تظاهرات بالديوانية وبعقوبة ضد حكومتيهما الجديدتين

تظاهرات بالديوانية وبعقوبة ضد حكومتيهما الجديدتين

تظاهر اليوم في مدينة الديوانية المئات من ابناء محافظة القادسية للمطالبة باقالة الحكومة المحلية ‏الجديدة واعادة تشكيلها وفق ارادة الناخبين ونتائج الانتخابات.
وطالب المتظاهرون خلال التظاهرة التي اقيمت اليوم امام بناية مجلس المحافظة في الديوانية باحترام ‏ارادة الناخبين والابتعاد عن الاملاءات وتشكيل حكومة المحافظة وفقا لنتائج الانتخابات وليس انصياعا ‏للاوامر المركزية .
ودعوا الى اختيار الاشخاص ذوي الخبرة والكفاءة في قيادة السلطة التشريعية والتنفيذية مؤكدين بانهم ‏سيلجأون الى الاعتصام في حالة عدم تنفيذ مطالبهم وخلال سبعة ايام .
ويذكر ان رئيس مجلس المحافظة السابق جبير سلمان الجبوري قد حصل على اعلى الاصوات في ‏انتخابات مجلس المحافظة وهو من ائتلاف دولة القانون لكنه لم يسند له اي منصب في الحكومة ‏والمجلس الجديد وانتخب الدكتور عمار المدني من /الفضيلة / محافظا وحاكم الخزاعي من/ المواطن/ ‏رئيسا لمجلس المحافظة. ‏
كما تظاهر المئات من أهالي مدينتي بعقوبة وخانقين، اليوم الأحد، للمطالبة بإقالة المحافظ عمر ‏الحميري الذي صوت المجلس الجديد للمحافظة على التجديد له لولاية ثانية واتهموه بـ”الطائفية”، ‏واكدوا انهم سيقبلون بأي مرشح سني آخر غيره، مطالبين بإعادة توزيع المناصب في المجلس الجديد ‏وإعطاء رئاسته للمكون الكردي.‏
وترى القوى الشيعية المعترضة على تشكيل الحكومة المحلية في ديالى، أن تشكيلها جاء “انتقاصا” ‏منها، وتؤكد انها سجلت موقفا “تاريخيا” بالإنسحاب من جلسة إعلانها على الرغم من قناعتها بعدم ‏استطاعتها ككتل سياسية التأثير على مجريات الامور في التشكيلة الجديدة، لتعترف بأنها تعول على ‏الاحتجاجات الشعبية في “التغيير” في ظل “وجود صفقات لتسليم ديالى للسنة” كما تقول، مقابل ‏‏”صفقة” حصول التيار الصدري على منصب محافظ بغداد، لكن في حين يؤكد الفائزون من الشيعة أن ‏تشكيل حكومة ديالى كان ديمقراطيا مع “احترام رأي المعترضين”، يتوقع محللون سياسيون أن يكون ‏تحالف الصدر مع “السنة” تحضيرا لرئاسة الوزراء المقبلة، ولا يستبعدون أن يؤثر ذلك بشكل سلبي ‏على الأوضاع الخدمية والأمنية في المحافظة.‏

المجلس الأعلى: نراهن على المعارضة الشعبية وموقفنا تاريخي
ويقول القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، حميد معلة، في حديث إلى (المدى برس)، إن “موقف ‏المجلس يسجل للتاريخ وكان واضحاً مما حصل في ديالى، من خلال البيان الذي أصدره بهذا الشأن، ‏وما أعلنه أعضاء كتلة المواطن، وانسحابهم من جلسة مجلس المحافظة”، ويضيف معلة، لقد “مارسنا ‏حقنا بالرفض على وفق السياقات القانونية والدستورية”.‏
ويرى معلة أن “المجلس الأعلى وائتلاف دولة القانون قد لا يتمكنان التأثير على مجريات ما يحدث في ‏تشكيل الحكومة المحلية بديالى”، ويستدرك “لكننا لا ندري ما إذا كانت الاحتجاجات الشعبية في ‏المحافظة ستؤثر برغم أن ذلك يعتمد على مدى قوتها واتساع نطاقها”.‏
وينفى القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، “وجود صفقات لتسليم ديالى للسنة مقابل حصول كتلة ‏الأحرار على محافظة بغداد، كما يعتقد البعض”.‏

دولة القانون: لن يتحقق الاستقرار بديالى في ظل الحكومة الحالية  ‏
من جانبه يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الصيهود، في حديث إلى (المدى برس)، إن “ما ‏نريده من تشكيل الحكومات المحلية هو الارتقاء بأدائها إلى مستوى طموحات المحافظة من خلال تقديم ‏الخدمات، مما يحتاج إلى تكاتف الكتل السياسية”، ويعد أن هذا “لم يحصل في ديالى، الأمر الذي يعني ‏أن هناك من يريد تحقيق مصالحه على مصالح أهالي ديالى”.‏
ويوضح الصيهود، أن “ما حصل في ديالى تم بصفقة على حساب أكبر مكون فيها وهو الشيعي، ‏وائتلاف دولة القانون”، ويتساءل “كيف يمكن تهميش هذا المكون بهذه الطريقة، التي انطوت على ‏إقصاء متعمد بصفقة خاسرة للحصول على بغداد”، بحسب رأيه.‏
ويتوقع النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن “ديالى لن تشهد استقراراً كما أن الحكومة المحلية التي ‏شكلت فيها لن تتمكن من تحقيق الخدمات، بل ولن تتحقق حتى المصالح الشخصية لأعضاء الكتل ‏المشاركة فيها”.‏

كتلة الأحرار: لا تشكيل يحظى بقبول تام
إلى ذلك يقول النائب عن كتلة الأحرار، جواد الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الحكومة ‏المحلية في ديالى شكلت بأغلبية سياسية لها امتدادها الجماهيري وثقلها الشعبي”، ويبين أن “الأصوات ‏المعترضة محترمة بشرط أن تكون في الإطار السلمي والطرق القانونية”.‏
ويضيف الجبوري، أن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رد على مزاعم وجود صفقة شكلت ‏بموجبها الحكومة المحلية بديالى”، ويشير إلى أن “الصدر وضع الكثير من علامات الاستفهام على ‏كل من يشكك بهذه الحكومة، وأكد على المضي قدماً في منهج الوحدة الإسلامية والشراكة الحقيقة”.‏
ويؤكد النائب عن كتلة الأحرار، على “عدم وجود تشكيل يحظى بارتياح تام وقبول بالمطلق، وإلا ‏لألغينا مفهوم المعارضة والديمقراطية القائمة على أساس جهة قائدة وأخرى معارضة”، ويعد أن هذه ‏‏”الحالة موجودة لكن تنقصها الآليات القانونية والثقافة والنضج السياسي”.‏
‏ من جانبه، يقول النائب عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدر أمير الكناني في حديث إلى (المدى ‏برس)، إن “كتلة الاحرار جزء لا يتجزأ من التحالف الوطني، وهي ركن مهم وأساس في الائتلاف ‏الوطني”، مبينا أن “تحالفنا مع القوائم الاخرى من خارج التحالف الوطني كمتحدون هو لتشكيل ‏حكومات محلية فقط، وتخدم مصالح الشعب في تلك المحافظات”.‏
ويستدرك قائلا “لكن أيضا نحن بالنسبة لنا ككتلة الاحرار عبرنا موضوع الطائفية ونؤمن بالمواطنة ‏وشعارنا الان هو المواطنة”، موضحا “ونتقبل وسنكون داعمين بان يكون هناك سنيا يحكم المحافظة ‏او يحكم البلاد كما نحن مؤمنون بان يحكم الأكراد اي محافظة في البلد”.‏
ويستطرد الكناني “لذلك نحن لا نتحفظ ان يكون محافظ ديالى من السنة وان يكون رئيس مجلس ‏محافظة بغداد من السنة، نحن داعمين لإخواننا السنة كما ندعم غيرهم”.‏
ويعزو الكناني وهو عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي الاعتراضات التي يبديها البعض ‏إلى “عقد طائفية وقومية متجذرة”، مؤكدا أن “هذه العقدة الطائفية التي تلزم بعض الاطراف لا تصب ‏بمصلحة البلد”.‏

محلل سياسي: هناك تحضير للانتخابات المقبلة
على صعيد متصل يرى المحلل السياسي إحسان الشمري، ‏
إن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عندما تحالف مع قائمة متحدون، كان يهدف إلى مسارين ‏الأول هو الحصول على حكومات متوازنة سواء في ديالى أم بغداد كما بدا واضحاً، لرسم صورة جديدة ‏بعيدة عن التمحور الطائفي”.‏
ويتابع الشمري، أن “لدى الصدر برنامجاً للمرحلة المقبلة قد يرتبط إلى حد كبير بموضوع الحصول ‏على رئاسة الوزراء، وبالتالي هو يبحث عن حليف سني قوي”، ويعد أن “قائمة متحدون يمكن أن ‏تستمال كما يمكن أن تكون اللاعب السني القوي للوصول إلى رئاسة الوزراء”.‏
ويوضح المحلل السياسي، أن هذه “الحركة التي اندفع فيها زعيم التيار الصدري قد ترتبط إلى حد كبير ‏بطبيعة الثأر من ائتلاف دولة القانون وعدم تطبيقه للاتفاقيات السابقة سواء كانت مع التيار الصدري أم ‏القوى السياسية الأخرى”، ويتوقع أن “تكون حكومة ديالى هشة، وتُخلق أزمة قد توفر غطاءً للمجاميع ‏الإرهابية للتحرك وقد تؤدي إلى إطلاق شرارة العنف الطائفي وهو أمر خطير جداً كان يجب ان يؤخذ ‏في نظر الاعتبار عند تشكيل تلك الحكومة”.‏
يذكر أن تحالفا ديالى الوطني والكردستاني، أعلنا الجمعة، (الـ21 من حزيران 2013 الحالي)، عن نية ‏أنصارهما تنظيم تظاهرة كبيرة ضد الحكومة المحلية المشكلة حديثاً في ديالى، مطلع الاسبوع الحالي، ‏وأكدا أن المتظاهرين سيطالبون بتغيير تشكيل الحكومة، كونها “غير متزنة” وتمخضت عن ‏‏”صفقات”، وقد لبى انصار التحالفين الدعوة وتظاهروا صباح اليوم الأحد بالمئات في بعقوبة وخانقين ‏مطالبين بإقالة المحافظ عمر الحميري.‏
وكان مجلس محافظة ديالى انتخب، في (الـ19 من حزيران 2013) عضو ائتلاف عراقية ديالى عمر ‏الحميري، محافظا لدورة ثانية، وعضو كتلة الأحرار محمد جواد كاظم، رئيسا للمجلس، فيما صوت ‏على انتخاب عضو كتلة التأخي والتعايش كريم محمد علي نائبا اول للمحافظ، وسط غياب لكتلة ‏المواطن وائتلاف دولة القانون وباقي مكونات تحالف ديالى الوطني عن الجلسة التي عقدت في مبنى ‏المحافظة بدلاً من مقر المجلس.‏
وكشفت مصادر صحافية، في (الـ22 من حزيران 2013)، أن التحالفين الوطني والكردستاني قدما ‏شكوى لدى المحكمة الاتحادية للطعن بآلية تشكيل الحكومية المحلية الجديدة في محافظة ديالى.‏
وشهدت محافظة ديالى منذ ،الاربعاء، (الـ19 من حزيران الحالي)، تظاهرة للمئات من أهالي المحافظة ‏احتجاجا على ترشيح محافظ ديالى عمر الحميري لدورة ثانية، وفيما هددوا بنصب الخيم وقطع الطريق ‏المؤدي الى مجلس المحافظة لمنع اعضائه من الوصول، وطالبوا بترشيح اي شخصية اخرى بدلا عن ‏الحميري الذي وصفوه بـ”الطائفي”، دعوا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمراجعة حساباته ‏بخصوص الانباء التي تحدثت عن انضمام كتلته إلى ائتلاف عراقية ديالى.‏
وطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في (الـ20 من حزيران 2013)، “القواعد الشعبية” ‏الشيعية في محافظة ديالى بـ”مراقبة مسؤوليهم”، وفي حين أبدى مباركته لفوز محافظ ديالى الجديد، ‏حذره من أنه “لن يرضى بظلم أحد”، وطالبه بالسعي الى “توحيد الصفوف” وعدم التعامل بمذهبية، ‏عادا تولي منصب المحافظ من قبل السنة “خطوة ضد الطائفية”.‏
وكانت الانتخابات المحلية التي جرت في العشرين من نيسان الماضي، أفرزت فوز تحالف ديالى ‏الوطني بـ12 مقعد وائتلاف عراقية ديالى 10 مقاعد وقائمة التآخي والتعايش ثلاثة مقاعد وائتلاف ‏العراقية الموحد بمقعدين وائتلاف عازمون على البناء مقعد واحد وائتلاف ديالى الجديد مقعد واحد.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة