كيف نؤسس لمنهجية عمل سليمة ؟ كيف نفكر بخطاب عصري سليم ؟ وكيف وكيف والاهم فيها ان تحققت فاننا يجب ان نعلم كيف نلتزم بثوابتنا العقائدية ؟
عندما اختار الله عز وجل لنا حججه على الارض فكانه اختار لنا الاسس الثابتة للالتزام بمنهجية سليمة تضمن لنا العيش السليم والرفاه الكريم والمنهج القويم لتؤدي الى صراط مستقيم .
كثيرا ما يؤكد اهل البيت عليهم السلام على احياء امرهم ، ولاحياء امرهم عدة وسائل منها الشعائر ومنها الخطابات والخطابات سيدها المنبر الحسيني ولاننا نعيش عصر التكنلوجيا وثورة وسائل الاعلام بكل اشكالها ، فهذا يعني ان للاعلامي كما للخطيب مسؤولية مهمة وخطيرة في كيفية توظيف تراث اهل البيت عليهم السلام وفق المفاهيم العصرية حتى يتم احياء امرهم ، وما احوجنا الى خطاب عصري يستنهض القيم والمبادئ من تراث اهل البيت عليهم السلام ، ومنها حديث احياء امرهم ، فقد ورد هذا الحديث في اكثر من رواية منها للامام الصادق عليه السلام بعد حديث مع احد اتباعه ثم رفع يده فقال: رحم الله من أحيا أمرنا .
وفي مورد ثان قال عليه السلام :حدثوا عنا ولا حرج رحم الله من أحيا أمرنا، ومورد ثالث، يقول لأصحابه و أنا حاضر اتقوا الله، و كونوا إخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا و تلاقوا و تذاكروا وأحيوا أمرنا.
ومورد رابع للامام الرضا عليه السلام وهو الذي ساتوقف عنده عندما قال: رحم الله عبدا أحيا أمرنا، فسالوه: و كيف يحيي أمركم، قال عليه السلام : يتعلم علومنا و يعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا .
وهنا اتوقف عند الكيفية التي يريدها الامام الرضا عليه السلام ، فالامام الرضا عليه السلام يقول الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ، وهذا يعني انهم ليسوا من شيعته بل عامة الناس ويعني ايضا ان وسائل اعلام الدولة العباسية طغت على ثقافة الناس لدرجة جهلهم بتراث اهل البيت عليهم السلام واليوم وسائل الاعلام الالكترونية والموجهة ضد الاسلام تعمل بنفس المنهجية .
وانا اقول والكلام مردود علي، ان القصد من محاسن الكلام هو كل ما له علاقة بحقوق الانسان وكرامته وليس ما يؤدي الى النعرات الطائفية ، والمحاسن لا تعني ابدا ان هنالك مساوئ ولكن لربما ان الناس في عصر الدولة العباسية تتجنب كل ما له علاقة بعقائد اهل البيت عليهم السلام اما لجهلهم او خوفهم من الرقابة العباسية او لحقدهم ، ومن المؤكد فان هنالك افكارا مشوهة ترسخت في عقولهم لدرجة تجعلهم يبتعدون عن اهل البيت واتباعهم ، ولكن عند الحديث بالكلام الحسن وهو المشتركات الاخلاقية بين بني البشر ( وجادلهم بالتي هي احسن) فالمحاسن التي عند اهل البيت عليهم السلام لا يمكن لنا ان نعدها او نتجاوزها وهي المطلوبة من الاعلامي والخطيب في تسليط الضوء عليها حتى يعلم الناس أي ليسوا الشيعة بل كل الناس ومن مختلف الاديان والمذاهب ماهية محاسن اهل البيت التي تعبر عن اخلاقهم الفذة .
والروايات والاحداث كثيرة لاهل البيت عليهم السلام في اظهار اخلاقهم وبالنتيجة تهتدي الناس فكم من شخص قال : ان الله اعلم حيث يضع رسالته ، واخر انكم حقا حجج الله على الارض ، وغيرها الكثير .
فمن هنا تكون مسؤوليتك ايها الاعلامي وانت تتاح لك هذه التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال بان تسلط الضوء على محاسن اهل البيت عليهم السلام ونتيجتها سيتبعون اهل البيت ، تحدث عن علاقة اهل البيت بالناس من غير المسلمين ، تحدث عن وصايا اهل البيت لاتباعهم في ضرورة احترام عقائد الاخرين ، تحدث عن عدالة اهل البيت التي لا تلتفت الى جنس او مذهب او دين ، فالمشتركات كثيرة جدا بين البشر ونتائجها وحدة البشر .
والخطيب له دور خطير فالمنبر مرصود من الاعداء قبل الاصدقاء فالمنبر اصلا له الريادة والسيادة في نشر الخطاب الاسلامي فكيف اذا اتيحت له تقنيات العصر الحديث لتجعله على مراى ومسمع الناس في شتى اصقاع الارض .
ويؤكد سماحة السيد السيستاني على الخطاب العصري والاهم ان يطلع الخطيب على مستجدات الثقافة وان يستعين باصحاب الاختصاص في وضع الحلول ومعرفة ماهية افكار الاخرين ، وان يترفع المنبر عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين ، وجوهر التاثير الاكيد اشار له سماحته بالقول (فلا يطرح من المعارف الدينية الا ما ينسجم مع المستويات الذهنية للمستمعين)، أي ان هنالك روايات واحاديث لا يصح ذكرها من على المنبر وانت ايها الاعلامي تذكر ذلك كذلك لانها فوق مستويات عقول من تخاطبونهم