة نظر الحكومة العراقية من الشأن السوري، نحن كنا من البداية داعمين للحل السلمي في سوريا، ولتوجهات وتطلعات الشعب السوري، وداعمين ومؤيدين لوحدة الأراضي السورية، العراق كان ومازال داعمًا لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فوجودنا هنا لنقل وجهة النظر هذه”.

وتابع قائلا: “هناك تنسيق عالي مع الحكومة السورية، وهناك تنسيق أمني عالي المستوى مع الأصدقاء الروس والإيرانيين والأتراك، ومع الأردن كدولة مراقبة”.

تركيا خططت لضم لبنان والعراق إلى محادثات “آستانا”..

جدير بالذكر؛ أن “تركيا” قد سعت، منذ بداية هذا العام، لضم “لبنان” و”العراق” إلى محادثات “آستانا”؛ التي تضم وفدي النظام والمعارضة السورية إلى جانب الدول الضامنة، (تركيا وروسيا وإيران).

وقال الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إنه يمكن ضم “العراق” و”لبنان” في عملية “آستانة”، لأن كلاهما له حدود مع “سوريا” وعلاقتهما مع “سوريا” في مستويات مختلفة.

ويعتبر “العراق” من الدول الداعمة للنظام السوري، سياسيًا واقتصاديًا، كما تقاتل ميليشيات عراقية إلى جانب قوات “الأسد”. في حين ينقسم السياسيون في “لبنان” بين مؤيد للنظام ورافض لإعادة العلاقات معه.

مشاركة العراق شكلية فقط !

أكد عضو مجلس سوريا الديمقراطية، “سيهانوك ديب”، على أن: “مؤتمر آستانا، في دورته الـ 13، سيكون في خلق تقارب بين إيران وتركيا وروسيا في سوريا، بخاصة بعد التناقضات والأزمات التي تعرض لها كل منها في الفترة الأخيرة”، مؤكدًا على أن جميع الدورات السابقة لمؤتمر “آستانا” جاءت نتائجها بالسلب على القضية السورية؛ فهي لا تعكس إرادة الشعب، حيث زادت من تعقيد الوضع بها، مضيفًا أنه: “لا يمكن الإعتماد على (آستانا) لحل الأزمة، بالرغم من مشاركة العراق ولبنان، فهي ستكون مشاركة شكلية فقط لا أكثر”، وتساءل: “كيف يمكن النظر لتركيا على إنها ضامن لحل الأزمة السورية وهي تحتل مساحة كبيرة فيها ؟”، أما عن مشاركة الحكومة السورية وقوى المعارضة، في ذلك المؤتمر، فقد أوضح أنها لا تمثل الشعب السوري الديمقراطي ولا قوى المعارضة المختلفة.

“آستانا 13” لن تُضيف جديدًا..

يرى بعض المحللين أن هذا المؤتمر، في دورته الـ 13، لن يضيف أي جديد للملف السوري؛ وإنما هو محاولة لتقريب وجهات النظر بين القوى الثلاثة التي تسعى لاحتلال “سوريا”، وهي “تركيا وإيران وروسيا”، لمنع التصادم بينهم وتحقيق مصالحهم في المنطقة؛ بعيدًا عن رغبة الشعب السوري نفسه.

وقال رئيس “التيار العربي المستقل” وأستاذ القانون الدولي، الدكتور “محمد الشاكر”: “إن قمة (آستانا 13) جاءت في الأساس لوضع شروط عدم اصطدام بين القوى الثلاثة، وهي تركيا وروسيا وإيران في سوريا، والمؤتمر سيناقش قضايا مهمة”، موضحًا أهمية هذا المؤتمر الذي سيناقش أهم التحولات البنائية التي تمت على أرض الواقع كقضية منطقة شمال شرق “سوريا” ومحاولات “تركيا” لإنشاء منطقة أمنه في “سوريا”، إضافة إلى أن هذا المؤتمر يضفي على الدور الإيراني المزيد من الأهمية من خلال مشاركة دولتي “العراق” و”لبنان”، ويضيف: “أن تركيا تعمل مع الجانب الإيراني في نشر الفوضى والمحاولة على احتلال الأراضي السورية وتعقيد الأمور بها”.

كما أشار “الشاكر” إلى أن مؤتمر “آستانا” ليس من مهامه الحلول السياسية، وإنما يمكن إجراء محادثات بين قوى المعارضة والحكومة السورية في اختتام جلساته، ويضيف: “المؤتمر لا يتعلق بقوى المعارضة السياسية أو بحث رغبات الشعب السوري، وإنما هو محاولة للتقريب بين مصالح هذه القوى الثلاث، (تركيا وروسيا وإيران)، وخلق نقط تماس بين هذ القوى في المنطقة”، وتابع: “لا يوجد دفع سياسي في آستانا لصالح الملف السوري”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة