خبير إيراني يكشف سر .. مساعي “بغداد” للحد من التوتر في المنطقة !

خبير إيراني يكشف سر .. مساعي “بغداد” للحد من التوتر في المنطقة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

زار رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، “إيران”، للمرة الثانية خلال الأشهر الماضية. وتختلف طبيعة هذه الزيارة عن سابقتها في أنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس الوزراء العراقي، دولة “إيران”، بشكل غير مرتقب.

في غضون ذلك؛ تزامنت الزيارة مع إحتدام التوتر في الخليج، وهو ما دفع الخبراء للقول بخوف المسؤولين العراقيين حيال أي مواجهة محتملة في المنطقة، ومن ثم فلقد كان موضوع الحد من التوتر والوساطة أحد أهم بنود مناقشات رئيس الوزراء العراقي في “إيران”.

وفي هذا الصدد، ناقش “محمد رضا ستاري”؛ مراسل صحيفة (المبادرة) الإيرانية الإصلاحية، في الحوار التالي مع، “أردشير پشنگ”، باحث دراسات الشرق الأوسط، أبعاد وزوايا هذه الزيارة غير المرتقبة..

القلق العراقي على أمن “مضيق هرمز”..

“المبادرة” : كما تعلمون إنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، الجمهورية الإيرانية بشكل غير مرتقب، خلال الأشهر الخمسة الماضية.. ما هي أهم أسباب هذه الزيارة في ضوء الأوضاع الراهنة ؟

“أردشير پشنگ” : في ضوء الأوضاع الإقليمية الراهنة؛ ورغبة “العراق” في الوساطة، فإن أحد أهم محاور زيارة، “عادل عبدالمهدي”، إلى “طهران”؛ هي الحد من مستوى التوتر الراهن بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”، لا سيما خفض مستويات أمان حركة ناقلات النفط في “مضيق هرمز”.

“المبادرة” : ما هي العلاقة بين زيارة “عبدالمهدي”، وزيارة “بن علوي”، المرتقبة إلى “طهران” ؟

“أردشير پشنگ” : يبدو أن حكومة “عُمان” تتطلع، وكذلك حكومة “العراق”، بالنظر إلى علاقاتهما الحسنة مع “إيران” و”الولايات المتحدة”، للحد من وتيرة الصراع عبر الاستفادة من النوافذ الدبلوماسية.

من جهة أخرى؛ يريد “العراق” القيام بدور إقليمي أكبر.. ثم أن الحد من تصاعد وتيرة التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة” سيكون ذا تأثير مباشر على “العراق”. لكن مما لا شك فيه لا ترتبط زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى “طهران” بزيارة وزير الخارجية العُماني المرتقبة.

ورغم عدم التنسيق بين “العراق” و”سلطنة عُمان” في هذه المسألة، إلا أنهما يتحركان في نفس المسار.

مخاوف العراق..

“المبادرة” : كما تعلمون أبدى “العراق” مرارًا خوفه حيال الصراع “الإيراني-الأميركي”، حيث يعتقد بعض الخبراء العراقيون، في تورط “بغداد” حال إندلاع مواجهات محتملة… ما مدى صحة هذه التوقعات، وهل يمتلك “العراق” بالأساس قدرة الوساطة للحد من التوتر ؟

“أردشير پشنگ” : أدى التقارب الكبير بين “إيران” و”العراق”، وبخاصة “الحشد الشعبي”، ومعدل الوجود السياسي والأمني الإيراني داخل “العراق”، وكذلك رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الطرفين، اهتمام “العراق” للتطورات والقرارات السياسية والأمنية الإيرانية.

وعلى كلٍ حال إندلاع أي حدث غير مرغوب في المنطقة، يثير مخاوف المسؤولين العراقيين، (مع الأخذ في الاعتبار للعلاقات الإيرانية مع الفصائل السياسية وشبه المسلحة العراقية)، من تحول بلادهم إلى ساحة للصراع بين “إيران” و”أميركا”، ومن ثم يعملون على الحيلولة دون ذلك.

الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية مهم للجميع..

“المبادرة” : قيل إن أحد محاور مناقشات “عبدالمهدي” هو مشكلة توقيف السفن البريطانية.. ما هو تقييمكم لذلك الموضوع ؟

“أردشير پشنگ” : العمل على الإفراج عن حاملة النفط البريطانية مهم بالنسبة للجميع، بما فيها “العراق”، لا للعلاقات القوية التي تجمع البلدين، ولكن لأن الجزء الأكبر من صادرات “النفط” العراقية يمر عبر الخليج و”مضيق هرمز”، وتنامي مستويات التوتر من شأنه التأثير على صادرات “النفط” العراقية.

من ثم؛ فإن استقرار الوضع في “مضيق هرمز” يخدم مصالح دول المنطقة بالكامل، ولذلك يسعى “العراق” إلى تلطيف الأجواء الملتهبة بالوساطة والإفراج عن ناقلة النفط البريطانية.

“المبادرة” : نقلت وسائل إعلام لبنانية، عن مصدر مطلع، نبأ وساطة “مصر” و”العراق”، بين “إيران” و”المملكة العربية السعودية”.. في رأيكم هل من أفقًا للتطبيع “الإيراني-السعودي” في ضوء الأوضاع الراهنة ؟

“أردشير پشنگ” : ترتبط بعض جذور التوتر “الإيراني-الأميركي”، بطبيعة الصراع “الإيراني-السعودي”، وبخاصة بعد دخول “دونالد ترامب”، البيت الأبيض، وتوطيد العلاقات مع “السعودية” واستخدامها أداة تأثير بين “إيران” و”أميركا”.

وأي تراجع في معدلات التوتر “الإيراني-السعودي”، سوف يؤثر في رأيي على الحد من التوتر “الإيراني-الأميركي”.

من جهة أخرى، تثير مسألة وساطة الجانب المصري العديد من الأسئلة.. إذ لا ترتبط “مصر” بعلاقات قوية مع “إيران”، أضف إلى ذلك إتباع “عبدالفتاح السيسي” نفس مسار، “حسني مبارك”. وعليه لابد أولاً: معرفة مدى صحة هذه التكهنات. ثانيًا: عبر أي القنوات. وثالثًا: مدى إصرار المسؤولين المصريين ؟ والأهم هل تدفع رؤية “طهران” و”الرباض” للحد من التوتر أم استمرار الوضع الراهن ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة