18 ديسمبر، 2024 11:40 م

الأزمة بين ايران والولايات المتحدة بين الجمود والتفعيل والنتيجة

الأزمة بين ايران والولايات المتحدة بين الجمود والتفعيل والنتيجة

الازمة بين الولايات المتحدة وايران، هل هي في الطريق الى الحلحلة ام في الطريق الى التعقيد او النزاع المسلح أم بين بين؟ للاجابة على هذا السؤال، من المهم الرجوع الى اساس الازمة والهدف من تأجيجها.. عندما انسحبت امريكا ترامب من الصفقة النووية بين ايران وخمسة زاد واحد..وقبل الاجابة على هذا السؤال، لنتوقف قليلا على الطريقة والكيفية التى تدار بها الازمة من قبل الطرفين، الولايات المتحدة وايران؛الايرانيون في موقف الدفاع عن مصالحهم والتقليل على قدر ما يستطيعون من تاثير العقوبات الاقتصادية على شعبهم وبالنتيجة على النظام. فهم لايمكنهم الوقوف موقف المتفرج على العقوبات الاقتصادية وهي تسحق شعبهم وتدمر قدراتهم في جميع الحقول، لذا فهم يلعبون لعبة الفار مع القط..في أرسال رسائل تخويف وتحريك سواء الاوربيين او بقية الدول ذات التاثير على الموقف الامريكي؛ من قبيل رفع درجة تخصيب اليورانيوم الى4،5وهذه النسبة لاتعد خرقا للصفقة النووية مما يجعل الجانب الاوربي وبقية دول الصفقة الاخرين، لايتخذون موقفا متشددا اتجاه ايران، الايرانيون في ذات الوقت اعلنوا من ان هذا الرفع قابل للزيادة حسب حاجة ايران وفي ذات الوقت يصرحون من أنهم بامكانهم الرجوع الى او الالتزام بكامل بنود الصفقة، أن تم رفع العقوبات. وبهذا هم يرسلون اشارات تفتح ابواب الضغط اوربيا على الموقف الامريكي بالاضافة الى تركيز الدعم الروسي والصيني لموقفهم. وفي توقيت مع هذه الاجراءات تزداد قدرات الحوثيون في توجيه ضربات موجعة للخصم وهنا ان كاتب هذه السطور المتواضعة لايوجه الاتهام الى ايران، لكن وفي عين الوقت ان هذا التوقيت في زيادة هذه القدرات بطريقة ملفتة وفي وقت قياسي بعد اكثر من خمسة سنوات من الحرب على اليمن، يثير الريبة والشك..ومع افتراض ان هذه القدرات زادت بدعم ايراني فهي في هذا تقول للخصوم بان الصراع لن يتوقف في مياه الخليج العربي فقط بل يصل او يطال دول الخليج العربي، العربية. وهذا ما يفسر لنا انسحاب او اعادة تموضع القوات الامارتية، بالاضافة الى ما جرى ولسوف يجري من اعمال في مياه الخليج العربي وفي بحر العرب وفي مضيق هرمز اخيرا ومستقبلا، هنا لانعني اغلاق المضيق فهذا امر مستحيل مهما قال الايرانيون بخلاف ذلك..جميع هذه الاعمال هي في الاساس لتحريك الوضع من حالة الجمود وهنا نقصد بالجمود القبول بالعقوبات وتاثيرها المدمر سواء في المديات القريبة والمتوسطة على الشعوب الايرانية وعلى النظام..للقبول بخارطة الطريق الامريكية للمنطقة… ولحجم ومديات ونوعية قدرات ايران العسكرية والعلمية والسياسية.. وهذا هو الهدف الامريكي من العقوبات الاقتصادية، فهذا امر مستحيل ان يتقبل الايرانيون هذا التدمير وهم في صمت من غير رد وان كان محدودا..من ناحية المفاوضات الايرانيون ابقوا الباب مفتوحا لها ومن غير ان يثبتوا موقف واضح بقبولها او اشترطوا رفع العقوبات هذا في العلن ولكن على مايبدوا من الذي تمخض عن زيارة مستشار الرئيس الفرنسي، قد خفف هذا الشرط كثيرا اي القبول بتخفيف العقوبات على الرغم من النفي الايراني…اذن ان ايران تلعب بالوقت الى ان يحين موعد الانتخابات الامريكية..ايران لاتقبل بالمفاوضات لجهة الاستثمار الترامبي لها انتخابيا.. وفي ذات الوقت تترك بابها مفتوحا للوساطات..الامريكيون يخططون على زيادة الضغط الاقتصادي ومحاصرة ردود الافعال الايرانية، لأجبارهم في نهاية المطاف كما يخططون ويتصورون، على الجلوس حول طاولة التفاوض. ومن بين هذه المحاصرة لردود الافعال الايرانية في مياه الخليج العربي وبحر العرب ومضيق هرمز، هو اقامة تحالف دولي لحماية الملاحة الدولية في مضيق هرمز،حتى وان كان هذا التحالف او التجييش قيمته الفعلية والاجرائية بسيطة وتاثيرها قليل اذا ما قيس بالقوة البحرية الامريكية. من الناحية الثانية وهي الناحية الاهم بل الاساس؛ هو توفير غطاء دولي وقانوني اذا ما حدث بطريق الخطأ اي صدام مباشر مع الايرانيين، عندها يكون الرد الامريكي مبرر ومشرعن حسب القانون الدولي..في تقدير كاتب هذه السطور المتواضعة ان الوضع او الازمة بين ايران والولايات المتحدة سوف تستمر على هذا المنوال حتى موعد الانتخابات الامريكية مع استثناء واحد، وهو ان الاوربيين لن يفوا بالتزاماتهم وان الايرانيين لن يقدموا على الانسحاب الفعلي من بنود الصفقة النووية وكل ما سوف يقومون بها هو رفع درجة التخصيب بما لايشير الى التنصل التام من الصفقة النووية مهما قالوا وصرحوا بخلاف ذلك. في النهاية نجيب على سؤال البداية: لن تكون هناك حرب بين ايران والولايات المتحدة، وهناك اسباب لامجال في هذه السطور المتواضعة على مناقشتها. أما الضربة المحدودة او الضربة الواسعةلأهداف منتخبة لن تكون على الاقل قبل الانتخابات الامريكية. الايرانيون يدركون كل هذا جيدا جدا.