18 ديسمبر، 2024 8:14 م

كسادٌ وفساد وشعب سرق نفسه !

كسادٌ وفساد وشعب سرق نفسه !

خلال تصفح ما دونه المؤرخون، نجد الويلات والويلات والثبور؛ فقد أنتجت الغزوات والحروب التي عصفت ببلاد العرب ومنها العراق شعباً لا يحترم نفسه، ويجهل الحقوق التي له والواجبات التي عليه، ونجح المستعمرون وأدواتهم من خونة الحكام، بجعل معظم الشعوب العربية تخنع وتخضع للشعارات البالية؛ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ! والقادم إذا ما إستمرت الشعوب العربية على هذه الوتيرة سيكون أسوأ.

الجهل وحب الأنا والمصالح الذاتية، أصبحت السِمات الأبرز التي يمتاز بها الشعب العراقي ومعظم الشعوب العربية، فخطط الطامعين والمحتلين للعقل والأرض، وجدت غاياتها وإستقرت وعشعشت في عقول العرب، ولم يتبقى سوى التنازل علناً عن مفاهيم ديننا ورسالتنا.

لا يسعنا إلاّ أن ندعو السياسيين لتنظيف صفوفهم والدعوة موجهه أيضاً الى شيوخ العشائر الأصيلة لتنقية دواوينهم من شيوخ الصدفة ونتاج الحروب والأزمات؛ الذين يحاولون تشويه الإنسانية والتسامح وتعاليم الإسلام ونهج آل بيت رسول الله (ص)؛ بعد سقوط النظام الصدامي البائد، حرضت بعض الجهات، ضعاف الأنفس على سرقة ما سرقه النظام السابق من الشعب؛ وذهبت جميع ممتلكات الدولة بمهب الريح، بل حتى الدولة تم سرقتها ولم يعد لدينا دولة! و كل ما جنيناه بعد عام 2003 حكومات ضعيفة هزيلة كل همها إملاء بطونها وتغذية أحزابها التي تكاثرت وقسمت الثروات كالكعكة.

لم يعد هناك قوى وطنية تحترم إرادة المُواطن؛ فما رأيناه لا يمكننا وصفه؛ جميع أشكال الفساد تم تطبيقها بالتراضي والتفاهم ووفق الدستور !الجميع يتحمل المسؤولية؛ ولن تستطيع أي جهة أو فرد التنصل، كذلك فكل مواطن عراقي مسؤول اليوم؛ عما حصل ويحصل وسيحصل؛ وحتى الساكت عن حقوقه فهو شيطان أخرس، مهمتنا اليوم هي: تنظيف أنفسنا من الشر وحب الأنا وبناء أنفسنا بناءاً رصيناً، ومن ثم نشرع ببناء وطننا ونعمر ما خربه أشرار أمتنا ونحن جميعنا منهم!

أخيراً نكرر توجيه الدعوة التي لا تخلوا من الرجاء، الى جميع أمراء القبائل العربية وغير العربية الكريمة وشيوخ العشائر الأصيلة، ودعوتنا هذه هي للعب الدور الأكبر لتأهيل جميع أبناء الشعب، فإن أردنا الخير لنصنعه بأيدينا، وإصرارنا للسماح للأشرار بإستمرار دورهم التخريبي سينهي طموح جميع الأخيار؛ وسينتهي عراقنا وستنتهي أمتنا، وسينتصر أعدائنا وهذا ليس ببعيد !

وهي دعوة أيضاً نوجهها الى جميع المراجع الدينية والسياسية، لأخذ دورهم الحقيقي بالإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمجتمع العراقي ماضٍ الى خراب وضياع، بعد أنتشار المخدرات وتجارة الأعضاء البشرية، و الفصل العشائري، لننتشل ما تبقى من أشلائنا ولنحاسب أنفسنا على ما أقترفناه.