خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في تحدٍ جديد لرغبات “الكونغرس” الأميركي، استخدم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أمس الأول، حق النقض، الـ (فيتو)، ضد ثلاثة قرارات لـ”الكونغرس” تهدف منع مبيعات الأسلحة لـ”السعودية” و”الإمارات”.
وقال “ترامب”، في رسائل إلى “مجلس الشيوخ”: “بصرف النظر عن التأثير السلبي على علاقاتنا الثنائية مع؛ المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا، فإن القرار المشترك سيعيق قدرة الولايات المتحدة على دعم وتشكيل أنشطة التعاون الأمني الحاسمة”.
ووصف “ترامب”، كل قرار بأنه “خاطيء”، معتبرًا أن هذه القوانين “فشلت في معالجة الأسباب الجذرية للصراع في اليمن”.
وأضاف الرئيس الأميركي، في رسائله إلى “الكونغرس”، إن: “الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن حصيلة النزاع على المدنيين الأبرياء؛ وتعمل على إنهاء النزاع في اليمن. لكن لا يمكننا أن نضع حدًا لها من خلال قرارات سيئة التصميم وتستغرق وقتًا طويلاً تفشل في معالجة أسبابها الجذرية. وبدلاً من إنفاق الوقت والموارد على مثل هذه القرارات، أشجع الكونغرس على توجيه جهوده نحو دعم عملنا لتحقيق السلام من خلال تسوية تفاوضية للنزاع في اليمن”.
تصويت على “فيتو” الرئيس يحتاج لموافقة ثلثي المجلس..
ومن المقرر أن يصوت “مجلس الشيوخ”، خلال أيام، على (فيتو) الرئيس الأميركي على مشروعات تلك القوانين، حيث يتطلب تجاهل (فيتو) الرئيس موافقة أغلبية الثلثين من أعضاء المجلس.
وأيد “مجلس النواب”، الذي يسيطر عليه “الديمقراطيون”، مشروعات القوانين تلك، الأسبوع الماضي، وكان ذلك على أساس حزبي بدرجة كبيرة ثم أحالها إلى “البيت الأبيض”، حيث تعهد “ترامب” باستخدام حق النقض للاعتراض عليها.
للضغط على الرياض لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان..
ويرغب الديمقراطيون في “مجلس النواب”، في ضغط “واشنطن” على “الرياض” لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان، لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين في الحرب المستمرة في “اليمن”، منذ 4 أعوام، والذي تقود فيها “السعودية” تحالفًا عسكريًا ضد قوات “الحوثيين”؛ المدعومة من “إيران”.
وفي رد فعل على ذلك؛ أوضح “ميتش ماكونيل”، زعيم الأغلبية في “مجلس الشيوخ”؛ الذي يسيطر عليه “الجمهوريون”، أن المجلس سيصوت، قبل الثاني من آب/أغسطس 2019، أي قبيل موعد إنطلاق العطل الصيفية، على قرارات الرفض الثلاثة، وفي حال إكتمال الثلثين اللازمة في “مجلس الشيوخ” الذي يضم مئة عضو، فسيتم بذلك تخطي حق الرئيس في النقض. لكن هذا الأمر يظل مستبعدًا جدًا نظرًا لتأييد “الجمهوريين” لصفقات السلاح..
إنتقاد لإدارة “ترامب”..
وكان “الكونغرس” الأميركي قد صادق على القرارات، هذا الشهر، في خطوة شكلت ضربة لإدارة “ترامب” التي إتخذت مسارًا استثنائيًا، في آيار/مايو 2019، بتجاوز موافقة “الكونغرس” على إبرام صفقات السلاح، بحجة “تهديد” إيران لاستقرار الشرق الأوسط.
وأنتقد ديمقراطيون وجمهوريون، إدارة “ترامب”، بسبب ما اعتبروه استخدامها لإعلان حالة الطواريء بشأن “إيران” لتجاوز “الكونغرس” ومصادقة مبيعات الأسلحة لـ”السعودية”.
وفي آيار/مايو الماضي، رجع “ترامب” إلى بند نادر الاستخدام من قوانين الحد من الأسلحة للإلتفاف على “الكونغرس”، والسماح ببيع الأسلحة إلى “السعودية” وحلفائها في الخليج.
ففي حين أن مبيعات الأسلحة عادة ما تمر بفترة مراجعة مدتها 30 يومًا من قِبل “الكونغرس”، إلا أن البند المذكور يسمح بتخطي هذه العملية في حالة الطواريء، وفقًا لوكالة (الأناضول).
خطوة مهمة حتى إذا لم يتم تمريره..
وتوقع السيناتور الديمقراطي، “روبرت مينينديز”، مسبقًا ألا يسمح الرئيس الأميركي بتمرير مشروع القانون، وأن يستخدم حق النقض الرئاسي، الـ (فيتو) ضد المشروع؛ إذا أقره “الكونغرس”، لكن “مينينديز” اعتبر أن مشروع القانون خطوة مهمة حتى إذا لم يتم تمريره.
ويُعد السيناتور “مينينديز”؛ أحد أبرز أعضاء “الكونغرس” الذين يوجهون انتقادات لعلاقة “ترامب” مع “السعودية”، وحرب “اليمن” وأوضاع حقوق الإنسان بـ”العربية السعودية”، كما أنه يُحمل ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، مسؤولية مقتل الإعلامي السعودي، “جمال خاشقجي”، في قنصلية المملكة في “إسطنبول”، في 2 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقال “مينينديز” إن دعم مشروعات القوانين في ظل الـ (فيتو) الرئاسي؛ أمر صعب هذه الأيام، مضيفًا: “لكن أعتقد أن عمل لجنة العلاقات الخارجية ومجلس الشيوخ، مثلما حدث مع مشروعات القوانين الخاصة ببيع الأسلحة للسعودية، يمثل رسالة مهمة”.
وتابع السيناتور “مينينديز”، بالقول: “أنظروا إلى الإمارات العربية المتحدة التي تنسحب بالفعل من اليمن، هذا نتيجة عمل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ”.
جدير بالذكر أن “الإمارات” نفت سحب قواتها من “اليمن”، بل سحب جزئي وإعادة نشر للقوات.
المرة الثالثة لاستخدامه حق الـ”فيتو”..
وتُعد هذه هي المرة الثالثة التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي، الـ (فيتو) الرئاسي، منذ توليه منصبه.
واستخدم “ترامب”، الـ (فيتو)، لأول مرة في وقت سابق من هذا العام في إجراء يهدف إلى إنهاء إعلان الطواريء على المستوى الوطني الذي استخدمه لتمويل الجدار على طول الحدود الجنوبية.
وفي نيسان/أبريل الماضي؛ استخدم الرئيس الأميركي الـ (فيتو) ضد قرار دعمه “الجمهوريون” و”الديموقراطيون”، في “الكونغرس” بغرفتيه؛ يفضي إلى سحب الدعم الأميركي للحرب التي تقودها “السعودية” في “اليمن”.
شركات المال والسلاح تتحكم..
تعليقًا على خطوة “ترامب”، قال أستاذ العلوم السياسية، “د. رائد المصري”، إن: “شركات المال والسلاح والمجمعات الصناعية العسكرية بالولايات المتحدة؛ لها دور أساس في تركيب الرؤساء والزعامات في الداخل الأميركي للقيام بسياسات ومغامرات استعمارية خارجية”.
وأشار إلى أن: “الرئيس ترامب، منذ وصوله للبيت الأبيض، أعتمد على هذا النوع من التحالفات تركب الحروب في منطقة الشرق الأوسط وكل دول العالم، رغم كل الانتقادات والإدانات الدولية”، موضحًا أن: “تصريحات ترامب دائمًا ما تكون متناقضة؛ ودائم التصادم مع مساعديه والذين دائمًا يدفعونه نحو الحرب”، لافتًا إلى أن: “الإدارة الأميركية في واقع مضطرب لا تحسد عليه في ظل عدم توحيد السياسة والرؤية الاستراتيجية حتى وإن اختلف معه؛ ما إنعكس وعجل من إخفاقات دور الولايات المتحدة على مستوى تأثيرها على الصراعات الدولية”.