العراق : سياستنا “المحايدة” في النزاع السوري مهددة!‏

العراق : سياستنا “المحايدة” في النزاع السوري مهددة!‏

قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده تتعرض لضغوط من طرفي الصراع الدائر على الجانب الآخر ‏من الحدود في سوريا وإن سياسة بغداد الرسمية المتسمة بالحياد اصبحت مهددة مع تحول الصراع إلى ‏حرب بالوكالة في المنطقة بأسرها.‏
وبعد عامين من القتال الذي أودى بحياة أكثر من 93 ألف شخص تستدرج الاضطرابات في سوريا ‏جيرانها إلى مواجهة قاتلة بين إيران الشيعية التي تدعم الرئيس بشار الأسد ودول الخليج العربية السنية ‏التي تساند مقاتلي المعارضة السورية.‏
وفي العراق تصاعدت بشدة الهجمات الطائفية في المناطق الشيعية والسنية ما يشكل ضغوطا جديدة ‏على تركيبته العرقية والطائفية الهشة المتمثلة في أغلبية شيعية وأقلية سنية عربية واقلية كردية.‏
وتقول الحكومة العراقية إنها لا تؤيد طرفا بعينه في الحرب وتدعو إلى تسوية عن طريق التفاوض ‏بينما  ترد القوى الغربية بإن بغداد تسمح لطائرات إيرانية تنقل السلاح لقوات الأسد بالمرور في ‏المجال الجوي العراقي وهو اتهام تنفيه بغداد.‏
وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري في مقابلة مع رويترز “نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف ‏محايد لكن الضغوط هائلة وإلى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الاحداث في سوريا.” ‏
واشار زيباري ردا على حركة مقاتلين شيعة عراقيين عبر الحدود قائلا “حسب معرفتنا بديناميكية ‏الصراع الدائر في سوريا اتخذنا موقفا اكثر حذرا. ليس حبا في النظام… ولكن بدافع من مخاوف كبيرة ‏على المصالح الوطنية العراقية.”‏
وقال زيباري “لا أحد يسيطر على زمام الأمور لا النظام ولا المعارضة وهذا هو المقلق في الأمر… ‏وليس هناك توافق دولي.” واكد قائلا “لا أحد يسيطر على زمام الأمور لا النظام ولا المعارضة وهذا ‏هو المقلق في الأمر… وليس هناك توافق دولي.” وحذر قائلا “ما لم يبذل المجتمع الدولي ومجلس ‏الأمن جهودا جادة -لنكن صرحاء- للتدخل سيستمر هذا الحال لفترة طويلة لأن أيا من الطرفين لا يمكنه ‏أن يحقق النصر.”وقال ان “العراق في أصعب موقف وسط هذه الاضطرابات الاقليمية والصراع في ‏سوريا أصبح صراعا اقليميا بكل المعايير.”‏
وشدد زيباري على ان “هناك مبالغة بشأن الألوية أو الوحدات العراقية التي تقاتل في سوريا… حقيقة ‏فإن عددا محدودا من المتطوعين ذهب إلى هناك دون إذن أو موافقة أو دعم من الحكومة او النظام ‏العراقي أو الزعماء السياسيين.”‏
ومع تحول الصراع الدائر في سوريا بدرجة أكبر إلى صراع طائفي ينضم مقاتلو تنظيم القاعدة السنة ‏في العراق للمقاتلين المعارضين في سوريا وتعبر الميليشيات الشيعية التي حاربت ذات يوم في صف ‏القوات الأمريكية في العراق الحدود لمساندة قوات الأسد.‏
وقالت واشنطن الأسبوع الماضي إنها ستبدأ في تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية بعد أن ‏ساعد ألوف من أعضاء جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية قوات الحكومة السورية في تحقيق مكاسب ‏عسكرية مهمة.‏
‏ وفي مرحلة سابقة من الصراع السوري رفض العراق دعوات من دول عربية أخرى بأن يترك الأسد ‏السلطة متخذا موقفا أقل حدة من العنف المتنامي على حدوده الشرقية. وامتنع العراق عن التصويت في ‏الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا وعارض دعوات بفرض عقوبات عليها.‏
وكان قادة العراق الشيعة يرفضون حكم الأسد في السابق لكنهم في أحاديثهم الخاصة يقرون بخوفهم من ‏ان يؤدي انهيار سوريا إلى إثارة انقسامات طائفية بالعراق ويأتي للسلطة بنظام سني متشدد.‏
ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مقرب من إيران ويعتمد على النفوذ الإيراني في الإبقاء على ‏وحدة ائتلافه الشيعي ولجأ في وقت سابق إلى سوريا هربا من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.‏
لكن علاقة بغداد معقدة بدمشق التي سمحت ذات يوم لمقاتلين سنة بالتسلل عبر حدودها لتنفيذ تفجيرات ‏استهدفت القوات الأمريكية والعراقية في ذروة أعمال العنف التي أعقبت غزوا قادته الولايات المتحدة ‏للعراق عام 2003.‏
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن العراق لا يبذل جهدا كافيا لمنع إيران من استخدام مجاله ‏الجوي في نقل السلاح لقوات الأسد.‏
‏ ويأمل بعض الزعماء السنة العراقيين المتشددين في أن يدعم وصول حكومة سنية محتمل إلى السلطة ‏في سوريا سعيهم من أجل مزيد من النفوذ في مواجهة القيادة الشيعية في العراق التي يقولون انها ‏تهمشهم منذ الإطاحة بصدام عام 2003.‏
ويقول قادة المسلحين الشيعة إن الجماعات الشيعية الثلاث الرئيسية في العراق وهي جيش المهدي ‏وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ترسل كلها متطوعين الى سوريا بعد أن اشتعل غضبها بسبب ‏تقارير عن نبش بعض مقاتلي المعارضة لمواقع دينية شيعية.‏
وتشير تقديرات إلى ان المقاتلين العراقيين الشيعة في سوريا يتراوح عددهم بين 600 واكثر من الف ‏مقاتل في حين يقول قادة الميليشيات إن نحو 50 مقاتلا فقط يعبرون الحدود كل اسبوع ويعملون ‏بالتناوب.‏
وحظيت إيران التي يربطها بسوريا تحالف استراتيجي قديم وعداء مشترك لإسرائيل وصدام بنفوذ أكبر ‏في بغداد منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل وانتهاء حكم السنة الذي استمر عقودا ووصول ‏مجموعات شيعية متحالفة إلى السلطة.‏
ويخشى العديد من المراقبين العراقيين من أنه إذا خسرت إيران نفوذها في سوريا فلن يتبقى لها منطقة ‏نفوذ سوى العراق وهو الأمر الذي سيزيد الضغوط على البلاد بدرجة كبيرة.‏
وعطلت الخلافات بين روسيا والقوى الغربية تنظيم مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا وواجهت ‏المعارضة السورية نفسها صعوبات في تشكيل جبهة موحدة ما عقد جهود المعارضين للأسد للتحضير ‏لانتقال السلطة.‏
وتريد واشنطن وحلفاؤها أن يترك الأسد السلطة ويتحركون باتجاه تسليح مقاتلي المعارضة في حين ‏تعطي روسيا الرئيس السوري دعما دبلوماسيا إضافة إلى السلاح.‏
‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة