26 نوفمبر، 2024 11:56 ص
Search
Close this search box.

الثورة والموالاة والتعطيل

الثورة والموالاة والتعطيل

الثورة والموالاة والتعطيل (القسم الاول)
المقدمة :-
لماذا الثورة مطلوبة من الشعب العراقي وليس التظاهرات المحدودة والاحتجاجات العقيمة ؟؟ ولا بد للثائر من ان يعرف طبيعة النظام الحاكم الذي يثور ضدة لكي يتمكن من تحديد الوسائل والطرق المطلوبة في مواجهة هذا النظام ونسفه من الجذور واقامة حكم وطني بدلا منه واتساقا معه فان الحكومات العراقية التي حكمت العراق بعد سقوط نظام البعث كانت طبيعتها طبيعة انتهازية استئثارية احتكارية انغمست منذ الحكومة الاولى في دائرة اهدافها الشخصية والحزبية وتماهت معها بشكل جذري لا يمكن لمظاهرة او احتجاج ان يمنعها من الاستمرار في هذا الطريق لذا فانه لا بد من ثورة عارمة تقتلع جذور الفساد المالي والوظيفي والاداري لهذه الحكومات وتؤسس لحكومة وطنية حقيقية تهتم بمصلحة الشعب والوطن وترعى توفير متطلبات حياته اليومية ومن الوسائل غير المقبولة وغير النزيه التي تبنتها وتـتبناها الحكومات العراقية المشار اليها عبر سياستها العامة في العراق هي الموالاة بشكلها غير المستساغ وهو الشكل الاستغلالي 0

الموالاة التي اقصدها هنا هي الموالاة السياسية للذات وللفئة التي احتلت حيزا كبيرا في المساحة العامة للحياة السياسية في العراق بعد العام 2003م وقد تبناها المشاركون في الحكومات التي حكمت العراق بعد العام المذكور بشكل مكثف من قبل الاشخاص المشاركين في الحكومة ومن قبل الاحزاب والتيارت السياسية التي ينتمون اليها وبما انها كانت موالاة من قبل المسؤولين العراقيين للأهداف الذاتية لكل مسؤول والاهداف الفئوية لأحزابهم فانها ادت في المحصلة النهائية الى يوم الناس هذا الى تعطيل وشل اي نشاط نظري او عملي لحكومات ما بعد العام 2003م لرعاية المصلحة العامة للشعب وتحقيق حاجته الى الخدمات في القطاعات العامة ومنها القطاع الصحي والكهربائي لا بل انها اصابت بالشلل التام كل مرفق من مرافق حياة الشعب العراقي 0

وقد ادت بالفعل الملموس بالاشتراك مع عوامل اخرى ياتي في مقدمتها جهل السياسي العراقي بطبعية الديمقراطية وعدم معرفته لنسق محتواها العملي وعلى سبيل المثال ماذا يعرف مصلح جرارات زراعية عن الديمقراطية لتنتخبه مجموعة من اصحاب الجهالة والامية المتعصبين لشخص اوجهة ليكون عضوا في البرلمان العراقي ، لقد دفعت هذه العوامل السلبية الى تغير المسار السياسي العام في العراق نحو اعتماد الديمقراطية كصيغة حكم وشكل ثابت للحاكمية في العراق واعتمادها كممارسة بين اوساط الشعب العراقي فكانت الحكومات العراقية حتى هذه الساعة هي حكومات محاصصة على مختلف مستوياتها ومسمياتها مثل المحاصصة الطائفية والمحاصصة القومية وغيرها وقادت بدلا من الانسجام والتوافق بين قطاعات الشعب العراقي الى الصراع والاحتراب والصدام بين ابناءه الذي تربط تركيبته السكانية العامة وشائج رحم تاريخية عميقة فسالت دماء غزيرة من دماء العراقيين على ايدي بعضهم البعض ويتم الاطفال ورملت النساء وتخربت البنية التحتية لحياة الشعب ودمرت البلدان 0 وتحولت الموالاة من موالاة تتماهى في حب للوطن واهله الى موالاة شوفينية تتعصب للشخص والفئة 0

أحدث المقالات