25 ديسمبر، 2024 6:16 م

تهديد “إردوغان” بتدمير شرق الفرات .. خطوة استباقية لمنع فرض عقوبات أميركية جديدة !

تهديد “إردوغان” بتدمير شرق الفرات .. خطوة استباقية لمنع فرض عقوبات أميركية جديدة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

محاولةً منه لتنفيذ مخططه الاستعماري بالسيطرة على منطقة الأكراد بـ”سوريا”، أكد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أن بلاده عازمة على “تدمير ممر الإرهاب في شرق الفرات؛ بغض النظر عما ستصل إليه محادثات المنطقة الآمنة مع واشنطن”.

وقال “إردوغان”، في كلمة أمام رؤساء فروع “حزب العدالة والتنمية” في “أنقرة”: “سنقطع إرتباط الإرهابيين، شرق الفرات في سوريا، بشمال العراق عبر (عملية المخلب)”، مضيفًا: “وسنعمل ما بوسعنا للحفاظ على وحدة سوريا، والذين يعتمدون على القوات الأجنبية في المنطقة سيتم دفنهم تحت التراب”.

من جهة أخرى؛ شدد “إردوغان” على أنّ تركيا “تحتفظ لنفسها بالحق والتوجه إلى جهات أخرى؛ إذا رفضت واشنطن تزويدها بمقاتلات (إف-35)”، معبرًا عن أمله في أن “تتصرف الولايات المتحدة الأميركية بعقل سليم تجاه شرائنا منظومة (إس-400)”.

وأضاف الرئيس التركي، أن: “مبادرات أوروبا، غير العقلانية، لمنع حقوقنا المشروعة في شرق البحر المتوسط؛ تزيد من ترددنا حياله”.

إطلاق “عملية المخلب”..

يُذكر أن “وزارة الدفاع التركية” كانت قد أعلنت، في أواخر أيار/مايو الماضي، إطلاق عملية “المخلب” العسكرية ضد “حزب العمال الكُردستاني” في شمال “العراق”، الذي تعتبره تنظيمًا إرهابيًا.

وأكد وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، أن بلاده أطلقت أوسع عملية جوية ضد “حزب العمال” ردًا على اغتيال نائبِ القنصل التركي في “أربيل”، بعد أن كان وزير الخارجية التركي، “مولود تشاووش أوغلو”، قد أكد على أن “أنقرة” لن تحمّل “حزب العمال الكُردستاني” مسؤولية اغتيال الدبلوماسي التركي في مطعم بـ”أربيل”.

تٌجدر الإشارة إلى أن “أنقرة” قد أعلنت، في آذار/مارس 2017، إنتهاء حملتها العسكرية في شمال “سوريا”؛ من دون تحديد ما إذا كانت ستسحب قواتها من البلد المجاور.

وأوضح “مجلس الأمن القومي” التركي برئاسة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، أن الهجوم الذي استغرق نصف السنة في “سوريا”؛ قد “إنتهى بنجاح”.

بدوره أعلن رئيس الوزراء التركي، “بن علي يلدريم”، إنتهاء عملية “درع الفرات”، التي تنفذها القوات التركية في “سوريا”، ولم يستبعد بدء عملية أخرى، مشيرًا إلى أنها ستكون تحت اسم آخر.

استنكار سوري..

في المقابل؛ أعربت “دمشق” عن استنكارها الشديد لاستمرار التدخل الأميركي في شؤونها، والذي وصفته بـ”التدخل الهدام الذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها”.

مصدر رسمي في الخارجية السورية؛ أكد لوكالة (سانا)، تجديد “دمشق” رفضها لأيّ شكل من أشكال التفاهمات “الأميركية-التركية”، “التي تشكل إعتداءً صارخًا على سيادة ووحدة سورية أرضًا وشعبًا”.

كما اعتبرت “الخارجية السورية” أن: “الذرائع التي يسوقها النظام التركي في عدوانه على سوريا؛ بحجة الحفاظ على أمنه القومي، تُكذبها سلوكيات وسياسات هذا النظام الذي شكّل، ولا يزال، القاعدة الأساسية للإرهاب وقدم له كل أشكال الدعم اللوجيستي”.

المصدر أكد على أنّ: “سوريا مستمرة في مطاردة فلول الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل، والتصدي لكل الطروحات الانفصالية التي تشكل تهديدًا لسيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية”، مشددًا على “الاستمرار في التعاطي البناء للوصول إلى نهاية للأزمة عبر عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم دون أيّ تدخل خارجي”.

حشد عسكري..

وأرسلت “أنقرة”، منذ مطلع تموز/يوليو الجاري، وفق معطيات رسمية وتقارير إعلامية، أكثر من 50 دبابة وبطاريات صواريخ وكتائب عسكرية؛ إلى محيط محافظة “شانلي أورفا” على الحدود مع “سوريا”، قبل أن تعزز ذلك بإرسال وحدات خاصة من (الكوماندوز) مع صواريخ محمولة ومركبات مدرعة ومعدات لاعتراض الإشارات اللاسلكية إلى منطقة “حسا” في محافظة “هاتاي”، وذلك تحسبًا لأي محاولة لرد محتمل يستهدف العمق التركي خلال العملية العسكرية.

كما ألغت أيضًا إجازات الجنود في الجبهة، وصعدت عسكريًا ضد مدينة “كوباني”؛ التي يسيطر عليها الأكراد، لتكتمل بذلك تجهيزاتها في مسرح العمليات، وترابض القوات حاليًا بانتظار إشارة البدء من “أكار”، إضافة إلى كل من رئيس الأركان، “غولر ياشار”، وباقي قيادات الأركان البرية والبحرية والجوية.

انقسام تركي حول ملف المنطقة الآمنة..

ويعاني معسكر “إردوغان” نفسه من انقسام حول الموقف من “واشنطن”؛ فيما يتعلق بملف “المنطقة الآمنة”، وما إن كان ينبغي الوثوق بإدارة الرئيس الأميركي بهذا الخصوص أم لا، في وقت تخشى فيه “أنقرة” أن تجد نفسها مجبرة على الإعتراف بشرعية تواجد قوات “الاتحاد الديمقراطي” في باقي الأراضي السورية، في حال الموافقة على مقترح إنشاء منطقة آمنة في مثلث “كوباني-تل أبيض-عين عيسى” الموازي لـ”منبج”.

عجز وعقبات..

إلا أن ما يمثل مشكلة بالنسبة لـ”أنقرة”؛ هو أنها عاجزة تمامًا عن التصرف بشكل أحادي، وإنما هي مضطرة للتنسيق مع “واشنطن” خصوصًا أن طائراتها لن يكون بإمكانها الحصول على تصريح فوق منطقة المعارك إلا بتصريح أميركي، كما أن “إردوغان” وحكومته يدركون أيضًا أهمية الغطاء الجوي في مثل هذه المعارك، وقدرته على حسمها.

ومن أبرز العقبات التي تقف بوجه إنشاء “المنطقة الآمنة” إصرار “أنقرة” على إمتداد هذه المنطقة بعمق 40 كيلومترًا، من “جرابلس” حتى “أكجاكالي”، فيما يُصر الأكراد على المقترح الأميركي بأن تكون بعمق 10 كيلومترات فقط، وتصبح بموجبها شمال الشمال السوري في يد “تركيا”، بينما الجنوب يسيطر عليه الأكراد ويفصل بينهما في تلك الحالة “نهر حجور”.

كما تريد “أنقرة” أيضًا السيطرة على مدن مثل “كوباني” و”تل أبيض” لتحتلها على غرار “عفرين” وتطرد منها الأكراد، بزعم أنها مناطق ذات أغلبيات عربية، وهو ما يقابله رفض كلي من قِبل الأكراد بالانسحاب من إدارة تلك المناطق حتى في حال تفعيل اتفاق المنطقة العازلة.

وترغب “تركيا” أيضًا في تأمين “المنطقة الآمنة” وحدها، ما يعني انسحاب القوات الأميركية من المجال الجوي السوري، وهذا أكثر ما يخشاه الأكراد الذين يعرفون أن ذلك معناه استغلال “تركيا” للأمر وتوجيه ضربات عسكرية قد تستهدف حتى المدنيين، بحجة مطاردة عناصر “العمال الكُردستاني”.

بسبب التسويفات الأميركية..

تعليقًا على تصريحات الرئيس التركي، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، “يوسف كاتب أوغلو”: “إن تركيا ضاقت ذرعًا من التسويفات الأميركية، وإن هناك بؤرًا إرهابية لا تزال موجودة على الحدود (السورية-التركية)، وتدعمها واشنطن بالسلاح؛ حتى بعد إعلانها القضاء على (داعش)، وهو ما دفع الرئيس التركي ووزيري الخارجية والدفاع أن يتحدثوا عن عملية عسكرية شرق الفرات أيًا كانت مخرجات الحوار مع واشنطن”.

وأضاف “أوغلو”؛ قائلًا: “أمن تركيا هو الأساس، وعند الحديث عن منطقة آمنة شرق الفرات، وعن عملية عسكرية تؤمن هذه المنطقة، يجب أن يكون ذلك تحت السيطرة التركية، مع ضمان عدم وجود أي مجموعات إرهابية في هذه المنطقة”.

خطوة إستباقية لمنع فرض عقوبات أميركية جديدة..

من جانبه قال المحلل السياسي من نيويورك، “نصير العمري”: “التهديدات التركية متكررة، وقديمة جديدة، ولا يمكن أن تصل إلى حد تحدي الولايات المتحدة والهجوم على حلفائها، بحملة شاملة تهدد علاقتها مع واشنطن، وربما تكون هذه التهديدات خطوة إستباقية لمنع فرض عقوبات أميركية جديدة على تركيا، أو للتفاوض نحو إبقاء تركيا في المشهد السياسي السوري مستقبلًا”.

وعبر “العمري” عن إعتقاده، بأنه إذا كان هناك بالفعل عمل عسكري تركي، فسيكون عملية محدودة، تعتمد فيها على حلفائها داخل “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة