23 ديسمبر، 2024 4:07 م

سلوك النظام تجاهه مريب .. هل يستقيل “ظريف” للمرة الثانية ؟

سلوك النظام تجاهه مريب .. هل يستقيل “ظريف” للمرة الثانية ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قال المرشد آية الله “علي خامنئي”، خلال لقاء أعضاء الحكومة، يوم 29 آب/أغسطس 2018: “السيد ظريف صديقي العزيز”.

لكنها؛ ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها حضرة المرشد، وزير الخارجية؛ وأعضاء فريق المفاوضات النووية، بألقاب مثيرة للتأمل.. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.

ابن الثورة..

قال مرشد الثورة الإسلامية؛ عن فريق المفاوضات النووية؛ خلال لقاء الطلبة يوم 3 تشرين ثان/نوفمبر 2013: “لا يجب أن يعتقد أحد أن مجموعة المفاوضين الإيرانية مع أميركيا، وغيرها من دول الـ (5+1) مطبعين، هذا خطأ، هم وكلاء حكومة الجمهورية الإيرانية، إنهم أبناءنا، أبناء الثورة”.

أمين.. شجاع ومتدين..

كما ذكر “خامنئي”، في لقاء بمسؤولي النظام في 23 حزيران/يونيو 2015: “أنا أعتبر هيئة المفاوضين، (أولئك الأصدقاء الذين تحملوا المشاق خلال هذه المدة)، أمناء، ومتدينين، وليعلم الجميع ذلك”.

صاحب إحساس بالمسؤولية..

وخلال لقاء بمسؤولي النظام أيضًا؛ في 12 حزيران/يونيو 2017، قال “علي خامنئي”؛ عن “محمد جواد ظريف”: “… إنه وزير الخارجية المحترم، هو إنسان متدين، هو صاحب وجدان وإحساس بالمسؤولية…”.

تهم “التمساح” هذه المرة خلال صلاة الجمعة في قم..

الحقيقة لم تنتهي ضجة مسلسل (التمساح) !.. وتدور أحداث المسلسل عن، “غيسون رضائيان”، وهو صحافي أميركي من أصل إيراني، اعتقلته السلطات الإيرانية مع زوجته، بتاريخ 22 تموز/يوليو 2014؛ بتهمة التجسس، قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل للسجناء عقب توقيع “الاتفاق النووي”.

ورغم أن هدف المسلسل الرئيس تسليط الضوء على قدرات الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، إلا أن المسلسل في الحلقات من 20 وحتى 29؛ تحول بشكل مفاجيء للهجوم على فريق المفاوضات النووية ومدراء الجهاز الدبلوماسي وأقارب رئيس الجمهورية.

وقد تجاوز المسلسل، بشكل غير مسبوق، كل الخطوط الحمراء لدرجة تحولت معها مناقشات الأمن القومي إلى جدل وشجار، بحيث تجاوز المسؤولون عن الإعلام الوطني حدودهم في مستنقع التسييس !

فلم تتجرأ أي دولة، لا في عالم السينما والتليفزيون ولا في العالم الواقعي، على تشويه جهازها الدبلوماسي، (بأي ذريعة مقبولة أو غير مقبولة)، ناهيك عن أن بناء مسلسل يشكك في جميع العاملين بـ”وزارة الخارجية” !

وقد بدأت القصة بدعوة فريق عمل المسلسل للمشاركة في صلاة الجمعة، بمدينة “قم”، وتكريمهم على المشقات التي تحملوها، وما أن أمسك رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان؛ بالميكرفون حتى نسى السياسة الخارجية والأمن القومي !.. وأرتكب الكثير من الأخطاء في خطابه التحفيزي؛ وأثنى على المسلسل لأنه استعداد لإرتباط الجماهير بالتليفزيون، في حين أن حتى “هيئة الإذاعة والتليفزيون” لم تطرح هكذا إدعاء.. وقد اتهم “وزير الخارجية” بالتسبب في تسريب جزء من القدرات الصاروخية الإيرانية، بينما لم يتخذ “الحرس الثوري” هكذا موقف لا تجاه، “محمد جواد ظريف”، ولا تجاه شخص آخر داخل جهاز الدبلوماسية نسب إلى “وزير الخارجية” مقولة: “إيران بالكامل غارقة في الفساد”. دون التفات لأن الرأي العام أكثر ذكاءً من المعتاد.

والأهم من كل ما سبق؛ روج المسلسل لإدعاء مغلوط بشأن دفع “الولايات المتحدة” مبلغ مليار و700 مليون دولار لقاء الإفراج عن “غيسون رضائيان”، لكن لم يثبت أن “الولايات المتحدة” فعلت.

همسات تنبعث منها رائحة الاستقالة !

دار الحديث، في وسائل الإعلام، عن رسالة كتبها، “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية. ذلك الشخص الذي خاطبه المرشد بقوله: “صديق العزيز”، ودعاه بـ”ابن الثورة”، ووصفه بعبارات من مثل “الأمين والشجاع والمتدين” وغير ذلك.

تفوح من هذه الرسالة رائحة الشكوى.. بل إن مضمون الرسالة ينم عن تشكيك شرعي فقهي وديني بالكامل لأنه: “إن يصدق بعض هذه التشويه”؛ فلا يجوز شرعًا الاستمرار في “وزارة الخارجية”.

وهذه الرسالة هي بمثابة استفتاء وطلب الحجة الشرعية، لأنه حين يحصل على لقب “ابن الثورة” أو “الذي لا يكل” و”المدافع عن الأهداف”، ويكون في الوقت نفسه “متدين وصاحب شعور بالمسؤولية”، ثم يتعرض لأعجب عمليات التشويه بمسلسل تليفزيوني مذاع عبر وسائل الإعلام القومية؛ أو ما تلى عرض المسلسل من مؤتمرات وندوات، فالطبيعي إذا كان هناك شبهة شرعية وفقهية أو دينية فهل يجوز الاستمرار في المنصب في حين أن قطاعًا من الجماهير يعتبره “خائن ومقامر” !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة