نصوص تخصيص الرجال بنعيم الجنة والحور العين
«وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (*) ذَواتا أَفنانٍ، (*)، فيهِما عَينانِ تَجريانِ، (*)، فيهِما مِن كُلِّ فاكِهَةٍ زَوجانِ، (*)، مُتَّكِئينَ على فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ وَجَنَى الجنَّتَينِ دانٍ، (*)، فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرفِ لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ، (*)، كَأَنَّهُنَّ الياقوتُ وَالمَرجانُ، (*)، وَمِن دونِهِما جَنَّتانِ (*) مُدهامَّتانِ، (*)، فيهِما عَينانِ نَضّاخَتانِ، (*)، فيهِما فاكِهَةٌ وَّنَخلٌ وَّرُمّانٌ، (*)، فيهِنَّ خَيراتٌ حِسانٌ، (*)، حورٌ مَّقصوراتٌ فِي الخيامِ، (*)، لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ.» (55 الرحمان 46 – 74) [(*) الجملة الاعتراضية المتكررة «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ»، تركت ليكون ترابط الجمل واضحا وسلسا.]
وسورة الرحمان تؤكد هذا المعنى، حيث إن ما يُبشَّر به «مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ» هو أنْ «فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرفِ لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ، كَأَنَّهُنَّ الياقوتُ وَالمَرجانُ»، أو «فيهِنَّ خَيراتٌ حِسانٌ، حورٌ مَّقصوراتٌ فِي الخيامِ، لَم يَطمِثهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم وَلا جانٌّ». وماذا لمن خافت امرأة مقام ربها؟ سيقال لم يذكر ذلك عن النساء، تجنبا لخدش الحياء. هنا أقول أليس المتدينون هم الذين يؤكدون دائما ألّا حياء في الدين، عندما يتكلمون عن أحكام النكاح والحيض والاستحاضة. أم هي قاعدة إن أُريدَت كبيرةً فكبيرةٌ، وإن أُريدَت صغيرةً فصغيرة؟ إذا كان الجنس مما لا يُصرَّح به حياءً، فيجب سريان ذلك على الجنسَين، وإذا كان لا حياء في الجنس، كونه أمرا طبيعيا خلقه الله للرجل والمرأة، فنفي الحياء يجب أن يكون ساريا أيضا للجنسين، ثم أليس القرآن قد سمّى الزواج بالنكاح، وهل النكاح غير المضاجعة الجنسية؟ فالجذران (ن ك ح) و(ن ي ك) لا يختلفان في المعنى.
«وَالسّابِقونَ السّابِقونَ، أُولائِكَ المُقَرَّبونَ، ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ، وَقَليلٌ مِّنَ الآخِرينَ، على سُرُرٍ مَّوضونَةٍ، مُتَّكِئينَ عَلَيها مُتَقابِلينَ، يَطوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُّخَلَّدونَ، بِأَكوابٍ وَّأَباريقَ وَكَأسٍ مِّن مَّعينٍ، لا يُصَدَّعونَ عَنها وَلا يُنزِفونَ، وَفاكِهَةٍ مِّمّا يَتَخَيَّرونَ، وَلحمِ طَيرٍ مِّمّا يَشتَهونَ، وَحورٌ عينٌ، كَأَمثالِ اللُّؤلُؤِ المَكنونِ، جَزاءً بِما كانوا يَعمَلونَ، لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا تَأثيمًا، إِلّا قيلًا سَلامًا سَلامًا.» (56 الواقعة 10 – 26)
وهكذا هو الأمر مع سورة الواقعة، فـ«السابقون» و«المُقَرَّبون» الذين سيكونون «في جَنّاتِ النَّعيمِ» هم الرجال دون النساء، ودليل ذلك أنهم موعودون أن تكون لهم «حورٌ عينٌ كَأَمثالِ اللُّؤلُؤِ المَكنونِ»، أم هل هناك (حوريّون) للمؤمنات كاللؤلؤ المكنون، كما هناك (حوريّات) للمؤمنين؟ لم نجد هذا المعنى في القرآن.
«وَأَصحابُ اليَمينِ ما أَصحابُ اليَمينِ، في سِدرٍ مَّخضودٍ، وَّطَلحٍ مَّنضودٍ، وَّظِلٍّ مَّمدودٍ، وَّماءٍ مَّسكوبٍ، وَّفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ، لّا مَقطوعَةٍ وَّلا مَمنوعَةٍ، وَّفُرُشٍ مَّرفوعَةٍ، إِنّا أَنشَأناهُنَّ إِنشاءًا، فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا، عُرُبًا أَترابًا، لِّأَصحابِ اليَمينِ، ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلينَ، وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرينَ.» (56 الواقعة 27 – 40)
وهكذا هو الحال عندما يذكر «أَصحابُ اليَمينِ» فهم رجال بامتياز، وبكل تأكيد، ودليله أنهم وُعِدوا بـ«فُرُشٍ مَّرفوعَةٍ، إِنّا [أي أنا الله القرآني] أَنشَأناهُنَّ إِنشاءًا، فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا، عُرُبًا أَترابًا، لِّأَصحابِ اليَمينِ». أم هل هناك رجال أبكار وآخرون فاقدون لبكارتهم؟
«إِنَّ لِلمُتَّقينَ مَفازًا، حَدائِقَ وَأَعنابًا، وَّكَواعِبَ أَترابًا، وَّكَأسًا دِهاقًا، لّا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا كِذّابًا، جَزاءً مِّن رَّبِّكَ عَطاءً حِسابًا.» (78 النبأ 31 – 36)
وكذلك نجد «المُتَّقينَ» في سورة النبأ هم من الرجال، فإن لهم دون النساء «مَفازًا»، وإن لهم دون النساء «حَدائِقَ وَأَعنابًا»، وإن لهم دون النساء «كَأسًا دِهاقًا»، وهم وحدهم دون النساء – لا أقل في هذه السورة – «لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا وَّلا كِذّابًا»، لأن لهم دون النساء «جَزاءً مِّن [رَّبِّهِم] عَطاءً حِسابًا»، ودليل كل ذلك أنهم وُعِدوا بما لا يصحّ أن توعَد به النساء، ألا إن لهم «كَواعِبَ أَترابًا».
هل يبقى شك بذكورية الله وانحيازه اللامحدود للرجل، حسب تصوير الإسلام، وسائر الأديان الإبراهيمية؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.