في جلسة نقاشية عُقدتْ في ملتقى الخميس الابداعي بالاتحاد العام للأدباء والكتاب ، ظهر يوم (28/3/2013) تناولتْ تجربة الدكتور عمار أحمد السردية ، اطلعتُ على نص كتبه الناقد الدكتور حسين سرمك ، حول هذه التجربة . وبعد إنتهاء الأُمسية قررتُ الكتابة عن الطبيب والأديب الناقد حسين سرمك حسن .
رغم الاغتراب
لم أتذكر أننا إلتقينا ، ولكن من المحتمل جداً أن أحدُنا تابع كتابات الآخر . وكانت المنافي ، عام 2006 والسنوات التي تلتُهُ ، مكاناً للقائنا المباشر ، بين أحضان العاصمة السورية دمشق . وكان الدكتور حسين سرمك حسن ، غزير العطاء في اكثر من ميدان .
وتابعتُ موقعه الالكتروني (الناقد العراقي) وكتبتُ فيه . وقبل نهاية عام 2009 إفترقنا .
ومنذ أسابيع ، تسلمتُ منه – إهداءً – كتابَهُ الجديد ، الذي حمل عنوان : يحيى السماوي وفن البساطة المربِكة – (مناديل من حرير الكلمات) أنموذجاً .
الكتاب صدر هذا العام ، عن (دار تموز للطباعة والنشر والتوزيع – سوريا) بـ (204) صفحة من القطع المتوسط .
ورغم أن المؤلف قد كتب عرضاً لكتابه في الزمان ، إلاّ أن ماكتبه كان تكراراً لدفاعه عن الشاعر يحيى السماوي ، رداً على زعم بعض النقاد ، بان (حرير الكلمات) كان نسجاً شعرياً على منوال (نشيد الانشاد) .
السمة التحرشِيّة
يقول الناقد حسين سرمك : الكثير من النقاد ممن تصدوا لدراسة منجز يحيى السماوي ، أغفلوا الناحية الأكثر جوهرية في سمة (التضمين) لديه ، والتي ترتبط بالناحية النفسية ، والتي تتمثل في السمة (التحرشية) التي مازال يحيى مثابراً عليها باصرار عزوم ، وبلا هوادة منذ نصوصه الاولى ، وأنضجها عبر ممارسته الابداعية الطويلة .
من هو الحلاج الجديد ؟
من تراتيل يحيى السماوي :
سأكون الحلاج الجديد
طمعاً بسيفِكِ
فاشطريني نصفين
ليعلقني الهوى على جسر صدرك
نصف فوق قبته اليمنى
والثاني عند بقايا فميْ
واستوقفني من تراتيل يحيى السماوي ، النصُ الحادي والستون ، حيثُ جاء فيه :
((جِديِ عذراً للعصافير ..
العصافير التي إصطدمت بصدرِك
لعلّها .. توهمتْ ثوبكِ الآزرق سماءً
شمسُها وجهك ..)) .
تذكرتُ نصاً وردني عبر البريد الالكتروني في 30/1/2012 من صديق عراقي مغترب ، تضمنت قصيدة لشاب مصري اسمه عماد فؤاد ، مقيم في أوربا . والقصيدة هي :
((لم تكن تناصبك العداء
النحلة التي غافلتنا
ولدغتْ نهدَك الأسمر
معذورة ، فقد حسبَتْهُ زهرة تهم بالاختباء
تحت كتان قميصك الابيض)) .
في هذين النَصَّين : الصورة الشعرية متماثلة . الفرق الضئيل بينهما : أن العصافير وسيلة يحيى السماوي للوصول الى صدرها ، فيما استخدم الشاب عماد النحلةَ وسيلة للوصول الى ذات المكان .
وحسناً فعل الناقد حسين سرمك حين كان وسيطاً بين الشاعر و(السادة القراء) ، مع مداخلة حيثُ تقتضي الضرورة .
كان هاجس الشاعر السماوي ، وهو ما أبرزه الناقد حسين سرمك ، أن الصحارى ترتدي فستان الخضرة .
والأن نترك القراء مع هذا الكتاب ..