17 يناير، 2025 10:11 ص

المالكي ينتزع حكومة كربلاء المحلية من الحكيم والصدر  ‏

المالكي ينتزع حكومة كربلاء المحلية من الحكيم والصدر  ‏


أثر مباحثات واتصالات ماراثونية شهدتها مدينة كربلاء العراقية الجنوبية شارك فيها رئيس الوزراء ‏نوري المالكي بنفسه فقد نجح في تمكين ائتلافه دولة القانون من الحصول على منصب المحافظ في ‏حكومتها المحلية الذي اختير له عقيل الطريحي المفتش العام لوزارة الداخلية مبعدا بذلك كتلتي الحكيم ‏والصدر عن اي منصب فيها بينما تباينت مواقف القوى الشيعية من تشكيل الحكومات المحلية بين ‏الدعم والهجوم .‏

فقد نجح المالكي عبر اتصالات ومباحثات مع المرشحين الفائزين بأنتخابات محافظة كربلاء (110 كم ‏جنوب بغداد) قام بها بنفسه الاثنين الماضي وعبر اثنين من قادة التحالف الوطني الشيعي حسين ‏الشهرستاني رئيس تجمع مستلون نائب رئيس الوزراء وهادي العامري رئيس منظمة بدر وزير النقل ‏في الحصول على المناصب الرئيسية في حكومة المحافظة المحلية اثر مباحثات مكثفة اجرياها هناك ‏استمرت حتى فجر اليوم.‏
فقد توصلت هذه الضغوط والاتصالات الى اتفاق بأنتخاب عقيل الطريحي المفتش العام لوزارة الداخلية ‏عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي عن منظمة بدر محافظآ لكربلاء ونصيف جاسم من ‏الائتلاف نفسه رئيسا لمجلس المحافظة بعد ان تحالف الائتلاف مع تيار دولة العدالة وقائمة اللواء  ‏جامعا بذلك 16 صوتا من الاعضاء المنتخبين من بين الفائزين بمقاعد مجلس المحافظة البالغة 27 ‏مقعدا. ‏
كما تم انتخاب يوسف الحبوبي عن قائمة اللواء نائبا اول للمحافظ ومحمد الطرقاوي عن تيار دولة ‏العدالة نائبا ثانيا وعلي المالكي عن دولة العدالة نائبا لرئيس مجلس محافظة في استحواذ كامل على ‏المناصب الرئيسية في المحافظة . وقد تم توقيع وثيقة تنص على هذه الاختيارات سيتم اعلانها رسميا ‏في وقت لاحق اليوم الاربعاء.‏
وقد حرم هذا الاختيار مرشحي كتلتي المواطن الممثلة للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم ‏وكتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر من الحصول علي اي منصب متقدم في ‏حكومة كربلاء المحلية التي اصبحا خارجها. ‏
وتشكل محافظة كربلاء مسقط رأس المالكي والنجف المجاورة اهمية كبرى للتحالف الشيعي الحاكم ‏نظرا لما تضمانه من اضرحة مقدسة بينها للامام علي بن ابي طالب ونجليه الحسين والعباس ولما ‏تحتضناه من مقرات للمرجعات والمؤسسات الشيعية العليا حيث يتوافد على المحافظتين الملايين من ‏المسلمين سنويا لاحياء مناسباتهما الدينية.‏
يذكر ان انتخابات مجلس محافظة كربلاء التي جرت في العشرين من نيسان (أبريل) الماضي قد ‏اسفرت عن فوز قائمة دولة القانون بالمرتبة الاولى وقائمة الاحرار الصدرية بالمرتبة الثانية فيما حلت ‏قائمة اللواء للمرشح المستقل يوسف الحبوبي ثالثة وقائمة المواطن بزعامة الحكيم رابعة وتلتها قائمة ‏امل الرافدين.‏

مواقف متباينة للقوى الشيعية من تشكيل الحكومات المحلية
وقد اثارت التشكيلات التي تم التوصل اليها للحكومات المحلية وتوزيع المناصب فيها بين الكتل ‏الفائزة تباينات في مواقف القوى الشيعية بين الهجوم والدعم.‏
فقد اعتبر حسن السنيد النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ان تشكيلة الحكومات المحلية ‏الجديدة تمثل ارادة امراء السياسية ولا تمثل رغبات الكثيرين من ابناء المحافظات. وقال ان انتخاب ‏المسؤولين في المحافظات لم يتم على اساس الكفاءة والقدرة وانما على اساس التغالب في التحالفات ‏السياسية كما قال في تصريح نقلته لوكالة الوطنية العراقية للانباء .. وتساءل قائلا “كيف تعمل ‏الحكومات المحلية ونصف مجلس المحافظة يقاطع جلسة الانتخاب ويتربص بالمحافظ لسحب الثقة ‏عنه”. ‏
لكن زعيم التحالف الشيعي رئيس تيار الوسط ابراهيم الجعفري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي ‏عمار الحكيم اكدا اثر مباحثات تناولت النتائج والحوارات التي جرت في المحافظات حول تشكيل ‏الحكومات المحلية دعم هذه الحكومات.‏
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحكيم بعد انتهاء مباحثاتهما ان مُكوِّنات التحالف ‏الوطنيِّ (الشيعي) موجودة على المسرح وبحكم كونه تحالفاً وطنياً فكلُّ المواقع سواء كانت مجالس ‏المحافظات، أو محافظين، أو التراتبيات الأخرى بالنسبة إلينا نعتبرها مكسباً، وبالنسبة إلى المجلس ‏الأعلى باعتباره ركناً من أركان التحالف الوطنيّ يُسعِدنا أن يُوظـِّف هذه الفرص لخدمة العراق بصورة ‏عامة، تجسيدا لمبادئ التحالف، وانسجاماً مع اسم التحالف الوطنيّ، الذي هو تحالف وطنيٌّ عراقيٌّ ‏يسعى إلى مدِّ الجسور مع المُكوِّنات كافة، وتذليل العقبات، وبناء العراق الجديد، بخاصة أننا سننتقل ‏من هذه المحطة الانتخابية إلى محطة انتخابية جديدة هي الانتخابت التشريعية في 2014″. ‏
واكد اتفاقه مع الحكيم على “دعم هذه الحكومات جميعاً، والحفاظ على لحمة التحالف بكلِّ مُكوِّناته، ‏وتكريس وتسخير التحالف الوطنيِّ لخدمة الصالح العامّ، ومدّ الجسور مع إخواننا في التحالفات الأخرى ‏سواء كان تحالف الإخوة الكرد، أو تحالف الإخوة في العراقية، لأنَّ ذلك يصبُّ في الصالح العامّ، ونحن ‏بدورنا باركنا لسماحة السيِّد الحكيم إنجازاته”.‏
واوضح الجعفري ان العمليات الانتخابية التي حصلت، والمراوحة بين التقدُّم والتأخّر نسبياً “هي ‏ظاهرة صحية  وهي استحقاق وضريبة الديمقراطية، ونحن نعتقد أنه لا يُوجَد طرف غالب، وطرف ‏مغلوب، وإنما طرف مُتقدِّم وطرف مُتأخّر قليلاً، وهي حالة طبيعية جداً”. وقال ان “الحركة الإجمالية ‏للتحالف الوطنيّ أنه حافظ على موقعه في الصدارة، وحافظ على تماسكه” مؤكدا تمسك التحالف ‏بصداقاته  مع الإخوة الكرد، وفي العراقية”.‏
اما الحكيم  فقد شدد على اهمية “عودة الحيوية والحراك إلى داخل التحالف الوطنيّ، وما يعبِّر عنه من ‏وئام بين القوى الكبيرة المُمثـِّلة لهذا التحالف” مشيرا الى ان “تشكيل مجالس المحافظات قد تم في ‏بعضها  بصورة شراكة وحالة توافقية بين القوى الفائزة، وفي محافظات أخرى لم تحصل مثل هذه ‏الحالة وإنما تمت بالأغلبية السياسية”. وقال “عبرنا عن دعمنا الكامل للمحافظين كافة، وسواء أكنا ‏شركاء فيها، أو لم نكن فهذه هي الديمقراطية، وهذه هي المسارات التي جرت في تشكيل المحافظات، ‏وسنقف موقف الدعم والإسناد لجميع المحافظين ولكلِّ الحكومات المحلية، وسنُعزِّز حالة الوئام ‏والمَحبّة، والعمل المُشترَك بين مجالس المحافظات والكتل الكريمة الفائزة الكبيرة والصغيرة منها”.‏
يذكر أن قائمة المواطن الممثلة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي برئاسة الحكيم وقائمة الأحرار ‏الممثلة للتيار الصدري بزعامة الصدر  نجحتا حتى الآن في تقاسم المناصب الرئيسة للحكومات ‏المحلية في المحافظات التي فازتا فيها بالاغلبية، وهي البصرة والمثنى والكوت والناصرية  وبغداد ‏والديوانية، حيث كان منصب المحافظ في أكبر محافظتين هما بغداد والبصرة من نصيب الصدريين ‏والمجلس الاعلى على التوالي. وكشفت مصادر سياسية شيعية رفيعة أن المالكي يشعر بغضب شديد ‏بعد نجاح التيار الصدري والمجلس الاعلى في ترتيب صفقة شاملة تضمن الحكومتين في بغداد ‏والبصرة ومحافظات أخرى.‏
‏ ‏
‏ العراقية : نمو تيار الاعتدال سيقود العراق الى الاستقرار والتمية
ومن جهتها توقعت القائمة العراقية ان يقود تيار الاعتدال الذي افرزته الانتخابات المحلية الاخيرة ‏مستقبل البلاد الى الاستقرار والتنمية .
وقال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور في تصريح صحافي مكتوب تسلمته “ايلاف” اليوم ان ‏المشهد السياسي العراقي في العام 2013 افرز تيار اعتدال بمشتركات وطنية من مختلف الكتل ‏السياسية وهو تيار بدأ نموه بطريقة طبيعية من خلال تطلعات المجتمع العراقي و سيقود البلاد الى ‏الاستقرار والتنمية .
وشار الى ان الازمات السياسية وتصاعد المطالب بالامن والخدمات والتصعيد الطائفي الاخير ، وفشل ‏الكثير من الكتل السياسية في التعبير عن تطلعات الجماهير ، وعدم قدرة الحكومة على نقل الشعب ‏لمستوى حياة افضل ، واستمرار حالات الفساد دون رادع ، صنعت مشتركات وطنية برفض هذه ‏الظواهر وتقاربا في وجهات النظر بين شخصيات وكتل سياسية وطنية ستعيد رسم الخارطة العراقية.
واوضح ان ملامح تيار الاعتدال بدأت تظهر بوضوح من خلال انتخابات مجالس المحافظات ونتائجها ‏التي اعطت الضوء الاخضر للعراقيين لان يجتمعوا على هذه المشتركات لتحديد ملامح البرامج ‏السياسية للانتخابات البرلمانية المقبلة.
واكد عاشور ان التغير الواضح في خطابات الكتل السياسية وتوجهها نحو بناء العراق بشكل مختلف ‏عن فكرة المحاصصة والتحزبية ، والاقتراب الى هاجس الجماهير ، ونبذ الخطاب الطائفي ، والتحرك ‏لاستمالة الغالبية التي رفضت التصويت في انتخابات مجالس المحافظات ، ونزوع العراقيين للتغيير ‏ورسم ملامح جديدة لفكرة المواطنة ،اوجدت مشتركات واضحة ستكون طريق اجتماع غالبية عراقية ‏على التأثير في الانتخابات البرلمانية المقبلة . وقال “ان ملامح الربيع العربي كان لها اثرها في دفع ‏الهاجس الشعبي نحو التغيير  اضافة الى دور الاعلام في تقريب وصناعة الرأي العام”.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة