الرئيس ترامب يبعث بجنرالاته تباعا للعراق ..
الحديث يتصاعد همسا عاليا عن قواعد امريكية ثابتة في العراق ..
ضمن انتقالة سريعة وحاسمة في مجريات الحرب الدائرة ضد الارهاب في العراق قفزت حرب تحرير الجانب الايمن من الموصل الى واجهات الاحداث العالمية وكانت بغداد وجبهات القتال وجهة ِومحط َاقدام الكثير من قادة المؤسسة العسكرية الامريكية كان على راسهم الجنرال جون ماتيس وزير الدفاع وتبعه الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للاعداد لما يوصف بخطة ترامب لشن حرب طويلة ضد داعش لن تقف عند حدود دولة بعينها..
تصورات الرئيس ترامب التي كشف عنها بكل وضوح الجنرال ماتيس لدى لقائه العبادي بالامس تدخل ضمن الاوامر التي استلمها وطالبه فيها ضمن مهلة الثلاثين يوما من بدء تنصيبه وزيرا للدفاع في ان يضع الخطوط النهائية لتدمير داعش بالاشتراك مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية.، ليس في العراق وحده وسوريا وانما العالم باكمله ..
الدعم الدولي لسياسة ترامب في مواجهة الارهاب واقتلاع جذوره تصاعد بعدما تكشف لاجهزة المخابرات الدولية ان داعش استطاع ان يكسب الى صفوفه 45 الف من رعايا 100 دولة بينها امريكا وانعكاسات عودة هولاء بعد تدمير التنظيم في الشرق الاوسط على امن هذه البلدان التي يدخل 60 منها ضمن ما بات يعرف بالتحالف الدولي ضد ارهاب داعش..
الجنرال “جوزيف دانفورد” رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الذي التقى العبادي في بغداد امس اطلعه على ملامح الخطة وعلى الدعم المفتوح الذي قدمته الادارة الامريكية الجديد لبلاده لتحريك معركة الموصل وكسبها تكنولوجيا وعسكريا من خلال مشاركة فعالة لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في عمليات القصف الجوي والتمشيطي للعدو وبخاصة فعاليات القصف الجوي الليلي التي تفتقد اليها “منظومات الطائرات العراقية من طراز اف 16..”
وكشف دانفورد أن مسودة الخطة ستتجاوز حدود العراق وسوريا لتشمل ما وصفه “بالخطر الذي يمثله المتشددون حول العالم في إذكاء الصراعات”وهو يعني بها ايران ايضا وإن بلاده تفكر بخطة تواجد عسكري طويل الأمد في العراق للمساعدة في دعم الاستقرار بعد الهزيمة المنتظرة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش.”
وبرغم تكذيب الجنرال العبادي المستمر لمشاركة قوات اجنبية في سير المعارك فان تصريحات الجنرال دانفورد في بغداد كانت واضحة لا لبس فيها حينما قال إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تجهز خطة جديدة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية “وستُشرف على تنفيذها”.. وبهذا الاتجاه امتدح الجنرال “روبيرت جونز”، نائب قائد عملية العزم الصلب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام اداء القوات العراقية وقال عنها انها تنفذ أسلوبا جيدا في عمليات التقدم إلى مواقع التنظيم في الموصل باساليب مستحدثة بسبب كثافة السكان .
امريكا التي دفعت بثقلها الجوي والاستخباري والمدفعي في معركة الموصل ياتي إحياءاَ غير مسبوق للاتفاقية الامنية والاطارية بين البلدين ولازالت تقدم كافة اشكال الدعم المعنوي والعسكري والمادي للعراق ما مكن القوات العراقية من استرجاع مطار الموصل ومعسكر الغزلاني ..من يد داعش. .هذه الاتفاقية يمكن لها لو استوعبها العبادي وخرج عن نفاقه السياسي ومخاوفه من المالكي ،ان تعيد العراق الى مكانته العربية والدولية وتعيد ملايين اللاجئين الى بيوتهم داخل العراق وخارجه..
ويقول المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة – المعروفة باسم “عملية الحزم التام” – الكولونيل، جون دوريان، إن التنظيم خسر الرمادي والفلوجة وهيت والقيارة والشرقاط.فيما أكد قائد عمليات نينوى اللواء نجم عبدالله الجبوري في تصريح لـ”راديو سوا” أن قوات الشرطة الاتحادية تتقدم نحو حي الطيران عبر مطار. الموصل الذي بات يخضع للقوات العراقية بشكل كامل..
ودفع هذا الدعم الامريكي المفتوح للعبادي لاول مرة ان يعلي من صوته حينما قال انه اصدر الامر للطيران العراقي بضرب قواعد داعش في سوريا التي انطلقت منها التوجيهات والمفخخات وضربت بغداد وقوات الحدود في طريبيل امس..
الرئيس ترامب على ما يبدوا استكمل بناء المؤسسة الامنية الامريكيه حينما اعلن امس انه تم تعيين الفريق هربرت ريموند ماكماستر، مستشارا له لشؤون الأمن القومي، بعدما أُقيل الجنرال المتقاعد، مايكل فلين بعد فضيحة كذب وتخابر مع السفير الروسي في واشنطن.. مهمة تنحصر في مواجهة الارهاب واقتلاع جذوره.
الايام القادمة بلا شك حبلى بكل جديد ولما فيه فك ارتباطه وتبعيته لايران وستتغير ملامح الصورة في العراق نظاما وسياسة وان الكثير من المافيات التي امتصت دماء الشعب العراقي ورهنت مستقبله وباعت ارضه ودعمت مصالح ايران على حساب مصالح العراق سيتم اقتلاعها ..
واسمعوا ريتشارد هاس، رئيس دائرة تخطيط السياسات السابق بوزارة الخارجية الأمريكية ماذا يقول :” إنه ليس قلقا على العراق حاليا في معركة الموصل .. لكن السؤال يبقى حول إن كان العراقيون سيتمكنون من صهر الخصومة الطائفية فيما بينهم؟” اذن الكرة في ملعبنا….
وهنا ستلعب خمس قواعد عسكرية مع سبعين الفا من جنود ترامب ستلعب صمام الامان لكي يستعيد العراق عافيته وسيعود جيش العراق جيشا مهنيا لكل العراقيين وتتبخر احلام تلك الرؤوس العفنة ممن تقود حاليا مليشيات الظلام التي جردته من مقومات الدولة المستقلة الضامنة لحقوق شعبها وحدوده من زاخو والى المطلاع..